عندما تقدم احدهم خاطبا ابنته لم يسمح له برؤيتها مباشرة، بل اتفق معه على الالتقاء في مكان معين، وعندما حان الموعد صحبه الى منزله وطلب منه البقاء في مكان منعزل بالمنزل يستطيع من خلاله رؤية الفتاة بوضوح دون ان تراه حين ينادي عليها والدها، وعندما أتت قام والدها بمحادثتها بموضوعات مختلفة ليطيل فترة رؤية الشاب لها، فكانت حكمة الأب سبيلا لحماية مشاعر ابنته في حال لم تحز على اعجاب الشاب، وفرصة للشاب ليرى الفتاة عن قرب على سجيتها دون تصنع. وللأسف الشديد ان الآباء على نوعين، اما ان يرفض رفضا تاما ان يرى الخاطب ابنته او ان يكون متساهلا بحيث يسمح لكل من هب ودب برؤية ابنته، مع ان الواجب على كل اب ان يجلس مع من تقدم خاطبا ابنته ويتعرف رغباته في زوجة المستقبل، فان رأى ان بعضا منها - على الأقل - ينطبق على ابنته سمح له برؤيتها سواء بطريقة مباشرة او غير مباشرة، والا فلا داعي ان يجرح مشاعر ابنته، كما ان على الخاطب ارسال قريبة له ترى الفتاة اولا، فان كانت هي ما يبحث عنه، طلب من والدها رؤيتها والا فلا داعي ان يحرج نفسه ويحرج الفتاة واهلها. والا فالرؤية الشرعية ضرورية، لانه مهما كانت دقة وصف من رأت المخطوبة الا انه لا يمكن ان يكون مقاربا للحقيقة، مما قد يتسبب في صدمة للعريس عند رؤيته لعروسه لا لقبحها بل لمبالغة من رأتها ووصفت حسنها خاصة اذا احبتها، وصدق الشاعر العربي الكبير اذ يقول: وعين الرضا عن كل عيب كليلة وعين السخط تبدي لك المساويا