في الأسبوع الماضي أصدرت وزارة المعارف قرارات تأديبية بحق مجموعة للأسف الشديد انهم ينتمون إلى أشرف مهنة وهي التعليم، حيث ثبتت عليهم خيانة الأمانة!! وكان هؤلاء المعلمين قد قاموا بالتلاعب بدرجات طلاب إحدى المدارس الثانوية بالزيادة تارة وبالتغشيش تارة أخرى، المهم عندما قرأت العقوبات التي انزلت بهؤلاء المعلمين من مقام وزارة المعارف تفاجأت وذهلت بدرجة أكبر من التهمة نفسها وأكبر من كون هؤلاء معلمين خانوا الأمانة. فهل يعقل يا معالي الوزير ان يعاقب مدير مدرسة للمرحلة الثانوية ومعلماً للمرحلة الثانوية بأن يحولوا إلى تدريس للمرحلة الابتدائية!! هل من العدل والمنطق والمصلحة! ان يحول معلم لم يراعي الله ولم يراعي مصلحة بلده من التعليم لفئة الكبار الذي أصلاً قد تشكلت شخصيتهم وأخلاقهم وأفكارهم إلى تدريس فئة الصغار الذين مازالوا في مرحلة البناء والتربية والتعليم ومادة لم تتشكل!! ألهذه الدرجة لا تشكل المرحلة الابتدائية أهمية في تعليمنا!! هل فات على المسؤولين الأكاديميون والتربويون في وزارة المعارف ان الطالب في مرحلة الابتدائية «6 سنوات إلى 12 سنة» يتشكل بناؤه المعرفي والتربوي والأخلاقي، ألا يعلم المسؤولون في وزارة المعارف ان المرحلة الابتدائية تعتبر أهم مراحل التعليم لأنها تحدد مساره العلمي إما قوي أو ضعيف. للأسف الشديد في الدول الحديثة والصناعية تدريس المرحلة الابتدائية يعد مكافأة للمعلمين والمتوفقين ولا يحول إلى هذه المرحلة إلا من يحمل صفات علمية عالية وخبرة تربوية وسمواً بالأخلاق بينما هنا في وزارة المعارف التحويل إلى هذه المرحلة عقاباً شديداً!!. أين نحن والولايات المتحدةالأمريكية حينما يصل الأستاذ الأكاديمي إلى درجة بروفسيور وقبل تقاعده بسنين يحول إلى تدريس المرحلة الابتدائية على أساس ان هؤلاء التلاميذ الصغار يستفيدون من هذه الخبرة فائدة علمية وتربوية وأخلاقية حيث انه وصل إلى عمر زمني كبير وتحصيل علمي امتزجت بالخبرة وبالشعور بالابوة وبالتالي ينصهر هذا العمر والتحصيل العلمي والخبرة والشعور بالأبوة في شخصه مما يحقق الفائدة القصوى لهؤلاء الأطفال بأعلى الدرجات لهذا السبب أمريكا في المقدمة ونحن في...