أمير المدينة يطلع على الجهود المبذولة في عمليات التسجيل العيني للعقارات    «الموارد»: السعودية خامس دول «العشرين» في انخفاض البطالة    الهيئة العامة للصناعات العسكرية تشارك في الملتقى البحري السعودي الدولي الثالث    تصفيات كأس العالم 2026: أخضر "باهت" يعود بخسارة قاسية من اندونيسيا    الأربعاء.. 3 مباريات من "مؤجلات" دوري يلو    نائب أمير مكة يستقبل رئيس الشؤون الدينية بالحرمين الشريفين    هوكشتاين متفائل من بيروت: هناك فرصة جدية لوقف النار    ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في العدوان الإسرائيلي إلى 43972 شهيدًا    الجامعة العربية تعقد مؤتمرًا دوليًا بالأردن حول دور المجتمع الدولي في تعزيز حقوق الطفل الفلسطيني    أرامكو ورونغشنغ توقعان اتفاقية لتوسعة مصفاة ساسرف    مجلس الوزراء يوافق على الترتيبات التنظيمية لرئاسة الشؤون الدينية للحرمين وهيئة العناية بهما    محمد بن عبدالعزيز يطلع على جهود تعليم جازان لانطلاقة الفصل الدراسي الثاني    محافظ الخرج يكرم مركز التأهيل الشامل للإناث    أمير القصيم يستقبل سفير أوكرانيا    مجمع الملك فهد يطلق "خط الجليل" للمصاحف    الهويّة السعوديّة: ماضي ومستقبل    جامعة الملك سعود تحتفي باليوم العالمي للطلبة الدوليين    في اليوم ال1000 لحرب أوكرانيا.. روسيا إلى عقيدة نووية جديدة    نائب أمير الشرقية يطلع على جهود مجلس الجمعيات الأهلية    أمير تبوك يستقبل المواطن ممدوح العطوي المتنازل عن قاتل أخيه    مركز الملك سلمان للإغاثة ينظم المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة الأحد القادم    «السعودية للكهرباء» و«أكوا باور» و«كوريا للطاقة» توقع اتفاقية شراء الطاقة لمشروعي «رماح 1» و«النعيرية 1»    القبض على مواطن لترويجه 44 كيلوجراما من الحشيش في عسير    ارتفاع أسعار الذهب إلى 2623.54 دولارًا للأوقية    سماء غائمة تتخللها سحب رعدية ممطرة على جازان وعسير والباحة    منتدى الرياض الاقتصادي يطلق حلولاً مبتكرة    «الجامعة العربية» تدعم إنشاء التحالف العالمي لمكافحة الفقر والجوع    دراسة: القراء يفضلون شعر «الذكاء» على قصائد شكسبير!    وزير الخارجية يلتقي وزير الخارجية الأمريكي    «عكاظ» تكشف تفاصيل 16 سؤالاً لوزارة التعليم حول «الرخصة»    9,300 مستفيد من صندوق النفقة في عام    الأخضر «كعبه عالي» على الأحمر    رينارد في المؤتمر الصحفي: جاهزون لإندونيسيا وهدفنا النقاط    الأخضر يختتم استعداده لمواجهة منتخب إندونيسيا ضمن تصفيات كأس العالم    العتودي الحارس الأخير لفن الزيفه بجازان    اتهامات تلاحق كاتباً باستغلال معاناة مريضة ونشرها دون موافقتها    بعد سيلين ولوبيز وكاميلا.. العالمي هوبكنز يعزف في الرياض    الخليج يواجه الشباب البحريني في ربع نهائي "آسيوية اليد"    وزير الدفاع ونظيره الفرنسي يبحثان آفاق التعاون العسكري    163 حافظا للقرآن في 14 شهرا    «الإحصاء»: السمنة بين سكان المملكة 15 سنة فأكثر 23.1 %    إصابات الربو في الطفولة تهدد الذاكرة    مرحلة الردع المتصاعد    ChatGPT يهيمن على عالم الذكاء الاصطناعي    سعادة الآخرين كرم اجتماعي    الاختيار الواعي    صنعة بلا منفعة    بيع ساعة أثرية مقابل 2 مليون دولار    (إندونيسيا وشعبية تايسون وكلاي)    لبنان نحو السلام    رسالة عظيمة    أصول الصناديق الاستثمارية الوقفية بالمملكة ترتفع إلى مليار ريال    الجودة والتقنيات الحديثة في تحقيق رؤية المملكة 2030″    وزير الدفاع يلتقي حاكم ولاية إنديانا الأمريكية    المملكة ومكافحة مضادات الميكروبات !    الاكتناز    البرتقال مدخل لإنقاص الوزن    إطلاق كائنات فطرية بمتنزه الأحساء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



النقاش حول الجدار الفاصل في فلسطين سيمتد حتى الانتخابات الأميركية ... ومجلس الحكم العراقي مشروع فتنة ... ومع ابقاء الجبهة الجنوبية مفتوحة احتياطاً . جنبلاط ل "الحياة": مشاركتي في الحكم خطأ استراتيجي ... واتفاق الطائف استنفد
نشر في الحياة يوم 31 - 07 - 2003

اعتبر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط انه ارتكب "غلطة استراتيجية لا تغتفر" لأنه شارك في الحكم، مؤكداً ان اعترافه "جاء متأخراً". وفيما تجنب الحديث عن علاقته مع رئيس الجمهورية اميل لحود قال جنبلاط عن علاقته مع رئيس الحكومة رفيق الحريري: "نحن على مشارف طلاق في ما يتعلق بالمشروع التنموي".
