مضى عام على أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وآن الأوان للضمير العالمي ان يستيقظ، ويجيب على عدة أسئلة أهمها: من هم المستفيدون الحقيقيون من وراء أحداث الحادي عشر من سبتمبر؟ ولماذا هناك تعتيم شديد على عدد الضحايا من المسلمين في البرجين؟ ولماذا تغيبت أعداد كبيرة من اليهود في ذلك اليوم عن البرجين؟ وكيف تم رصد الطائرة الأولى والثانية في الجو إلى أن ارتطمت بالمبنى وكيف كانت كاميرات تصوير الفيديو مهيأة لذلك مسبقا، وبكل دقة ومن مواقع آمنة، هل هذا كله بمحض الصدفة؟ وهاهي أمريكا التي اعتبرت تلك الأحداث من هدم للمباني، وقتل للأبرياء عملاً إجرامياً، وإرهابياً، لأن ضحاياه من المدنيين، ترد بنفس المنطق (الغاية تبرر الوسيلة) كما شرحها أشهر الفاشيين (مكيا فيللي) والتي أصبحت شعار كل مجرم وكل مرتكبي العنف والجرائم في العالم وجرفت موسوليني وايطاليا للهاوية، فهدمت أمريكا آلاف المباني وقتلت آلاف الأبرياء في أفغانستان بل قرى بكاملها دمرت، وجعلت أفغانستان حقل تجارب لكافة الأسلحة المحرمة دوليا على أرض الواقع، ومايزال المشتبه بهم لغزا، والغياب تام لأي أدلة (في ساحة العدالة) بتورط المسلمين، ومازال مصطلح الأدلة سراً للغاية، يحيط به الغموض، ومازال قول الكثير من الخبراء والمحللين السياسيين يستوقف جميع العقلاء والشرفاء في العالم، بأن ما حدث في 11 سبتمبر ماهو إلا مخطط صهيوني، قامت به (الموساد) مع (تواطؤ أمريكي داخلي)، وإلا لما نفذ بهذه الدقة، وكان يخطط له منذ زمن وتم استخدام جوازات سفر مسروقة لمسلمين، لتوريط الإسلام والمسلمين، وإيجاد حجة وذريعة قوية للقضاء عليهما، وتحقيق مكاسب خارجية وداخلية كبيرة أهمها دخول أمريكا منطقة (بحر قزوين) لوضع يدها على الثروة البترولية القادمة في العالم، وتوسيع دائرة نفوذها وقواعدها في مناطق حساسة من العالم وتوسيع نطاق الصلاحيات داخل بعض الجهات والأجهزة الهامة في أمريكا...، وقلبت الدكتاتورية الأمريكية والاستبداد الأمريكي كل قوانين العدالة والإنسانية المتعارف عليها رأساً على عقب، فأصبح كل ماهو مسلم متهماً وكل ماهو مسلم ارهاباً إلى ان يثبت العكس والتهم تلقى جزافا، وأعطتها ديموقراطيتها، وعدالتها، وإنسانيتها، الحق في ان تشن حربا على بلد بأكمله، مثل أفغانستان (عقوبة جماعية)، والأمر مازال (محض اشتباه في اشتباه لبضعة أشخاص)، فما قامت به في أفغانستان تقوم به شريكتها إسرائيل كل يوم في الأراضي المحتلة تحت نفس المصطلح (العقوبة الجماعية)، فبات المدنيون مستهدفين بطائرات الأباتشي والإف 16 والدبابات والجرافات، إلى جانب مجازر جنين ونابلس وغزة، ليدون التاريخ سابقة لأكثر، وأكبر، الممارسات الاجرامية، والوحشية، التي ارتكبت في حق الإنسانية، كما لم يسجل تاريخ الاجرام من قبل، فهناك مخطط، كبير وطويل الأمد، يريد ان يطال كل ما هو مسلم في العالم، إنه الحقد والكره القديم والدفين للإسلام، وباتت كل الشعارات، والقوانين، والمواثيق، المتعارف عليها في العالم، لاغية والعالم أجمع يشاهد مخططاً أمريكياً صهيونياً إجرامياً شرساً يمثل أعتى صور إرهاب الدولة للقضاء على كل ماهو مسلم، المخطط يريد ان ينال من هيبة الإسلام ويدنسه، يربطه بالإرهاب، ويبيح كل الوسائل اللا إنسانية والتي لم يشهدها العالم من قبل من أجل إذلال أمة الإسلام ورموزها، فكل القوانين والمنظمات المتعارف عليها في العالم، لحماية المرأة والطفل وحقوق الإنسان ومجلس الأمن... إلى آخره، مع ما يحدث للمسلمين، قوانين ومنظمات مع إيقاف التنفيذ، لا وجود لها على الإطلاق على أرض الواقع، فالمسلمون مستثنون، فهم خارج التصنيف الإنساني لاينتمون (لبني البشر). إن العالم أجمع بات يدرك، ان مع الهيمنة الأمريكية وممارستها سياسة القطب الواحد، اختفت العدالة والإنسانية من العالم، واختفى الأمان الذي كان ينشده العالم واختفى صوت الحكمة والعقل، واختفت الحلول الدبلوماسية، لم نعد نسمع سوى صوت طبول الحرب، والتهديد والوعيد، وعادت أمريكا لحضارتها الحقيقية وسياسة الكاوبوي، (Cow boy) التي اغتصبت الأرض وأبادت الملايين