أمير القصيم يستقبل سفير أوكرانيا    الجامعة العربية تعقد مؤتمرًا دوليًا بالأردن حول دور المجتمع الدولي في تعزيز حقوق الطفل الفلسطيني    أمير الشرقية يفتتح فعاليات منتدى المرأة الاقتصادي    انطلاق أعمال الملتقى البحري الثالث في المنطقة الشرقية بمشاركة 42 متحدثًا من 25 دولة    هوكشتاين متفائل من بيروت: هناك فرصة جدية لوقف النار    ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في العدوان الإسرائيلي إلى 43972 شهيدًا    محمد بن عبدالعزيز يطلع على جهود تعليم جازان لانطلاقة الفصل الدراسي الثاني    مجلس الوزراء يوافق على الترتيبات التنظيمية لرئاسة الشؤون الدينية للحرمين وهيئة العناية بهما    محافظ الخرج يكرم مركز التأهيل الشامل للإناث    مجمع الملك فهد يطلق "خط الجليل" للمصاحف    نائب أمير الشرقية يطلع على جهود مجلس الجمعيات الأهلية    في اليوم ال1000 لحرب أوكرانيا.. روسيا إلى عقيدة نووية جديدة    الهويّة السعوديّة: ماضي ومستقبل    جامعة الملك سعود تحتفي باليوم العالمي للطلبة الدوليين    تقرير كي بي إم جي: بناء الحوكمة من أجل مستقبل صناعي مستدام في السعودية وخارجها    مركز الملك سلمان للإغاثة ينظم المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة الأحد القادم    أمير تبوك يستقبل المواطن ممدوح العطوي المتنازل عن قاتل أخيه    «السعودية للكهرباء» و«أكوا باور» و«كوريا للطاقة» توقع اتفاقية شراء الطاقة لمشروعي «رماح 1» و«النعيرية 1»    التشكيلة الرسمية لمنتخب السعودية أمام اندونيسيا    القبض على مواطن لترويجه 44 كيلوجراما من الحشيش في عسير    انطلاق ملتقى المسؤولية الاجتماعية 2024 تحت شعار "الإعلام واقع ومسؤولية"..غداً    ارتفاع أسعار الذهب إلى 2623.54 دولارًا للأوقية    سماء غائمة تتخللها سحب رعدية ممطرة على جازان وعسير والباحة    منتدى الرياض الاقتصادي يطلق حلولاً مبتكرة    «الجامعة العربية» تدعم إنشاء التحالف العالمي لمكافحة الفقر والجوع    دراسة: القراء يفضلون شعر «الذكاء» على قصائد شكسبير!    وزير الخارجية يلتقي وزير الخارجية الأمريكي    رينارد في المؤتمر الصحفي: جاهزون لإندونيسيا وهدفنا النقاط    الأخضر يختتم استعداده لمواجهة منتخب إندونيسيا ضمن تصفيات كأس العالم    الخليج يواجه الشباب البحريني في ربع نهائي "آسيوية اليد"    «عكاظ» تكشف تفاصيل 16 سؤالاً لوزارة التعليم حول «الرخصة»    9,300 مستفيد من صندوق النفقة في عام    الأخضر السعودي تحت 19 يتغلّب على البحرين في ختام معسكر الشرقية    وزير الدفاع ونظيره الفرنسي يبحثان آفاق التعاون العسكري    انعقاد أولى الجلسات الحوارية في المؤتمر الوطني للجودة    العتودي الحارس الأخير لفن الزيفه بجازان    اتهامات تلاحق كاتباً باستغلال معاناة مريضة ونشرها دون موافقتها    بعد سيلين ولوبيز وكاميلا.. العالمي هوبكنز يعزف في الرياض    الأخضر «كعبه عالي» على الأحمر    163 حافظا للقرآن في 14 شهرا    «الإحصاء»: السمنة بين سكان المملكة 15 سنة فأكثر 23.1 %    إصابات الربو في الطفولة تهدد الذاكرة    بيع ساعة أثرية مقابل 2 مليون دولار    لبنان نحو السلام    (إندونيسيا وشعبية تايسون وكلاي)    الاختيار الواعي    صنعة بلا منفعة    وزير الدفاع يلتقي حاكم ولاية إنديانا الأمريكية    مرحلة الردع المتصاعد    رسالة عظيمة    أصول الصناديق الاستثمارية الوقفية بالمملكة ترتفع إلى مليار ريال    ChatGPT يهيمن على عالم الذكاء الاصطناعي    سعادة الآخرين كرم اجتماعي    المملكة ومكافحة مضادات الميكروبات !    