وعدد جنبلاط في حديث مع "الحياة" المواضيع التنموية العالقة بينه وبين الحريري من موضوع النفايات الى الكسارات والخصخصة... معتبراً ان "كل الطبقة السياسية في لبنان متورطة في الكسارات ما عدا الحريري والقلائل وأنا منهم". وتطرق الى الوضع الفلسطيني و"خريطة الطريق" والوضع في العراق والعلاقات اللبنانية - السورية والعلاقة مع المعارضة المسيحية. وقال ان اتفاق الطائف جعل من النظام اللبناني ثلاثي الرأس، ما يشبه "الحيوان الخرافي". وكرر القول انه مع نظام رئاسي لولاية من أربع سنوات على ان ينتخب الرئيس من الشعب ويكون مسيحياً. لكنه شدد على ان معركة التجديد للرئيس لحود، او عدم التجديد فتحت قبل أوانها. وأوضح انه مع تقسيم الدوائر الانتخابية على اساس القضاء. وأيد تقسيم بيروت الى ثلاث دوائر على أساس التقسيم الذي كان متبعاً قبل الحرب. ورأى ان سلاح "حزب الله" والمقاومة في جنوب لبنان هو البديل عن كل "خريطة الطريق"، ودعا الى بقاء الجبهة في لبنان مفتوحة احتياطاً. وقال ان "خريطة الطريق" الفلسطينية ولدت ميتة، وان مجلس الحكم في العراق مشروع فتنة. وفي ما يأتي نص الحديث:
في ظل الجمود ما هو دوركم؟
- لا يوجد جمود سياسي، وإنما هناك حركة أحياناً تعطي نتيجة وأحياناً أخرى لا تعطي.
لكن هذا ليس واضحاً؟
- صحيح هناك ضجيج. هذا هو لبنان، وآخر ضجيج كان في بتغرين.
تضامنت مع النائب نسيب لحود لكنك لم تؤيد مطلبه استقالة وزير الداخلية إلياس المر؟
- لا أرى في الوقت الحاضر سبباً لطلب استقالة وزير الداخلية الذي عليه أن يطبق القانون على الذين قصّروا في قوى الأمن الداخلي، وعلى الذي افتعل الحادث. مبدئياً من افتعل الحادث هو والده النائب ميشال، ولم ينكر الوزير ان والده افتعل الحادثة، وإذا كانت هناك دولة لا بد من أن تحقق مع ميشال المر. ويجب على الدولة في هذا المجال أن تحترم حالها. وكما قلت عن ميشال المر فهو قام بانقلاب على اليوم الأمني الذي تولاه إلياس المر الذي هو وزير الداخلية وفي الوقت نفسه فهو ابنه. فهل يعقل أن تقفل بعض الطرق المؤدية الى قرية في لبنان وأن يجرف بعضها الآخر. وهذا لم يحصل في السابق.
تبين من خلال علاقتك برئيس الحكومة رفيق الحريري انك على وشك إعلان الطلاق السياسي؟
- نحن على مشارف طلاق في ما يتعلق بالمشروع التنموي. بين هلالين "تنموي" لأنه من وجهة نظرنا ليس تنموياً ولدينا ملاحظات كثيرة بدءاً من النفايات الى الخصخصة.
ألم تطرح هذه الأمور مع الرئيس الحريري؟
- طرحنا هذه الأمور لكننا ما زلنا نراوح مكاننا وليس هناك من تقدم. عندما رأيت أحد القصور الجديدة التي هي من أموال الشعب وشيدت بأموال الخلوي، احتجيت على طريقتي، وقررت أن أصعِّد لا أكثر ولا أقل. ثم فتحنا موضوع النفابات، وطبعاً في الكسارات لا علاقة للرئيس الحريري به. اني أقول هذا الكلام من باب الإنصاف، فالحريري ليس متورطاً في الكسارات، لكن غالبية الطبقة السياسية في لبنان متورطة في الكسارات ما عدا الحريري والقلائل وأنا منهم.
لماذا لا يكون عندك مقلع أو كسارة؟
- كان عندي سابقاً وأقفلتها لأنني أنا أول من بدأ في الحملة، منذ سنوات، يوم كان أكرم شهيب وزيراً للبيئة.
هل من مشروع لقاء مع الحريري؟
- إذا كان لا بد من مشروع لقاء فما هي الأسس. ان قضية إعادة النظر في الأسعار التي تتولى جبايتها شركة "سوكلين"، لم تبت حتى الساعة. على الأقل يجب النظر في هذا المطلب، أما قضية شراء زيت الزيتون، فهي مطلب عام لكل اللبنانيين ونريد أن يدخل في صلب الموازنة العامة. وبالنسبة الى موضوع الخصخصة، سنقوم في اللقاء الديموقراطي النيابي، بدرس أفضل الطرق لمعالجة خصخصة الخلوي، وهنا أفضل أن يبقى هذا القطاع ملكاً للدولة وأن تبقى الخصخصة محصورة في إدارته.
