** هناك من اشتهروا في الأوساط بأنهم غشاشون فيقال,, المحل الفلاني كله غش,, والبائع الفلاني غشاش,, ولكن عليك بالمحل الفلاني أو البائع الفلاني,, فهو صادق إلى حد ما,, وكذبه بسيط ومهضوم,. ** بل إن الغش صار اليوم جزءاً من عملية التسويق,, وصار من مكملات عملية التسويق,, ويندر ان تجد محلاً تجارياً لا يحمل بعض المضامين المبالغ فيها في أسلوب تسويقه,, ** التفاوت في الأسعار,, هو الآخر غش,, وإعطاء معلومة غير دقيقة في بضاعة,, هو عين ذلك. ** وأسوأ أنواع الغش,, عندما يصل المطاعم والبوفيهات وتمنحك أكلاً متسمماً,, لأنه فاسد أو قديم,, وقد يؤدي بك ذلك الى الموت,, أو إلى ملازمة السرير عدة أيام بسبب وجبة فاسدة أراد صاحب المطعم أن يكسب من ورائها,, ظاناً أن كل معدة كالكسارة تطحن كل ما يقع عليها,. ** وما يمارسه بعض من يسمون الأطباء الشعبيين من وصفات شعبية مميتة,, هو الآخر غش,, لأنه ثبت أن أكثر هذه الوصفات تسبب فشلاً في الكلى,, وفشلاً في الكبد,, وتعطل بعض وظائف الجسم,, فهي سموم مؤكدة. ** ومن المؤلم,, أن بعض البشر,, يلجأ إلى هؤلاء الذين يطلق عليهم الأطباء الشعبيون وكل مؤهلاتهم الغش والجهل,, ويترك المؤسسات الطبية بكل ما تحوي من خبرات وكوادر مؤهلة وتجهيزات متطورة ومختبرات عالية,, ويذهب إلى إنسان جاهل في غرفة منزوية في بيت شعبي ويصدقه,, ويلتهم كل ما يعطيه من أدوية كلها سموم وأمراض,, أقلّها,, التهاب كبد وبائي,. ** ومتى أمعنا النظر في ظاهرة الغش المنتشرة,, وجد أن أبرز أسبابها: ** أولاً,, انعدام الإيمان من هؤلاء,, وانعدام الضمير الحي والوازع الأخلاقي. ** ثانياً,, أن المستهلك نفسه,, هو الذي شجّع هذا الغشاش على الغش, ومنحه فرصة الغش,, لأنه عندما يشتري منه ويتعامل معه,, يساعده على الغش,, وعلى التمادي في صنيعه.