الاكتناز    البرتقال مدخل لإنقاص الوزن    إطلاق كائنات فطرية بمتنزه الأحساء    يا ليتني لم أقل لها أفٍ أبداً    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني ل «الجزيرة»:
افتحو الحدود لدعم الانتفاضة الفلسطينية المملكة داعمة للبنان .. ولن ننسى محطة الطائف المنطقة تشهد إعادة رسم خارطة سايكس بيكو

حذر وليد جنلاط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي في لبنان من مغبة نتائج العمليات الاجرامية الاسرائيلية في حق الشعب الفلسطيني على ثرى أرضه من قتل واغتيال وتدمير وحصار ومصادرة للأراضي الفلسطينية.
وعزا جنبلاط تراجع الانتفاضة الفلسطينية الى بعض مواقف الدول العربية من القضية الفلسطينية.. فضلا عن اقامة هذه الدول العربية علاقات دبلوماسية مع اسرائيل مجددا مطالبته للدول العربية بدعم الانتفاضة بالمال والسلاح.. وفتح الحدود.
وحول المبادرة العربية التي اطلقها صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز نائب خادم الحرمين الشريفين وتبنتها قمة بيروت العربية.. قال جنبلاط: ان مبادرة الأمير عبدالله لم يعد أحد يتكلم عنها.. مشيراً الى جواب الادارة الأمريكية.. دولة فلسطينية مؤقتة.. وما تقوم به اسرائيل أمام مرأى ومسمع من العرب جميعاً في الوقت الحالي.
جاء ذلك في حوار خاص أجرته الجزيرة مع وليد جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي فيما يلي نصه..
الجزيرة: فلسطين ملأت الزمان والمكان لكل عربي، ولكن هناك عقم سياسي دولي إزاء الوضع المأساوي. ما هي قراءتك للوضع الفلسطيني في ظل انحياز الادارة الأمريكية للجرائم الاسرائيلية؟
- يتحدثون عن دستور جديد لمنظمة التحرير، ويتحدثون عن شفافية ديمقراطية، مساءلة، ومحاسبة، وأرض فلسطين محتلة، وهذا لم يحدث في تاريخ أي حركة من حركات التحرر في العالم، لا أعتقد ان حركة «الغيت كونغ» مثلا، كانت تتساءل عن موضوع الديمقراطية، عندما كانت تواجه الأمريكيين، ولا أعتقد أن «ديغول» عندما كان منفيا في فرنسا، ويريد تحرير فرنسا من الألمان عندما كانت محتلة من النازيين، كان أيضا يفكر بالديمقراطية والمساءلة وغيرها من الأمور، ولا أعتقد أيضا، - إذا أخذنا المقارنة مع الملك عبدالعزيز - أن همه، عندما كان يناضل لتوحيد الجزيرة، كان الديمقراطية والمساءلة والشفافية، أمر غريب عجيب، إنها مدرسة جديدة تطل علينا اليوم من قبل الادارة الأمريكية المنحازة مطلقا لاسرائيل، ولا أرى نتيجة، إنها مضيعة للوقت، هذا رأيي.
الجزيرة: ما هو مستقبل الانتفاضة؟ هل أنت متفائل؟
- كيف يمكن ان تستمر الانتفاضة الفلسطينية إذا لم تدعم تلك الانتفاضة بالمال الكافي وحتى بالسلاح، وعندما نقول سلاح، فيجب فتح الحدود، كيف استطيع ان أكون متفائلا بالانتفاضة، وهناك دول عربية، حتى هذه اللحظة، تقيم علاقات دبلوماسية مع اسرائيل، أو معاهدات، الى جانب استمرار الغارات - غارة غزة مثلا - وتصفية الكوادر الفلسطينية.