كنت من القائلين سابقاً وفي بداية العهد انك انت والحريري في السراء والضراء. ماذا تغيّر؟
- يا حبيبي تغيرت أمور كثيرة. في الأساس عندما وافق ما يسمى باليسار اللبناني الذي فقد كثيراً من صدقيته، على المشاركة في برنامج نهضوي، فإنه وافق على برنامج خصخصة الدولة. فإما أن يكون اليسار مع القطاع العام أو ضده. وإذا كان ضد هذا القطاع فإنه يفقد ميزة وجوده... وافقنا جميعاً وكانت الجريمة الأولى إذا صح التعبير عندما وافقنا على قانون خصخصة وسط بيروت سوليدير. منذ ذلك الوقت مال اليمين اللبناني، أكان الحريري أو غيره، تغلب علينا. ماذا بقي عندنا سوى أمور قليلة منها الضمان الاجتماعي، ونحاول الآن أن نبقي على ما تبقى.
تحدثت عن اليسار اللبناني، هل ما زال موجوداً؟
- اليسار اللبناني ضاع وضاعت أسسه وأصبح غالبية زعمائه ما عدا الحزب الشيوعي من أصحاب المعالي. عندما أصبحوا هكذا فإنهم فضّلوا اللقب على المنطلقات الأساسية للعمال والفلاحين والكادحين.
لكن أين هو دورك هنا؟
- حاولت، ولكن لم أفلح، ولا بد من الخروج من السلطة. لا نستطيع الاستمرار في هذه الازدواجية، والأفق الاقتصادي مسدود، كما ان أفق النظام السياسي اتفاق الطائف أصبح أيضاً مسدوداً فلا معنى لأفق اقتصادية من دون إصلاح سياسي وإداري ومحاسبة.
في جلسة الاستجواب النيابية، حوّل النائب أكرم شهيب استجوابه في خصوص النفايات الى طرح الثقة بالحكومة؟
- كانت خطوة ممتازة من أكرم شهيب لذلك هربت الجلسة الى أيلول سبتمبر المقبل ولست أدري من هرّبها.
يفهم من كلامك انك كحزب تعد العدة للخروج من الحكومة؟
- طبعاً أنا كحزب اشتراكي أفضّل الخروج من الحكومة، وإذا كان حضوري لاحقاً سيكون في وزراء من اللقاء الديموقراطي أو وزراء دروز هناك فاعليات درزية كثيرة تستطيع أن تمثل ما يسمى المصالح الوطنية للطائفة الصغيرة الدرزية.
كنت تحدثت سابقاً عن ان الرؤساء الثلاثة يدشنون مشاريع في مناطق متعددة، وقلت في حينها انهم يعملون لأجل الانتخابات. ألا تعتقد أنك من خلال كلامك السياسي تتحرك انتخابياً؟
- مستغرباً أين اشتغل انتخابات؟ أنا لا أعلق أهمية على الانتخابات، ان ما أقوم به ليس إلا محاولة لتحسين ظروف المنطقة بالحد الأدنى الشوف، عاليه، بعبدا وعلى كل حال فأنا نائب عن منطقة الجبل وعندما أرى الظروف الاقتصادية والاجتماعية، في الوقت الذي أعرف كيف توزع المشاريع يميناً ويساراً من حقي أن أقول لا بد من مشاريع لهذه المنطقة، مع ان المشاريع التي أطالب بها، متواضعة وتنموية. أنا من الذين لا يؤمنون بالمشاريع الكبرى. كفانا جسوراً وبنايات شاهقة ومدارس في أفضل أحياء بيروت. حتى وزارة التربية يقومون الآن بهدمها مع أن مبناها تراثي. وعندما كان كمال جنبلاط وزيراً للتربية، حافظ على هذا المبنى.
لكن، هناك قروض للجبل؟
- نعم يوجد نحو 2.1 بليون دولار وزعت على المتعهدين، وهنا أطرح سوالاً: من يراقب المتعهدين ومن يراقب هذا الكم من الدراسات في مجلس الانماء والاعمار. وسنعقد جلسة خاصة مع المجلس لنرى ما هي حصة الجبل، وأقصد به جبل لبنان الجنوبي. لكن من وجهة نظرنا لا بد من العودة الى إحياء وزارة التصميم والتخطيط ويكون المجلس تابعاً لها وينفذ المشاريع المطلوبة لأنه من الخطأ ان يكون المجلس هو المخطط والمصمم والمنفذ.
هل طرحت ملاحظاتك على الرئيس لحود؟
- طرحتها مع الرئيس لحود لكن بحسب الطائف ان مجلس الوزراء الذي يترأسه رئيس مجلس الوزراء هو المسؤول هكذا يقول الطائف، انه يتحمل المسؤولية مجتمعاً.
يبدو من كلامك انك تهادن الرئيس لحود؟
- الموضوع ليس موضوع مهادنة، أنا ضد فتح معركة التجديد أو عدم التجديد قبل أوانها، ان هذا مضيعة للوقت ومضرة في حق ما تبقى من نمو، على كل حال ان تقرير صندوق النقد الدولي الذي نشر اليوم أمس يشير الى أن هناك استحقاقات لم تلب وان هناك تجاذبات سياسية، لماذا الدخول في تجاذبات في غير محلها.
لماذا تريد أن تمنع الآخرين من الحديث في الانتخابات الرئاسية؟
- انهم أحرار، أنا لا أستطيع أن أمنع أحداً، أنا أتحدث عن نفسي.
