أصبت بالفزع والخوف من الخبر الذي تم نشره قبل فترة عن إصابة طفل بفشل كلوي واصابة الأخرى بالانتفاخ نتيجة تناوله )شاورما( مسمومة من احد المطاعم الرديئة السيئة التي تبيع الأطعمة الفاسدة للناس الى هذه الدرجة وصلت بنا الحال أن نبيع ضمائرنا من أجل حفنة من المال لا تقدم ولا تؤخر. فما ذنب هذا الطفل البريء الذي خرج في نزهة مع أهله لكي يلعب ويمرح وبالأخير يرجع الى منزله بحزن وألم وفشل كلوي بسبب الشاورما ولو كان يعلم ما تناولها نهائياً ولكن غره مظهر وديكور المطعم والاضاءة وغيرها والمطعم ينطبق عليه المثل الشعبي من بره الله الله ومن جوه يعلم الله . نحن نقرأ يومياً في الصحف المحلية عن حالات التسمم التي بدأت تكثر في المطاعم والبوفيهات وملّ الناس من هذه الاخبار التي لا توقظ ضمير المسؤول، ان جميع الناس يغترون بالمظهر من الخارج ولو قدر لهم ودخلوا داخل المطاعم لوجدوا الشيء العجيب الذي لا يمكن تصديقه نهائياً فإعداد الطعام ووضع الدجاج المجمد يتم في دورات المياه وفي اماكن قذرة من دورات المياه فالقطط تكره أن تسكن فيها وتعيش بها واجهزة التبريد تكون متعطلة في أغلب الاحيان والطعام يكون مكشوفاً لفترات طويلة والذباب يلعب ويمرح دون رقيب أو اهتمام من العمال والملابس الخاصة بالمطعم يدخل بها في كل مكان قذر وتستخدم اشياء غير نظيفة ولو تكلمنا عن داخل ما في المطاعم لطال الحديث واخذ صفحات ولكن ما قلنا فيه الكفاية ليأخذ الناس حذرهم وعدم اغترارهم بالشكليات ومظاهر المطاعم. نحن لا نعلم عن حالات التسمم التي تصير في المطاعم والبوفيهات إلا بعد دخول الاشخاص لقسم الاسعاف وتصريح الاطباء بوجود تسمم وليت وزارة الشئون البلدية والقروية تتحرك على الفور وتقوم بتعويض مادي للاشخاص المصابين وانما تقوم بفرض غرامة مالية واغلاق للمحل لمدة بسيطة جداً وفي بعض الاحيان لا يتم اغلاقه بسبب العلاقات الشخصية والواسطة. فلا يهم من يموت أو من يدخل المستشفيات بقدر ما يهم الحصول على غرامة مالية تدخل خزينة البلدية ولم نسمع في يوم من الايام ان طالب شخص بتعويض مادي لأنه يعرف النتيجة!فبالله ما ذنب هذا الطفل البريء هذه الزهرة الجميلة ما الذنب الذي اقترفه لكي يعمل به هذا وما ذنبه أن يعيش طول عمره يعاني من الفشل الكلوي والمرض ومراجعة المستشفيات للغسيل الكلوي ومعاناة والده ووالدته بسبب تقصير من المراقب الصحي وعدم اداء عمله بأخلاص وجدية ومثابرة وخوف من الله. أقام المطعم الفلاني بتعويض مادي كبير لهذاالطفل؟ وأنا متأكد انه لن يعطيه شيئاً. ان على وزارة الشئون البلدية والقروية ان تنفض الغبار عن الاقسام الصحية بها وتتحرك سريعاً وعاجلاً فلقد مللنا من الوضع السيىء للمطاعم وعدم اهتمامها بالنظافة وان تحرك ضمائر المراقبين الصحيين لديها وزيادة أعدادهم فليس المهم أن يخرج في الصباح على المطاعم والبوفيهات لكي يتناول وجبة الافطار من جميع الاصناف بالمجان لكي لايكتب شيئاً عن نظافة المطعم والاطعمة التي فيه والمرور على المطاعم والبوفيهات لتناول المشروبات والراحة فيها فهذا لايعتبر عملا وانما فسحة وهذا مشاهد في كل مكان وأراه بعيني. فأنا في حياتي لم أسمع أو أقرأ خبراً ان مراقب البلدية أكل طعاماً في المطعم الفلاني وتسمم لأنه يعرف الحال والعواقب التي سوف تحدث من ذلك. أن على الجهات المختصة الا تقف مكتوفة الأيدي بل لابد من سرعة اتخاذ إجراء صارم ينقذ ارواح الناس من الشاورما ومن اماكن اعداد الطعام داخل دورات المياه. ما جعلني اكتب هذا المقال هو اصابة الطفل البريء بفشل كلوي بسبب الشاورما. متمنياً للجميع الصحة والعافية والسلامة.