الجزيرة: نفهم من كلامك أن الدول العربية مقسمة؟
- طبعا مقسمة، كيف نستطيع ان نتفاءل بمستقبل الانتفاضة، والمبادرة العربية التي أطلقها سمو الأمير عبدالله بالتنسيق مع الدول العربية المركزية، لم يعد أحد يتكلم عنها، بل بالعكس، كان جواب الادارة الأمريكية، دولة فلسطينية مؤقتة، وهذا أيضا مفهوم جديد في القانون الدولي.
الجزيرة: برأيك، هذه المبادرة لن ترى النور؟ هل أغتيلت؟
- أنا برأيي ماتت، فنحن العرب، ننسى ان اسرائيل تخطط، وتضرب ضربتها، ثم ننتظر لابتلاع نتائج الضربة، وهي تسيطر مطلقا على الادارة الأمريكية، وتستعد لاستيراد مزيد من اليهود من روسيا وأوكرانيا.. وفي هذه الأثناء أوضاع الضفة الاقتصادية تعيسة، حتى لو كان هناك صمود من قبل الشعب الفلسطيني، بالاضافة الى ان كل قرى الضفة ومدنها محاصرة.
الجزيرة: لكن البعض يرى ان أمريكا غير جادة في إزاحة «عرفات» وإنما هذه مضيعة للوقت، أو لتطويع الشارع الفلسطيني والعربي أكثر؟
- الموضوع ليس قضية «عرفات»، لماذا نحصر المشكلة بعرفات، هناك ائتلاف في اسرائيل، ما تبقى من حزب العمل والليكود، شارون أو غير شارون، وفي المقابل لاشك ان عرفات رمز كبير لفلسطين، لكن أيضا، ادخلوا عرفات في دوامة التشكيلات الداخلية، وفي كل لحظة، وفي كل يوم، يزداد الاستيطان، تزداد مصادرة الأراضي، يزداد الطوق على الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع.
الجزيرة: هل حققت القمة العربية الانجاز السياسي المطلوب؟ وهل نجحت؟
- لا.. لا شيء.. حققت الشيء الاعلامي في فندق «فينيسيا» في بيروت، لكن، عمليا، لا شيء، طبعا تحدثوا كثيراً عن موضوع فلسطين، وعن موضوع العراق والمصالحة بين الكويتيين والعراقيين، ولكن كل يوم نقرأ عن خطط جديدة في كيفية الاستيلاء على العراق.
الجزيرة: الولايات المتحدة جادة في توجيه ضربة عسكرية للعراق؟ ما هي الأبعاد الحقيقية لهذه الضربة؟
- أعتقد أننا عدنا الى مائة عام الى الوراء، عدنا الى أيام الاستعمار المباشر، بعد ان انهارت السلطة العثمانية، وجرى تقاسم الشرق، العراق والخليج تحت وصاية وانتداب واستعمار بريطانيا وفرنسا أخذت سورية ولبنان، وكان هناك الوعد الشهير «وعد بلفور»، وما يسمى «الوطن القومي لاسرائيل الصغرى» لأن اليوم، اسرائيل هي صورة اسرائيل الكبرى، عمليا، المطلوب هو السيطرة المباشرة على منابع النفط لا أكثر ولا أقل، كل ما يجري اليوم، بُعده نفطي، من أفغانستان الى السودان.
الجزيرة: الغريب - على ذكر السودان - ان الرئيس عمر البشير أصبح يرى «غارانغ» رجلاً توحيدياً، ورجل سلام؟
- يعني.. تقاسم حصص النفط، لكن أعتقد ان هذا سيشكل خطراً على الأمن القومي لمصر، وعلى الامتداد الافريقي لمصر، وكم كانت مصر آنذاك، على أيام عبدالناصر في أفريقيا، اليوم سيتم تطويق العالم العربي والاسلامي من قبل الأفارقة، بعد ان جرى تطويقه من قبل الهندوس في الهند وباكستان.