لماذا ليس وقتها الآن؟
- لا يزال أمامنا الوقت الكافي، ولاحقاً نفتح الموضوع وليس هناك مشكلة... وعلى كل حال لا أفهم لماذا وقتها الآن.
بعضهم يتصرف على أن لسورية دوراً في انتخابات الرئاسة وانه من المبكر فتح هذا الملف؟
- دائماً كانت رئاسة الجمهورية منذ الخمسينات - اذا استثنينا عهد كميل شمعون - نقطة تقاطع لبنانية - سورية، لأن لبنان مهم جداً من الناحية الأمنية والسياسية لسورية، لا أحد يستطيع أن يغفل المصالح السورية في لبنان. وعندما خرج البعض عن هذه المصالح مثل أمين الجميل الرئيس ووقع اتفاق 17 أيار مايو كان اندلاع حرب الجبل والضاحية الجنوبية، هذا أمر بديهي.
في علاقتك بالرؤساء يبدو أحياناً أنك في حلف مع رئيس ضد الآخرين؟
- أبداً. الحمد لله لست في موقع لا رئيس ولا... لكن الطائف جعل من هذا النظام نظاماً ثلاثي الرأس أي ما يشبه الحيوان الخرافي ذا الجسم الكبير بثلاثة رؤوس. هذا هو النظام، لا أحد يحاسب الآخر. أنا مواطن مثلي مثل غيري أعاني ما يعانيه الشعب.
هل أنت مع قيام نظام رئاسي؟
- نعم. أنا مع نظام رئاسي لولاية أربع سنوات ينتخب من الشعب، أطالب بتقصير الولاية، وأقول لأن لبنان له خصوصية تعددية معينة ولأن وجهه كان دائماً وجهاً مسيحياً عربياً، من الأفضل أن يكون الرئيس مسيحياً، قلت مسيحياً ولم أقل مارونياً، وهذا ما يشجع على فتح آفاق جديدة في لبنان، ففي الماضي كان أيام الانتداب الفرنسي رؤساء من غير الموارنة أيوب ثابت، شارل دباس وعلى كل حال أنا لا أخترع شيئاً جديداً إذا قلت ان العلاقات اللبنانية - السورية أيام الانتداب كانت أفضل من اليوم، عملة واحدة، جمارك موحدة، مدرسة حربية واحدة.
هل من ثغرات في العلاقة اللبنانية - السورية؟
- البورجوازية التي تتحكم في القرار اللبناني - أي اليمين اللبناني - لا تريد علاقات اقتصادية جيدة مع سورية، وبعد عشر سنوات من توقيع اتفاقات بين البلدين، لم نر حتى الآن مشاريع فعلية تبني مستقبلاً اقتصادياً موضوعياً بين البلدين، تحصل من حين لآخر مشكلات حول البطاطا وزيت الزيتون. وحتى الساعة لم تبنَ أسس لتحقيق ترابط اقتصادي بين المناطق. تاريخياً كانت المدخل الاقتصادي لسورية كمرفأ طرابلس ومنطقتي بعلبك - الهرمل. أين هو الآن سد العاصي لا أفهم لماذا لم ينفذ؟ في رأيي ومن خلال التوجه الحالي، بدلاً من أن نذهب الى العمق العربي وتحديداً السوري - لأن لا عمق عربياً آخر في ظل الظروف الراهنة، نظراً الى أن العراق محتل والأردن محتلٌ بطريقة أخرى - من أجل بناء حد أدنى من نواة السوق العربية المشتركة وأعني لبنان وسورية قبل التوجه الى الشراكة الأوروبية. نحن نفعل العكس. وكأنه مطلوب مع الوقت فصل لبنان عن سورية، ففي النهاية كل شيء اقتصادي.
تتحدث عن الشراكة الأوروبية ووزير الاقتصاد من كتلتك هل سيأخذ بهذه المقترحات؟
- ان الوزير حمادة جديد في هذه الحقيبة وكنا سابقاً في دوامة المهجرين، الآن لا بد لوزير الاقتصاد من أن يعدل في الاتفاقات المعقودة مع السوق الأوروبية ويجب أن نكون حذرين حيال انضمام لبنان الى منظمة التجارة العالمية، التي يؤيدها كل أرباب اليمين من دون أي ضوابط، وعلى الوزير الذي هو في هذا الموقع أن يصحح أيضاً السياسة الليبيرالية المطلقة التي بناها سلفه باسل فليحان وتعديل بعض الاتفاقات مع مصر والأردن حول البطاطا والبندورة وغيرهما، وبناء شيء جدي مع سورية.
يعني انك مع التعديل لحماية الانتاج اللبناني؟
- نعم، ان موضوع فتح الحدود وإلغاء الرسوم وخفض الجمارك غير مقبول، وعلى كل حال نرى في الشويفات التي هي منطقة صناعية اقفال مصنع يومياً. هذه المنطقة كانت من أكبر المناطق الصناعية وهي الآن الى زوال. ان أكبر الدول الصناعية والتجارية في السوق العالمية لديها أحياناً قيود جمركية ونحن لا نضع شيئاً.
