رحم الله الوجيه الشيخ فهد بن عبدالله النحيط صاحب القلب الطيب والأخلاق الرفيعة..كان مثالاً للتعامل الحسن مع الناس مبتسماً بشوشاً.. يرتاح كل من يتعامل معه، رجلاً ملتزماً بدينه ومخلصاً ومجتهداً في عمله.. فقدته المزاحمية، بل وفقدته التربية والتعليم لأنه كان مربياً ومعلماً قديراً. روى أبو داود والترمذي من حديث أبى الدرداء رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من سلك طريقاً يلتمس فيه علمًا سهل الله له طريقًا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع، وإن العالم ليستغفرُ له مَنْ في السموات ومن في الأرض حتى الحيتانُ في الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يُوَرِّثوا دينارًا ولا درهمًا، وإنما وَرَّثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر...) لقد كان يوم تشييع جنازة الشيخ فهد -رحمه الله- يوماً مختلفاً حيث رزئت المزاحمية عامة وطلبة العلم والمربون والمعلمون خاصة بأفول شمس طالما أشرقت وسار على ضوئها تلاميذه, فلقد قضى الله قضاءه فوافى الأجلُ الشيخَ المربي الفاضل،.. وعزموا على دفن الشيخ فهد والصلاة عليه في مقبرة المزاحمية حيث مكان إقامته منذ سنوات، فكان المشهد مهيباً والحضور عجيباً صغاراً وكباراً شيباً وشباباً اختلفوا في المشارب واتفقوا على حب الفقيد فهد النحيط -رحمه الله وغفر لنا ولوالدينا وأقاربنا وإخواننا المسلمين-، لما استتم الأذان اصطكت جنبات مسجد الهويدي وقدمت الصلاة وتدفق الناس من كل صوب وحدب ولا تجد إلا متأثراً أو باكياً أو ذاكراً أو داعياً، ولو نطق المشهد لقال بقول الإمام أحمد رحمه الله: بيننا وبين أهل البدع يوم الجنائز..., رحمك الله يا شيخ فهد وغفر لك وأسكنك الفردوس الأعلى من الجنة وتجاوز الله عنا وعنك وجعلنا ووالدينا وأهلنا وجميع المسلمين في صحبة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في الجنة بإذن الله تعالى.. إن العين لتدمع وأن القلب ليحزن وما نقول إلا ما يرضي ربنا: إنا لفراقك يا أبا عبدالله لمحزونون.