قال الدكتور إبراهيم العواجي في محاضرة له في خميسية الجاسر صباح أمس وسط حضور كبير من مثقفين وأدباء ومسؤولين: «ان الوطن مستهدف داخلياً، وان الإرهاب منتج وطني وثمرة مخرجاتنا التعليمية والاجتماعية». مضيفاً أنه لو كان الإرهاب خارجياً لسهلت مواجهته «لكنه جزء من نسيجنا» وما كان لأيدٍ خارجية أن تغزونا إلا «لأنها وجدت أرضاً خصبة». ولم يغب عن العواجي أن يحضر بشخصية الشاعر من خلال قصيدتين حول الإرهاب كان قد كتبهما وبينهما ثلاث سنوات حول حادثة تفجير المحيا. وأشار العواجي إلى أن مواجهة الإرهاب بأبعاده المتعددة لا يمكن لها أن تنجح إلا بالصدق ومواجهة النفس والاعتراف به من المجتمع وليس من رجل الأمن وحده. وقال: «انه على رغم الأعمال البطولية الأمنية لمكافحة الإرهاب والتي نجحت في الوصول لمراحل متقدمة في كشف الخلايا والعمليات الإرهابية قبل حدوثها إلا اننا لم نصل لنهاية النفق، ولم نحقق تقدماً في اجتثاث المشكلة، كما لا يزال مجتمعنا غير متحرر من آفته. وأضاف: «نواجه اختطافاً للعقل الاجتماعي من عناصر تعمل في الظاهر وكأنها منسجمة مع الوضع العام لكنها في الخفاء ضده». وأوضح أن مجموعة ال 44 والتي بينها طلاب علم ومسؤولون لا يمكن أن ننسب إليها «التغرير» مثل فئة الشباب. ووصفها بالمؤشر الخطر الدال على أن هناك عملاً مؤسسياً تقوم عليه عناصر من داخلنا، وأن الموضوع أبعد من مجرد شباب مغرر بهم. وألمح إلى كثير من طلاب العلم والعلماء المعتدلين يهربون من الإجابة حينما يتعلق الأمر بهولاء، مضيفاً أنه عندما نبدأ في الاعتراف بذلك سيبدأ العلاج. ومشيراً إلى أنه على رغم قوة برامج وزارة الشؤون الإسلامية في صد الظاهرة فكرياً إلا أنها لم تتخلص نهائياً من العناصر المتطرفة. وهو ما يثبت أن التطرف لدينا عريض. وأشار العواجي إلى دور الإخوان المسلمين في ذلك مستنداً إلى حوارات لرجل الأمن الأول الأمير نايف بن عبدالعزيز لأكثر من صحيفة عام 2003 حول أن مشكلاتنا من دون تردد جاءت من الإخوان المسلمين. وأضاف أن الاخوان المسلمين وعلى رغم أن منهم علماء أجلاء لكن دورها كان مؤثراً في مراحل معينة يوم استقبلتهم المملكة ووثقت بهم في مواقع حساسة حيث كان مناخنا السائد مثالياً لأي حركة تعمل باسم الإسلام. وقال في سياق آخر حول التعليم رداً على مداخلات عدة أن المشكلة لم تكن وليست في المناهج بقدر ما هي فيمن يقدم هذه المناهج.