الجزيرة: قبل أيام، تحدثت لفضائية عربية، وكان لك موقف من السياسة الأردنية؟
- لا أريد ان أدخل في سجال لاحق..
الجزيرة: لكنك دائما توجه نقدا لهذه السياسة؟
- لا أريد ان أدخل في سجال لاحق، لا أكثر من ذلك ولا أقل، لكن في هذا الموضوع، التقيت في لندن - بناء على طلب صديق مشترك - ب«أحمد الشلبي» أحد أعضاء المعارضة العراقية وأعطاني نظريته حول موضوع استبدال صدام حسين بنظام شفاف ديمقراطي ويحترم حقوق الانسان وفيدرالي، قلت له: لم أكن من المغرمين بسياسة صدام حسين، ولكن أرض التغيير الذي يأتي عن طريق وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وأرفض احتلال العراق.
الجزيرة: ماذا عن مشاركة الأمير «الحسن» في مؤتمر الضباط العراقيين؟
- لا أريد ان اتحدث، هذا الأمر شأن أردني.
الجزيرة: لبنانياً، يلاحظ الآن، مساكنة بينك وبين الرئيس «لحود»؟
- هناك مساكنة مع الرئيس «لحود» ومع الجميع، لأنه، ومع الأسف والأمور في الشرق الأوسط والشرق العربي والعالم الاسلامي في تفجر وفي اعادة تغيير خارطة، وربما تغيير خارطة «سايكس بيكو»، نحن هنا في معارك طاحنة - ومع الأسف - حول الخلوي.. لا علاقة لي بالخلوي لا من قريب ولا من بعيد لكن هنا - مع الأسف - بحث في أمور ثانوية.
الجزيرة: ألا تعتقد ان هذا سينعكس على السياسة اللبنانية الخارجية؟
- لا أعتقد.
الجزيرة: ماذا عن الملفات الشائكة، الخلوي، والمشاكل الاقتصادية التي تعصف بالبلد؟
- أقول للرؤساء جميعهم، الرئيس «لحود»، الرئيس «الحريري»..، آن الأوان للخروج من مأزق الخلوي، صحيح ان هذا «الخلوي» هو مال الشعب، ولكن آن الأوان أن يتجرد الجميع من أي مطلب شخصي، لأن الرأي العام، والشارع اللبناني لا يفهم هذه المساجلات حول الخلوي، يريد فقط تحسين شأن الادارة، وهذا مال عام، في النهاية، هذا مال الشعب.
الجزيرة: من المعروف ان الحزب التقدمي الاشتراكي ضد الخصخصة، ولكن أين يقف الحزب من موضوع الخلاف الدائر بين رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء.
- لا نقف، ولا نستطيع ان نقف ضد الخصخصة، لأن الخصخصة هي نهج عالمي، نرى كيف ان هذا النهج العالمي ولد ويلات وخسائر فادحة للمساهمين حتى في أرقى البلاد، ما يُسمى الرأسمالية، هذه شركة «آنروم» و«وولدكوم» و«زيروكس» هذه أمريكا.
عندما تتخلى الدولة عن مسؤولياتها كدولة رعويّة راعية، فالانسان وحش، والانسان ذئب كاسر، أي انسان، أنت تحتاج دولة، وقانونا، قانون دولة وليس قانون شركات، وليس قانون المصلحة الخاصة.
الجزيرة: قرنة شهوان، اتهمتكم بالانقلاب عليها، وكأنكم على تحالف معها؟
- تحالفنا أو التقينا مع «قرنة شهوان» حول قضية الحريات، والديمقراطية والمجتمع الأهلي، وضرورة الحفاظ على القضاء وصيانته، لكن يبدو ان قرنة شهوان لا تقرأ المتغيرات أو الانقلابات العالمية، يبدو أنها لتم تسمع حتى هذه اللحظة ب«11 أيلول» أو بالأحرى سمعت به وذهبت الى «لوس انجلوس» بدلا من ان تعالج الأمور اللبنانية، يبدو أن هناك انقلاباً حتى في قرنة شهوان.
