فقد العالم الإسلامي أحد أبرز المنافحين عن الدين الإسلامي الحنيف وأحد أبرز رجالاته إنه فضيلة الشيخ الدكتور مانع بن حماد الجهني (رحمه الله) الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي وعضو مجلس الشورى، وخسارة مثل ذلك الرجل ليست كأي خسارة وإنما هي خسارة فادحة، فمثل ذلك الرجل يعد مفخرة لأبناء هذا البلد المعطاء، حيث سخر جهده وامكانياته ووقته لنشر هذا الدين ورفع رايته واعلاء كلمته في أنحاء المعمورة قاطبة، فقد شارك في محافل عديدة لا تعد ولا تحصى، وعمل كل ما في وسعه لايصال الدين الحق للقاصي والداني، بوجه بشوش وتعامل سمح واخلاق رفيعة، وعزاؤنا الوحيد في فقيدنا ما رأيته في المسجد والمقبرة من حضور جمع غفير للمشاركة في تشييع الجنازة شيباً وشباناً من أبناء هذا البلد الكريم ومن بلاد أخرى الكل جاء للمشاركة والمواساة في تشييع جنازة الشيخ الراحل لا لأجل دنيا يصيبها أو مصلحة يريدها وانما دافعهم لذلك الطمع في الأجر ومواساة أبناء واخوة وذوي الشيخ، ذلك الرجل الذي احتل في قلوب الجميع مكانة كبيرة ومساحة واسعة، (والناس شهود الله في أرضه) فلا تحزن يا (عمر أنت واخوتك) على والدك فهو والدنا جميعاً وانتم إخوة لنا. وخسارة العالم الإسلامي لذلك الجبل الشامخ تعد خسارة فادحة، فقل ما يجود الزمان بمثله زهداً وتقى وورعاً وعلماً وعملاً ودعوة، ولا أظن أن أحداً يفرح بموته إلا أهل البدع والضلال والملل والنحل المنحرفة الضالة المضلة التي حاربته وحاربه ما نادى به ونادى به من قبله ألا وهو توحيد العبادة لله، فقد كان سيفاً مصلتاً على تلك النحل واهلها وسداً منيعاً لمنع انتشار البدع والخرافات والضلالات التي ينادون بها. فرحمك الله أيها الشيخ رحمة واسعة وجمعنا بك في جنات النعيم. سائلاً الله تعالى أن يلهم أهله وذويه وسائر المسلمين الصبر والسلوان وأن يعوض الأمة الإسلامية بخير منه، فهو من الرجال القلائل الذين لا يهدأ لهم بال ولا يستكين لهم طرف إلا بإعلاء كلمة الحق ودحر كلمة الباطل.