كيف تقوّم العلاقات اللبنانية - السورية خصوصاً في المجال السياسي؟
- ان المجلس الأعلى اللبناني - السوري المنبثق من معاهدة التعاون، لم يضع الأطر السياسية والاقتصادية المقبولة ولم يعط النتيجة المطلوبة، ولا بد من إعادة النظر فيه، لأن الشكوى مستمرة من الطرفين. لكن في الأساس وعندما أنشئ المجلس كان الوجود الحسي السوري ظاهراً أكثر من اليوم. كان لسورية تواجد عسكري أكثر من الآن. وبعد أن أعادت انتشار جيشها ثلاث أو أربع مرات، هذا الوجود الحسي زال تقريباً. بقي الموضوع الاقتصادي، فالمناطق التي كانت تاريخياً حيوية لسورية زالت، هذا هو مرفأ طرابلس لماذا لا يطوّر؟ لأن البورجوازية البيروتية تركز على العاصمة. انه أمر يعود الى أيام الانتداب، لماذا أوجدوا لبنان الكبير، بعد أن كان لبنان الصغير في جبل لبنان، انهم أوجدوا لبنان الكبير من أجل "لصق" مرفأ بيروت بالجبل.
هل تعود إعادة الانتشار السوري الى اعتبارات اقليمية أم لأن القوى الأمنية اللبنانية أصبحت قادرة أكثر على بسط الأمن؟
- لا أستطيع أن أتحدث عن السلطات السورية، فلسورية اعتباراتها الخاصة.
يقال ان علاقتك بالمسيحيين تبقى متأرجحة؟ ولماذا ابتعدت عن "لقاء قرنة شهوان"؟
- هم ذهبوا بعيداً... الى لوس انجليس المؤتمر الماروني العالمي والى غيرها، وأنا عدت الى موقعي الطبيعي وأكدته، الذي هو دمشق. في النهاية هناك صراع دولي، ومن خلاله الصراع على لبنان، فمن يسيطر عليه، وأفضل دائماً تطبيق السيادة والاستقلال من خلال التفاهم مع سورية، لأن العمق السوري أفضل من سيادة الاستخبارات الأميركية والبريطانية كما كان في الخمسينات، أو الإسرائيلية في عهد أمين الجميل.
لكن في "لقاء القرنة" لم يعد موضوع السوري في التداول وأنت تلتقي أعضاء فيه؟
- هناك صداقات وعلاقة قديمة مع سمير فرنجية، الى اليوم لم نبحث في السياسة.
كيف تقوم دور البطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير، والأحد سيكون في دير القمر؟
- انها مناسبة راعوية سيتواجد مع رئيس الجمهورية عند أهل الدير لمناسبة عيد سيدة التلة. البطريرك صفير لا يتبنى كلامي حول العلاقة المتينة مع سورية بمعنى الترابط الموضوعي، الاقتصادي، السياسي والأمني، لكنه يقول بأننا لا نستطيع أن نغفل مصالح سورية في لبنان، وإذا أرادت سورية الانسحاب من لبنان فليأتي ذلك على وفاق. البطريرك صفير يرد في النهاية على مجموعة مهووسين ومجانين مثل ميشال عون.
فقط ميشال عون؟
- هناك آخرون منهم من يزور رامسفيلد وزير الدفاع الأميركي وتحته نائبه وولفوفيتز "ويزورب".
من تقصد بهم؟ الشيخ أمين الجميل؟
- لا أعرف. أنا أسمع بهم ضاحكاً.
كيف تفسر وجود النائب انطوان غانم في كتلتك في وقت هو مقرّب من الجميل؟
- للقاء الديموقراطي أسبابه السياسية وخصوصية الدائرة الانتخابية لذلك تركنا لكل عضو فيه حريته، هناك ناس مع أمين الجميل وآخرون مع الحريري وغيرهم من المستقلين، مثلاً للأستاذ صلاح حنين حيثية سياسية مستقلة.
يبدو أن لديك "سوبر ماركت" سياسي؟
- هذا ليس "سوبر ماركت" سياسي، ان التنوع السياسي مفيد، لكن لا شيء يمنعني من الاستمرار في خطي.
أنت مع أي قانون انتخاب؟
- مع الدائرة الصغرى، أي القضاء هو الأفضل، لكن عندما نقول بالقضاء أعني تقسيم بيروت خصوصاً أن فئة من المواطنين في بيروت تشعر بالغلبة، وهم المسيحيون.
يعني انك مع التقسيم القديم لبيروت؟
- طبعاً أنا مع التقسيم القديم ثلاث دوائر لبيروت لأنه يعطي تنوعاً ونوعاً من الحرية في الاقتراع، أنا ضد موضوع المحادل.
بالعودة الى التقسيم القديم لبيروت، يمكن أن يسهل انتخاب نديم بشير الجميل نائباً؟
- على كل حال ان البرلمان الذي انتخب في عام 1972 هو نفسه الذي جاء بالرئيس إلياس سركيس في أوج الوجود السوري، ثم عندما دخلت اسرائيل الى لبنان هو نفسه من انتخب بشير الجميل وشقيقه أمين ما عدا بعض النواب، وهو نفسه من صنع اتفاق 17 أيار ثم ألغاه. الجميع يعرف كيف هي التحالفات، واليمين ليس محصوراً بالمسيحيين فقط أو محسوباً عليهم، هناك رموز إسلامية متأصلة في اليمين وفي العلاقة بالسفارات الغربية.