الجزيرة: ألا تعتقد ان مؤتمر لوس انجلوس قدم ورقة ضغط جديدة على لبنان وسورية؟
- صحيح، إنها ورقة ضغط على لبنان وسورية، لذلك، على بعض الذين في قرنة شهوان، ان يكونوا حذرين، إذا كان المطلوب اخراج سورية دون قيد أوشرط من لبنان، أو استبدال الشراكة اللبنانية السورية، بشراكة لبنانية أمريكية أو لبنانية في مكان ما اسرائيلية، هذا أمر مخيف، ويعرض الوحدة الوطنية للخطر.
الجزيرة: الرئيس «بري» قال: سورية عند البعض عقدة لكننا نعتبرها عقيدة، هل توافقه الرأي؟
- القضية ليست قضية عقدة أو عقيدة، هناك شريك أساسي واستراتيجي في السياسة اللبنانية، اسمه «دولة سورية»، سورية أنهت الحرب الأهلية اللبنانية، وجردت جميع الميليشيات من السلاح، وبتلك التسوية السعودية السورية، الأمريكية المشتركة، أي الطائف، الذي وصلنا اليه.. هل البعض يريد اليوم الانقلاب على الطائف، هذا هو السؤال، إعادة النظر في المشاركة الداخلية، هل نستطيع ان نتحمل عداء سورية، لم لا نستفيد من هذه الدولة الكبرى ونحترم متطلبات تلك الدولة، وخاصة في الأمن الاستراتيجي، قلنا، أمن لبنان من أمن سورية، وأمن سورية من أمن لبنان، هل يريد البعض العودة الى الخمسينيات أو الستينيات، أي ان كل انقلاب كان يجري في سورية كان مصدره لبنان، لا، لا نريد ذلك، ولن نسمح بذلك.
الجزيرة: فيما يتعلق بالمقاومة اللبنانية، المعارضة المسيحية تقول ان اتفاق الطائف لم يكتمل، وتطالب بارسال الجيش الى الحدود، ونزع السلاح من الميليشيات، كما يسمونها؟
- نُزع سلاح جميع الميليشيات، ما عدا المقاومة الوطنية والاسلامية وهذا الأمر لابد من ان يكون له أمر وفاقي في داخلي: أولا، لم يُبحث ذلك بعد في مجلس الوزراء، والمجلس متفق على أهمية المقاومة في استرداد مزارع شبعا، إما سلما أو عسكريا.
ثانيا، هناك تنسيق وتكامل بين المقاومة والجيش، هذا أمر مهم، فهناك جيش في الجنوب، خلافا لما يقال، وهناك عناصر أمنية في الجنوب من جيش ودَرَك، هناك تنسيق كامل بين الجيش والدرك وبين المقاومة.
ثالثا، لماذا نزع سلاح المقاومة الآن، وقد تقوم اسرائيل بمغامرة عسكرية ضد لبنان وسورية، لا أفهم هذا المنطق، هذا عنصر دفاعي مهم جدا، المقاومة الوطنية والاسلامية، عندما تتم التسوية حول مزارع شبعا والجولان، وتطبق القرارات الدولية، عندها لكل حادث حديث.
الجزيرة: فيما يخص مزارع شبعا، بعث وزير الخارجية السوري برسالة الى أمين عام الأمم المتحدة، بأن المزارع لبنانية، لكن بعض اللبنانيين يصرون على ان المزارع سورية؟
- هناك وثائق تؤكد على ان شبعا لبنانية، جرى في مرحلة معينة امتداد سوري في الخمسينيات والستينيات، لكن هذه المزارع لبنانية، واتفقنا على أهمية تطبيق القرارات الدولية، وكما سبق وذكرت، فنحن حريصون على أهمية ربط المسارات السورية اللبنانية، شبعا، الجولان، يبدو ان البعض نسي هذا، لا نستطيع ان نفصل أنفسنا أمنيا وسياسيا وتاريخيا عن سورية، وإذا حصل ذلك فإنه خطأ مميت، ما هو الضرر، احترم طموحاتهم في السيادة، لكن المزارع في الجنوب وليست في كسروان.
