ظلت كليات المعلمين في المملكة وما زالت تحت اشراف جهة واحدة في وزارة التربية والتعليم منذ ان كانت الوزارة مديرية للمعارف (1344ه) ثم وزارة للمعارف (1373ه) ثم وزارة للتربية والتعليم (1423ه) والمتتبع لمسيرة تطور كليات المعلمين يدرك ان البداية الفعلية لكليات المعلمين كانت بتأسيس المعهد العلمي السعودي لاعداد المعلمين (1345ه) التابع لمديرية المعارف في حينها ثم ظهرت معاهد المعلمين الابتدائية (1372ه) قبيل تأسيس وزارة المعارف التي تطورت الى معاهد المعلمين الثانوية (1385ه) ثم الكليات المتوسطة لاعداد المعلمين (1396ه) مانحة لدرجة الدبلوم حتى اصبحت اليوم كليات للمعلمين (1409ه) تمنح درجة البكالوريوس في التعلم الابتدائية وما فوقه وتبعا لتطور كليات المعلمين اخذت الجهة المشرفة عليها تتطور في خط مواز فبعد ان كانت قسما يجمع تلك المعاهد صارت مديرية عامة ثم وكالة مساعدة للوزارة الى ان غدت وكالة للوزارة لكليات المعلمين ولاشك في ان الاشراف الطويل على كليات المعلمين والذي يقترب من الثمانين عاما قد اكسب وكالة الوزارة الحالية خبرة طويلة ليست بالهينة في قضايا المعلم اهم عنصر في العملية التعليمية، اختيارا واعدادا وتدريبا وبحثا وتقويما وتطويرا، وتخطيطا وتنظيما واشرافا. ما دفعني الى ايراد هذه النبدة التاريخية هو التساؤلات التي اثيرت مؤخرا حول مصير كليات المعلمين هل تبقى كليات المعلمين كما هي الان؟ هل تضم الى وزارة التعليم العالي واذا ضمت الى وزارة التعليم العالي فهل ستبقى كليات مستقلة؟ ام ان اقسامها المختلفة ستدمج مع الاقسام الاخرى المناظرة في الجامعات القريبة؟ وبالتالي هل ستختفي كليات المعلمين من الساحة التربوية المحلية؟ وغيرها من التساؤلات. في رأيي وفي يقيني ان الوضع الافضل والاسلم تربويا واداريا هو بقاء كليات المعلمين تحت مظلة واحدة مستقلة بأهدافها ومهامها، مع اعادة تنظيمها بحيث تكون تابعة لجامعة تربوية واحدة، ذات فروع متعددة تمثلها الكليات الحالية. وبحيث تكون هذه الجامعة التربوية تابعة لوزارة التعليم العالي وذلك لاسباب اهمها: 1 جمع الخبرة الطويلة التي كونتها الوكالة في مجال اختيار المعلم واعداده وتدريبه، مع خبرة وزارة التعليم العالي في ادارة مؤسسات التعليم العالي وما في مستواه. 2 الفهم العميق لاحتياجات الميدان التربوي من قبل كليات المعلمين فهذه الكليات تتبع وزارة التربية والتعليم التي يتبعها في نفس الوقت التعليم العام مما وفر لكليات المعلمين ووكالتها حساسية تربوية مهنية تجاه ما يدور في هذا الميدان الحقلي. 3 ان بقاء كليات المعلمين تحت اشراف جهة واحدة طوال الفترة الطويلة الماضية ومخزون الخبرة المتراكم لديها وارتباطها الوثيق بالميدان التربوي في التعليم العام جعلها تفكر في تلبية الاحتياج الميداني من التخصصات المساندة للاعمال التربوية والتعليمية واكسبها خبرة اضافية في تلبية مثل هذه الاحتياجات المساندة كمحضري المختبرات وامناء المكتبات وفنيي الحاسب الآلي وهذا امر اخر لم تتمكن منه كليات التربية التابعة للجامعات ربما لكون الاخيرة موزعة على جامعات مختلفة. ان كان البعض قد طرح فكرة دمج كليات المعلمين بكليات التربية التابعة للجامعات فالذي اراه هو العكس تماما وذلك بان تضم كليات التربية بالجامعات الى كليات المعلمين صاحبة الخبرة الطويلة والموزعة في ارجاء البلاد توزيعا فريدا وبالتالي تأسيس جامعة سعودية للعلوم التربوية ترثها وكالة وزارة التربية والتعليم لكليات المعلمين بحيث تكون الجامعة التربوية المقترحة تابعة لوزارة التعليم العالي وتكون كل واحدة من كليات الجامعة التربوية المقترحة بشقين شق خاص بمعلمي المرحلة الابتدائية وشق خاص بالمراحل التالية. * عميد كلية المعلمين بالمدينة المنورة