لكنكم قضيتم عليه بالمعنى السياسي؟
- لا تصدق هذا الكلام، ان احداً لا يقضي على أحد، هناك أصالة وهم يتجددون الآن، "ضاحكاً".
يعني هم الآن في البراد؟
- سنرى هؤلاء في ألوان جديدة... وعلى كل حال أؤيد التقسيم القديم لبيروت.
يقال ان الجبل سيقسم الى ثلاث محافظات؟
- لماذا تقسيم الجبل الى ثلاث محافظات، ففي المحافظات أو الدوائر الكبرى هناك غلبة، حتى في بعض المناطق يوجد غلبة للدروز على غيرهم، أو العكس، فلماذا هذا، لست مع الغلبة لأحد على أحد.
يبدو انك مرتاح لوضعك، في تأييدك للدائرة على أساس القضاء؟
- لماذا لا؟ هذا مريح، وأفضل القضاء وأتمنى أن نصل يوماً ما الى الدائرة الفردية لأنها أكثر راحة وعندها يصبح كل نائب مسؤولاً عن نفسه بدلاً من أن يتحمل إيجابيات أو سلبيات غيره.
ما رأيك بلبنان دائرة واحدة؟
- شو بدك فيها... لا...
يقال انها تحقق الانصهار الوطني؟
- لا انصهار وطنياً في بلد فيه 45 جامعة أكاديمية.
من هم حلفاء وليد جنبلاط؟
- من هم حلفائي؟ أنا حليف نفسي، وهذا أحسن وأريح لي.
ألا تسعى الى إحياء الحركة الوطنية؟
- انها ماتت ولا أحد يعود الى الوراء... لا بد من إعادة صوغ يسار جديد بمعطيات القرن الحادي والعشرين من السوق العالمية الحرة الى البيئة.
ما هو مصير "خريطة الطريق" بعد زيارة محمود عباس أبو مازن وآرييل شارون لواشنطن؟
- "خريطة الطريق" ولدت ميتة. كنا نتحدث عن دولة فلسطينية في مكان ما، مستقلة ذات حدود موقتة. اليوم أصبح جورج بوش يتحدث بحياء عن ان الجدار الفاصل قد يعرقل الخريطة. الاسرائيليون أذكياء. اخترعوا شيئاً جديداً، اكتشفه كل العالم. الآن سيكون الهدف وقف تشييد الجدار أو الاستمرار فيه، وهذه قضية تمتد الى سنة أو أقل أي الى مشارف الانتخابات الأميركية، فيدخل بوش في هذه الحلقة. وإذا كان الوضع الاقتصادي سيئاً في الولايات المتحدة، وفي العراق الوضع أسوأ، سيلقى مصير أبيه. والدولة الفلسطينية تذهب في مهب الريح.
ما هو البديل عند الفلسطينيين؟
- أكبر جريمة كانت في فصل الوضع الفلسطيني عن العمق العربي والاسلامي، ان نظرية ما يقبل به ممثلو الشعب الفلسطيني من شأنهم، يعني التخلي عن قومية وإسلامية المعركة وهذا يعود بك الى عام 1974. عندما قرر العرب اعطاء منظمة التحرير صفة الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، كانت بداية المؤامرة.
لكن سورية ولبنان يعتبران ان هذا شأن فلسطيني؟
- ليسمحوا لي، هذا خطأ وكلام الرئيس الحريري في لندن عن خريطة الطريق، خطأ. من قال له اننا نريد خريطة طريق للبنان وسورية، نحن لا نريدها، ولا نريد سلاماً.
لماذا؟
- لدينا وضع هدنة قد نستعيد مزارع شبعا في الوقت المناسب. لا أرى ذاك الحرج وتلك الأهمية الاستراتيجية لعودة الجولان. كيف يمكن استرجاعهم طالما اننا لا نستطيع منع شارون من إقامة "الجدار" فهل سيزيل المستوطنات في الجولان.
في حال حصول ضغوط فلماذا لا؟
- أنا لا أتكلم عن افتراضات، وأنا مرتاح هكذا. لدينا ورقة استراتيجية عربية اسلامية هي "حزب الله" والمقاومة، هل أتخلى عنها من أجل بعض التنظير حول الوضع الاقتصادي والأمني؟
لكن الوضع في الجنوب اللبناني يشهد هدوءاً الآن؟
- هذا عظيم، لكن لدي سلاح في يدي، وهو سلاح مهم جداً وأقصد به المقاومة و"حزب الله"، وهذا السلاح ليس للبنان وسورية وإنما لكل العرب، انه السلاح البديل عن كل خرائط الطريق.
ألا تظن أنه كلام عاطفي وشعارات؟
- قد يكون عاطفياً لكن البديل لن يكون عرب الشونة الدول التي شاركت في المنتدى الاقتصادي العالمي في البحر الميت في الأردن. ان هؤلاء ليس لديهم أي بديل يقدمونه لنا. مصر خرجت من المعادلة في كامب ديفيد والأردن في الأساس قائم على حلف مع إسرائيل قبل المعاهدة الرسمية وبعدها. والمملكة العربية السعودية اليوم محرجة، تتعرض لضغط أميركي هائل، والمغرب العربي غير موجود. ولا يبقى إلا لبنان وسورية والمقاومة فلماذا نتخلى عنهم؟
لكن سورية تتعرض أيضاً لضغوط؟
- رسمياً نعم تتعرض لكثير من الضغوط، لكن من مصلحة سورية الاستراتيجية الحفاظ على هذه الورقة، إننا نتحدث عن المستقبل. نذهب في هذا الوقت الى توني بلير. لماذا؟ من يذهب الآن الى بلير وهو سيغادر الحكم.