الجزيرة: عودة للوضع اللبناني، بماذا تنصح الحكومة، البعض يرى ان مجلس النواب يهادن الحكومة.
- هذا الأمر غير صحيح، الحكومة تتعرض لانتقادات شديدة في مجلس النواب ليست مشكلة الحريات، حرية التحدث والانتقاد قاسية في مجلس النواب.. ليست مشكلة، لكن انصح الحكومة، لو كان القرار يعود لي، ان نخرج من هذا السجال المعيب «سجال الخلوي»، طبعا، لا ننسى أننا عندما نتحدث عن هذا الأمر نفهم هموم الرئيس الحريري، بأن تسوية الخلوي مهمة جدا للوصول الى ما يسمى «باريس».. لكن المواطن العادي يفهم ان هناك مصالح ضخمة ومالية هائلة.
الجزيرة: هل تتوقع أيادي خفية في اثارة مثل هذه الأزمة؟
- ليس هناك أيادٍ خفية أبداً، لكن آن الآوان ان تفرض التسوية، إذا صح التعبير بين الرئيس الحريري والرئيس لحود، وان يفرضوا على أنفسهم تسوية ما، وان يفرضوا على الشركات أكبر نسبة معينة من العائدات، لأنني أعتقد ان تلك الشركات أو أي شركات لاحقة جنت كثيرا من المال، وستجني الكثير، وهذا المال مال الشعب ويجب أن يعود للخزينة.
الجزيرة: ماذا عن العلاقات السعودية اللبنانية طيلة أكثر من خمسين عاماً مضت؟
- السعودية كانت دائما داعمة للبنان، ولاستقرار لبنان، ولوحدة لبنان، ويكفي ان نذكر محطة الطائف، تسوية الطائف في النهاية للسعودية مشاركة أساسية فيها ولسورية، طبعا، أمريكا لعبت دورا، لكن السعودية وسورية كانا الراعيين الأساسيين للطائف أي انهاء الحرب الأهلية في لبنان، ونلمس الدعم السعودي المتواصل، بشكل رسمي وغير رسمي، وكثرة السياح السعوديين، ونلمس أهمية السعودية للبنانيين، هناك عشرات الآلاف من اللبنانيين يعملون في السعودية ونتيجة هذا العمل يخففون عبئاً كبيراً عن لبنان.
الجزيرة: بدا من خلال الحديث أنك غير متفائل بما هو قادم مستقبلا؟
- كيف أكون متفائلا وأرى، وأقرأ - وكل الناس يقرأون اليوم - ما يخطط للمنطقة، وأذكّر، قد يكون هناك اعادة رسم خارطة سايكس بيكو، ونحن في غير عالم، الجامعة العربية ليست في المستوى المطلوب بالرغم من جهوزية «عمرو موسى» ولكن ماذا يستطيع ان يفعل «عمرو موسى» وحده، الحد الأدنى من التنسيق العربي غير موجود، لمواجهة التحديات، أو للحد من الهيجان الأمريكي، والعراق في خطر، والسودان تقسم، مصر مشلولة، الانتفاضة.. ماذا نستطيع ان نطلب من هذا الشعب البطل أكثر من ثباته، نطلب منه الصمود، لكن للصمود مقومات.. كيف تريدني أن أكون متفائلا؟
الجزيرة: أرى من كلامك، أيضا، أنك تتألم لحال مصر؟
- طبعاً أتألم لحال مصر، التي كانت بالاضافة لسورية وبدعم مالي وسياسي سعودي، استطاعت - الى حد ما - الوصول الى توازن، وحتى أحدثت زلزالا كبيراً في العالم، عسكري وسياسي، ولولا تدخل الولايات المتحدة بكل قوتها العسكرية ، ومدت اسرائيل بالسلاح، لما وصلنا الى كامب ديفيد المشؤوم.
