نعى الديوان الملكي وفاة صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود يوم الاثنين 12/5/1423ه وسمعنا الخبر عبر التلفاز والمذياع وقرأنا عبر الصحف فاجعة فقدان الشاب الأمير الذي ودع الدنيا عن عمر يناهز الأربعة والأربعين عاماً بعد معاناة من المرض الذي ألمَّ به قرابة الشهرين وخرجت الرياض عصر يوم الثلاثاء تودع سموه معزية والده صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض وأبناءه الكرام. فقد كان لوفاته وقع مؤلم في النفوس فترك لنا أسنة الكمد وحرقة الكبد وحزن الفراق. يقول الله تعالى: {وّبّشٌَرٌ الصَّابٌرٌين الذٌينّ إذّا أّّصّابّتًهٍم مٍَصٌيبّةِ قّالٍوا إنَّا لٌلَّهٌ وّإنَّا إلّيًهٌ رّاجٌعٍونّ} [البقرة: 155 - 156] فالموت سنة الله في خلقه ولن تجد لسنة الله تبديلا. والموت والحياة خلقهما الله وقدرهما على جميع عباده وذلك لحكمة كبرى ذكرها الله في كتابه الكريم ليبلوهم أيهم أحسن عملا، فمن أحسن فلنفسه ومن أساء فعليها. إنها وطأة الحزن وعظم المصاب الجلل الذي خيم على العاصمة الرياض. لقد عانى - رحمه الله - المرض فكان أشد احتساباً وصبراً فأسأل الله جلت قدرته ان يكتب له أجر احتسابه وصبره، فقد كان فقده جللاً على أهله ومحبيه حيث كان طيبه وكرمه وعطفه ودماثة أخلاقه ووفاؤه ورحابة صدره علامة فارقة ستبقى في مخيلة من يعرفه، فالمصاب مصابنا جميعاً، والألم يعتصرنا، ووفاته تركت في النفوس أحزاناً وفي القلوب حسرات. ولا أملك هنا إلا أن أتقدم بأحر التعازي وأصدق المواساة لعموم الأسرة المالكة وأخص هنا صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز وأبناءه وذويه ولكل من يعرفه ومن لا يعرفه. وهكذا هي حال الدنيا فقد ترجل الفارس الآخرمن هذه الدنيا الفانية. فما زلنا نعيش آلام فراق أخيه الأكبر سمو الأمير فهد بن سلمان بن عبد العزيز والآن صدمنا بفراقه هو الآخر، وكأننا في حلم طويل وعميق، فالفاجعة والصدمة أدهشتنا وأيقظتنا ونبهتنا إلى أن الدنيا لا تدوم لأحد. أدعو الله أن يتغمده بواسع رحمته وان يشمله بفيض مغفرته وان ينزل شآبيب الرحمة على قبره وأن يسكنه فسيح جناته وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان وان يعوض والديه فيه خيراً. والحمد لله على قضائه وقدره القائل: (ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا فاحتسبه كانت له الجنة) وإذا أصيب المرء في ثمرة فؤاده وفلذة كبده فصبر على ذلك كان ذلك صبراً محموداً يباهي به الله ملائكته على صبره وكان جزاؤه قصراً في الجنة. يقول الله تعالى لملائكته (قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده؟ فيقولون: نعم فيقول: فبما قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع «أي قال إنا لله وإنا إليه راجعون» فيقول الله: ابنوا لعبدي بيتاً في الجنة وسموه بيت الحمد» وهذا فضل من الله عز وجل. والمؤمنون أكثر الناس تعرضاً للبلاء حتى يطهرهم الله وينقيهم ثم يصطفيهم للمقام في جواره. وقد عبر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم أنه قال: «عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير ان اصابته سراء شكر فكان خيراً له وان اصابته ضراء صبر فكان خيراً له، وليس هذا لأحد إلا للمؤمن». وختاماً نقول: «إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى فلتصبر النفس ولتحتسب ما عند الله من خير وأعظم أجراً». حمد بن عبدالله بن خنين / وزارة العدل - الرياض