كتاب «بذور النار» للكاتب «جوردون توماس» يمثل عرضا دقيقا ومرعبا لعمليات الاستخبارات الاسرائيلية والصينية ضد الولاياتالمتحدة. وقد قام توماس بتوثيق دور الموساد الإسرائيلي وجهاز الاستخبارات الصيني ال «لاكام» في سرقة برنامج الحاسب PROMIS من مؤسسة Inslaw، ثم إخفاء رقاقة تجسس ضمن البرنامج. ثم توظيف رجل الإعلام البريطاني البارز وعضو الموساد النشط روبرت ماكسويل في بيع النسخ المقلدة الى وكالات الاستخبارات والبنوك التجارية حول العالم، بما في ذلك المختبر القومي في لوس آلاموس، ومختبر CSIS الصيني. وقد مكنت هذه العملية المخابرات الإسرائيلية والصينية من تسريب الأسرار النووية الأمريكية من حاسبات مختبر لوس آلاموس بفضل برنامج PROMIS. وقد لعب كل من السيناتور الجمهوري إد ميسي والسيناتور السابق عن ولاية تكساس جون تاور دورا في توزيع البرنامج، وقد قام توماس في كتابه بسرد كل تلك الحقائق بالتفاصيل والتاريخ. كما أدرج توماس أكثر من 300 صفحة من روايات شهود عيان ووثائق أصلية تتعلق بأحداث ميدان «تيانانمين» في الصين في يونيو 1989، مع تحليل مثير للطبيعة المشبوهة للتورطات السياسية والتجارية لبعض كبار الشخصيات في المؤسسات والمصالح الحكومية الأمريكية مع الحكومة الشيوعية في الصين، ثم أتبع ذلك بمعلومات مريبة عن الصلة بين مخابرات الصين الشيوعية بكل من أسامة بن لادن وبحركة طالبان. وتكمن قيمة هذا الكتاب في وثائق التحقيقات الأصلية التي أعيد طبعها، بما في ذلك رواية السرقة الإسرائيلية لبرنامج PROMIS عن طريق شركة Inslaw، ووثائق مكتب التحقيقات الفيدرالية FBI بعد إعادة صياغتها التي تتعلق بالتحقيقات مع روبرت ماكسويل. والصورة الأصلية من حزم المراسلات الخارجية التي جاءت من ميدان «تيانانمين» في يوليو 1989، ومقتطفات من الوثائق الرسمية لوكالة الاستخبارات الأمريكية CIA التي عرضها مدير الوكالة جورج تينيت على الرئيس جورج بوش الابن في بداية توليه فترة رئاسته. وسوف يدهش القارئ من كم المعلومات المستفيضة التي قدمها كتاب «بذور النار» ، وتكمن قيمة هذه المعلومات في أنها لم تنشر قبل ذلك في الإعلام الأمريكي الرسمي حتى وقتنا الراهن. المؤلف: Gordon Thomas