الجزيرة: هل فقدت مصر دورها القومي؟
- فقدت دورها الآن، وهي أسيرة معاهدة مع اسرائيل لابد من اخراجها منها، ولابد لهذا من ثمن سياسي وثمن مالي، الثمن المالي ماهو؟.. بضعة مليارات من الدولارات، ألا نملك هذه الدولارات؟، عمليا نملكها، واليوم الفاتورة أرخص من الغد، وما أدراك ما الغد.
الجزيرة: أكثر الناس الذين تضرروا من أحداث سبتمبر في المنطقة هم الشعب الفلسطيني، وهذا ان دل على شيء فإنه يدل على محور اعادة بناء شرق أوسطية جديدة، دفع ثمنه الفلسطينيون أولا والعرب لاحقا؟
- لا، فأحداث سبتمبر، أيا كان الفاعل - يقولون.. ابن لادن.. لنقل الرواية الرسمية، ابن لادن، المستفيد منها هو الأوساط الرجعية اليمينية في أمريكا مع الليكود في الأوساط الصهيونية، للهجوم ولتطويق العرب ومن ثم المسلمين، وهذا الأمر يجري في أفريقيا، وفي الهند، وحتى في روسيا في حربها على الشيشان، فهي أيضا انضمت الى التحالف.
الجزيرة: يعوِّل العرب عامة والسوريون واللبنانيون خصوصا على دور أوروبي أكثر فاعلية هل يمكن لهذا الدور الأوروبي ان يغير من التوازنات المفروضة؟
- من التوازن السياسي.. لا، يمكن ان يخفف أو يلطف - إذا صح التعبير - من الدور الأمريكي الأعمى الغبي، وهنا أشدد على دور فرنسا، لأن توني بلير من صف أمريكا، وهو مثل «ريكاردوس قلب الأسد» يحلم بصليبيات جديدة في فلسطين، وفي بغداد طبعاً، يحلم باعادة الاستيلاء على بغداد وعلى نفط العراق.
الجزيرة: هل يمكن لأوروبا أن تقوم بدور أكثر فاعلية في المنطقة بالتنسيق مع الدول العربية، أو منفردة لمنع توجيه ضربة أمريكية للعراق؟
- دعوا، ولكن نعلم ان أمريكا بقوتها الهائلة العسكرية والسياسية تحكم الأنظمة، لكن - على الأقل لو سرنا في العالم العربي مثلا - الى استبدال الدولار باليورو ومقاطعة البضائع الأمريكية وتحفيز البضائع الأوروبية بعد ترشيد الاستهلاك، لكان هناك دور أكثر فاعلية.
الجزيرة: الرئيس الحريري قال ان هناك أيادي خفية تعمل لزعزعة العلاقة اللبنانية الفرنسية؟
- الموضوع ليس أيادي خفية، الموضوع هو قضية شركة «سليس» والتي فيها حصة مركزية للدولة الفرنسية.
الجزيرة: كلمة أخير؟
- ليس هناك قدر حتمي في السياسة، لابد سيتغير كل شيء، لكن خسرنا فرصاً كثيرة، ونخسر الكثير، وبعض حكامنا اختصاصيون في تضييع الفرص، ولا يستطيع أي حاكم عربي ان يواجه اسرائيل وأمريكا منفردا، لابد من وصول الى سوق عربية مشتركة، لابد من وصول الى دعم دول الصمود، وبالتحديد سورية، لابد من اخراج المال طبعا لكي تجدد سورية سلاحها، لابد من اخراج الأردن من «وادي عربة» لابد من اخراج مصر - أيا كانت التكلفة المالية - من كامب ديفيد، كي تكون هناك على الأقل الحد الأدنى من الطوق، أي مصر، سعودية، الأردن، سورية، وإلا اسرائيل ستأخذ الكل فرادى، وإذا ما تقسم العراق تنتقل الجبهة الى الخطوط الخلفية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.