ألا تعتقد أن الهدوء في جنوب لبنان وكأنه تسليم بالخط الأزرق؟
- أرجو ألا تدخلني في تفاصيل الخط الأزرق أو الأحمر. ما أقصد قوله ان أبقي على جبهتي مفتوحة احتياطاً، وأقوم بتعزيز المقاومة تنموياً واقتصادياً وحتى بالسلاح وأنتظر.
هل لدى "أبو مازن" بديل غير "خريطة الطريق"؟
- "أبو مازن" هو جزء من الأوهام الفلسطينية، بعدما حاصر كل الغرب ياسر عرفات، فأتى "أبو مازن" من دون أن يحقق شيئاً. كل الضغط العربي والأميركي انطلاقاً من أيام قمة شرم الشيخ الأولى، يصب في القضاء على المقاومة الفلسطينية في الداخل، أي "حماس" و"الجهاد" والانتفاضة. على كل حال هذا كان كلام شارون أمام البيت الأبيض.
لماذا انقلبوا على عرفات؟
- لأن ل"أبو مازن" نظرية ضد الكفاح المسلح ومع المفاوضات وربما هذه النظرية مبنية على ندم لأن "أبو مازن" قدم أطروحة حول محرقة اليهود يشكك فيها، ونال شهادة الدكتوراه على أساسها من الاتحاد السوفياتي سابقاً. الغرب يأخذ عليه ذلك.
تحكي عن مثلث للصمود من لبنان وسورية والمقاومة...
- نعم، مفتوح الآفاق على العالم العربي لأننا اليوم نذهب الى عالم عربي مفكك تشوبه الفوضى. العراق اذا لم يكن هناك برنامج وطني من سيعطيه الاستقرار، انه ذاهب الى حال شبيهة بالصومال.
ان مجلس الحكم الذي عينته واشنطن هو مشروع فتنة، وسياسة أميركا في الشرق يديرها السائق الإسرائيلي - اليهودي.
لكن أين دور أوروبا؟
- ان أوروبا عاجزة عن القيام بأي دور.
إذا كانت أوروبا عاجزة فإلى أين ذاهب العراق؟ الى دويلات أو فوضى؟
- ما هو الفارق، لكن لا بد من طرح سؤال: لماذا بعد 35 عاماً من حكم البعث في العراق لم يبق شيء. هل تبخر كل شيء؟ انه امر غريب. هذه هي نتائج شخصانية الحكم، وجاء الآن الأميركي ليصدق على حل حزب البعث والجيش ويرد في النهاية الفوضى.
هل فوجئت بسرعة انهيار نظام صدام حسين؟
- لا... لا، ان الفرقة 103 البرية في الجيش الأميركي، لديها عشرة آلاف دبابة وآلية وعدادها 30 ألف جندي، ثم لماذا سيقاتل الجندي العراقي من دون معنويات، ومن أجل من؟ في حرب إيران هزم صدام، وفي حرب الكويت هزم، وفي الحرب الثالثة ماذا في وسعه أن يعمل. هل هو جيش هتلر؟
هل من مقاومة في العراق؟
- المقاومة بدأت لكنها لم تتوسع على كل الشرائح خصوصاً في المناطق الكردية.
لماذا؟
- للأسف، ان لدى الأكراد ثأراً تاريخياً على العرب، وسوء التعاطي من قبل القيادات العربية مع الأكراد أوصلنا الى أن الكيانات الكردية قد تكون معادية للعرب.
اذا وجدت واشنطن نفسها غارقة في العراق، هل تلجأ الى تصدير أزمتها الى دول الجوار خصوصاً سورية وإيران؟
- ان عصابة ال26 الحاكمة في واشنطن المحافظين الجدد قادرة على القيام بكل شيء إذا لم يكن هناك من عقبة داخلية كبيرة في الولايات المتحدة.
قلت ان بوش طامح لولاية ثانية، يمكنه القيام بحسم سريع للوضع في العراق؟
- بوش دخل في المستنقع العراقي، لكن حتى الآن لا تزال الخسائر الأميركية طفيفة، وفي حال ارتفع عدد القتلى في صفوف الجيش الأميركي وتردى الوضع الاقتصادي أكثر، سيحول ذلك دون عودته الى البيت الأبيض. لكن هذا يلزمه شهور إذا لم نقل سنوات. ان الوضع في فيتنام لم يحسم إلا بعد سنوات وفي ظل موجة اعتراضية عالمية.
تحدثت عن الأكراد لكن الشيعة في العراق ما زالوا يراقبون الوضع؟
- أيضاً للشيعة مظالم تاريخية منذ أيام الانتداب البريطاني، فهم حرموا من الحكم واضطهدوا لذلك لا بد من حلف وطني - عربي - عراقي فوق الطائفية والعرقية من أجل تحرير العراق. العراق اليوم هو كلبنان اليوم أو بالأمس، أو أكثر منه.