من الهنود الحمر، أصحاب الأرض الحقيقيين، لتثبت للعالم أنها مازالت تحمل همجيتها وحضارة الكاوبوي داخلها ولم تتخلص منها بعد، وهذا يفسر التناقض الرهيب في المواقف والسياسات الأمريكية، والذي لايليق بدولة عظمى نصبت نفسها وصياً على العالم. كان انهيار الشيوعية حلم أمريكا الكبير الذي فعلت من أجله الكثير، وقامت باستغلال المجاهدين في أفغانستان، الذين ينشدون الاستقلال عن الاتحاد السوفييتي والعيش بأمان في مجتمع مسلم يسير على الفضيلة وتعاليم الإسلام، ذلك حلم كل مجاهد مسلم في أي بلد محتل ومغتصب أرضه، وكانت أمريكا تلقب هؤلاء بالمجاهدين وكانت تحمي أسامة بن لادن وتتحدث عنه، بطلا مجاهدا دربته ودعمته وأمدته بالسلاح والاستخبارات وكل مايلزم، وبعد ان انتصر المجاهدون، وانهار الاتحاد السوفييتي، لم تعد أمريكا بحاجة إليهم، وباتوا يشكلون عقبة في طريقها، فبعد ان انتهت من الاتحاد السوفييتي، بقي أمامها، حلم كبير آخر تريد أمريكا تحقيقه، وهو القضاء على الإسلام، لكن غاب عنها ان الإسلام عقيدة سماوية وليس قوانين بشرية، يمكن ان تقضي عليها، فلم تجد أفضل من شريكتها إسرائيل في التعاون فكلاهما أطلق يده على المسلمين والدائرة تتسع، وكل يوم بتنا نسمع عن دولة عربية جديدة تهدد، وكلما أرادت توريط دولة ألقت ذلك المصطلح السحري (الإرهاب) فإما اتهمت تلك الدولة بتمويل الإرهاب أو مساندته، أو بوجود عناصر لديها من تنظيم القاعدة أو طالبان، وهذه الأدلة التي تملكها أمريكا تحمل نفس المصداقية التي يحملها قولها بأن (شارون حمل وديع ورجل سلام) وتحمل نفس مصداقية رواية (الصندوقان الأسودان) للطائرتين اللتين اصطدمتا بالبرجين في 11 سبتمبر، بأنه لم يتم العثور عليهما، وتارة تقول أنهما تلفا بالكامل، بينما تمكنت من العثور على أمتعة محمد عطا ورمزي.... وغيرهم، وأدلة ومذكرات كانت في تلك الأمتعة، إلى جانب مصداقية الكثير من الأسماء التي زعمت أمريكا أنهم شاركوا في الهجمات، وتبين أنهم أحياء يرزقون، وبعضهم لم يغادر وطنه قط ولم يذهب في حياته إلى أمريكا، إن الصندوق الأسود معروف لجميع الخبراء أنه لا يمكن ان يكون تالفاً بشكل كلي، فهو صنع أصلاً (للكوارث) ولم نسمع عن صناديق سوداء تالفة بشكل كلي من قبل، لكن الأدلة التي حصلت عليها من الطائرة كانت تبدو بحال جيد، (محصنة بشكل يفوق الصندوق الأسود)، والتهم التي تلقي بها أمريكا على بعض الشخصيات والمؤسسات في المملكة، بمن هم أبعد مايكون عن أي تورط وأي شبهات، يجعل أمريكا بعيدة عن كل مصداقية، وتهذي، فما هذه التهم التي تلقيها جزافا إلا ابتزازٌ رخيص تنشد من ورائه مكاسب مادية وسياسية، فحملتها وحربها الطويلة مع شريكتها إسرائيل ضد كل ماهو مسلم يتطلب مليارات الدولارات، والأمر بات صعبا فإسرائيل اقتصادها هش، يعيش عالة على أمريكا ويدعم من بعض الدول الغربية، وأمريكا اقتصادها يحتضر، ودخل عدة مرات غرفة الإنعاش لإنقاذه ولولا بعض التصريحات، واللعب النفسي، في أسواق المال والبورصات العالمية لما أنقذ سريعاً. وبقي سؤال أخير لإسرائيل وأمريكا، هل أحداث 11 سبتمبر استنفذت أغراضها وحققت أهدافها على أكمل وجه؟ وبقيت كلمة أخيرة للعالم أجمع، مازلنا نسمي الأشياء بأسمائها فالمجاهد هو المجاهد، والإرهابي هو الإرهابي فنحن تعلمنا من كتاب الله، وتعلمنا من التاريخ لكل دكتاتور ولكل ظالم نهاية، وكل من أرادوا الإسلام بسوء جعل الله كيدهم في نحورهم، وسيرينا الله فيهم آياته. وبقيت كلمة أخيرة لأمتنا، تعلمنا أيضا من كتاب الله وسنة نبينا ان يد الله مع الجماعة، فهذا اختبار للمسلمين، فلنقوّ إيماننا ولنخلص النية، ولنثق بأولياء أمورنا ونقدم كل إخلاص ودعم لهم كما لم يفعل أحد من قبل حتى نصبح أقوى من أي وقت مضى، معهم، وبهم، فلا ينال منا نائل ولا يشمت بنا أعداؤنا وأعداء ديننا، فلنحافظ على وحدتنا وكياننا، ومقدساتنا، فرجالنا، خير رجال، لخير أمة أخرجت للناس ولنعاهد الله بالثبات على كتابه وسنة نبيه، ولنرفع راية التوحيد (لا إله إلا الله محمد رسول الله) عالياً، إلى أن تقوم الساعة. ص.ب: 4584 جدة 21421 ` فاكس 026066701