لماذا هذه المقارنة بين لبنان والعراق؟
- في لبنان لا توجد عرقية، هناك طائفية.
كلكم تشاركون في موضوع الطائفية؟
- استغرقت معنا 50 سنة حتى توصلنا الى اتفاق الطائف، ما هو الطائف؟ انه تسوية وفي النهاية لم يكن الطائف سوى نظام لتوزيع الحصص بين القبائل الثلاث الكبرى. ونحن القبائل الصغرى مبتسماً.
لكن انت الرابع؟
- كلا، أنا من القبائل الصغرى مثل الكاثوليك وأفضل أن أكون كالبروتستانت.
هل انت مع تعديل الطائف؟
- هذا نظام استنفد. وأنا كمواطن حر، من حقي أن أطرحه لكن غيري لن يطرحه لأنه يتمسك بالصلاحيات والتغيير سيستغرق خمسين سنة أخرى.
هل من إمكان لاستنهاض الوضع العربي؟
- ان لدى المواطن العربي حقداً مزدوجاً ضد الحاكم المباشر وضد الغربي. وبدأ هذا الأمر عندما تظاهر مئات الآلاف من المغرب العربي الى لبنان... في الأردن كانوا بعض المئات انهم مساكين، وفي مصر كانوا بعض العشرات... المواطن العربي محكوم. أين أفق الحريات؟ انها مسدودة لذلك سيولد هذا الأمر مزيداً من الاحتقان والتطرف.
في السابق كنت تزور دولاً عربية، خلافاً لما هو حاصل اليوم؟
- لماذا الذهاب؟ الجزائر أخرجت من المعادلة العربية والمغرب كان في الأساس خارج المعادلة.
كيف تقرأ الضغوط على سورية؟
- الموقع السوري ليس سهلاً اليوم، فمن جهة دمشق محاطة بإسرائيل وجنونها، والجيش الأميركي من الخلف، إضافة الى عالم عربي مفكك وممزق إرباً، لكن علاقتها بتركيا مهمة. ان تجربة تركيا مفيدة وأتمنى لو لدينا في العالم العربي حزب يأتي الى الحكم كحزب "العدالة والتنمية" يتمتع حتى هذه اللحظة بصدقية اخلاقية وسياسية وتجرأ ورفض الطلب الأميركي بفتح الحدود. هذا الحزب سيحاكم الطبقة السياسية بهدر وفضائح ورشاوى بقيمة أكثر من مئة بليون دولار. يا ليت يأتي أحد في لبنان ويضعنا كلنا في السجن.
أين أخطأ وليد جنبلاط؟
- أخطأت لأني شاركت في الحكم. انها غلطة استراتيجية ولا تغتفر ولكن جاء اعترافي متأخراً. الآن علينا الحفاظ على ما تبقى في الضمان وفي الكهرباء وما أدراك ما الكهرباء، عندما كان أحد الوزراء الذي غيبه القدر إيلي حبيقة مع أحد المسؤولين الكبار ومع آل البارودي عن حال الكهرباء.
ماذا عن علاقتك بالرئيس بري؟
- انه رئيس للمجلس النيابي لا يمكن تجاهله. مشكلتي ليست في النيابة انما في المشاركة في الوزارة وتغطية بعض القرارات علماً اننا لم نغط ما حصل في الكهرباء وحاولنا تنبيه الحريري الى مخاطر آل الباردوي ومارون الأسمر المستشار الأكبر وأقيل آنذاك مندوبنا منير يحيى.
تردد انك كنت تود زيارة واشنطن لكن لم تحصل على سمة دخول؟
- هذا غير صحيح.
لكن السفير الأميركي لم يزرك منذ مدة؟
- بيتي وعنواني معروفان، وقناعتي معروفة.
الى أين ذاهبون؟
- كلها محاولات لترميم الوضع. في لبنان شيء عجيب، تقول انه بلد سياحي وليس صحيحاً ان السائح الخليجي يأتي لبعض الملذات. السائح يريد الجبل والمياه النقية، فماذا نقدم له سوى الجبال المشوهة ومياه غالبيتها ملوثة وأسعار غالية. ولا جواب عن الأملاك البحرية.
لماذا لا جواب عن الأملاك البحرية؟
- هناك شره لدى القطاع الخاص. انها مصالح كبيرة، كالكسارات، هل لمست حماسة بعض النواب لموضوع الكسارات... والحماية المتوافرة لها.
لكنك كنت توفر بعض الحمايات؟
- كلا... في السابق كنت أول من أوقف الكسارة وليست لدي أملاك بحرية. ونحن نعترض على التسوية التي تقول بتمليك الملك العام للمواطن، والحمد لله ان المياه الآسنة تصب في مياه البحر ومن يسبح فيها هم من الطبقات الغنية. فليسبحوا في الأوساخ لأنه ممنوع على الفقراء السباحة في البحر، اننا نقفل عليهم بواسطة جدار من الباطون، مثل جدار فلسطين. ان قدرتنا على التحرك في غير هذا الاتجاه محدودة لأن المعارضة الحقيقية معدومة. فأحزاب اليسار لم تعد تتكلم. أين النقابات التي طوّعت؟ اسألوا عنها وزراء العمل. أما القضاء فأفضل مثال على الشفافية في القضاء وفي المصرف المركزي هو في كيفية معالجتهما قضية بنك المدينة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.