تولي سياسة التعليم في المملكة العربية السعودية التدريب التربوي أهميه بالغة باعتبارها وسيلة التطوير التربوي المستمر لمواكبة كل جديد ومفيد في مجال التربية والتعليم وذلك بالنهوض بالمستوى العلمي والمسلكي للعاملين فيه من خلال إكسابهم خبرات جديدة وترسيخها وتحسين العملية التعليمية ورفع مستوى المعلمين وتعزيز الفكر التربوي وإثراء تجارب عملية ومعالجة السلبيات التي تطرأ على الشارع التعليمي في المدارس و السعي قدماً إلى مواكبة التطوير العلمي والتكنولوجي في جميع مجالات العلوم المختلفة والأساليب التربوية المتنوعة و التقنيات الحديثة . من هذا المنطلق قامت إدارة التعليم بمحافظة الأحساء ممثلة في قسم التدريب التربوي في إعداد برامج لتدريب المعلمين في مركزين الأول في مدرسة "أبو بكر الصديق" و الثاني في مدرسة "صلاح الدين الأيوبي" لاقى إقبالا كبيرا من المعلمين حيث يمنح المعلم شهادة حضور الدورة على معدل اربع إلى خمس دورات أسبوعيا أضافه إلى أقامة دورات تدريبية للمعلمين والمشرفين ومعاهد التربية الفكرية وكلية التقنية والمعهد الثانوي التجاري في مدارس أخرى فقد بلغ عدد المتدربين في الشهرين الماضيين 1/9 حتى 2/28 9359 متدربا) . (اليوم) التقت مع رئيس البرامج والتدريب التربوي بتعليم الاحساء الأستاذ عبداللطيف العبداللطيف . ذكر أن الدورات التعليمية للمعلمين أنما تهدف إلى تنمية وتطوير معارف ومهارات واتجاهات المعلمين المتدربين لمواكبة التطور العلمي وتحسين عمليتي التعليم والتعلم وتوفير الوقت والجهد والمال أضافه إلى أنها تسعى دائما على رفع كفاءة المعلمين فنياً وتربوياً وإكسابهم المهارة اللازمة لتأدية المهام بيسر وسهوله أضافة إلى تنمية العلاقة بين المعلم والمشرف التربوي المتخصص للوصول إلى إيجابيات تخدم العملية التربوية، كذلك من أهداف الدورات التدريبية إكساب المعلمين الثقة بأنفسهم ومؤسساتهم التعليمية وتأهيل بعض المعلمين لشغل مهام وأعمال جديدة قبل العمل في الإدارة المدرسية مثلاً أو العمل بتعليم الكبار أو التربية الخاصة . وحول عملية التدريب وأهم الجوانب التي تناولتها البرامج التدريبية داخل قاعات الدراسة ذكر (العبداللطيف ) أنه يتم انتقاء نخبة من المتدربين مشرفين تربويين وبعض المديرين والمعلمين المتميزين في مجال تخصصهم وتعمل على شكل ورش عمل يتم من خلالها نقاش واسع بين المعلمين المتدربين لتبادل الخبرات وذلك تعزيزاً للعمل ومدهم بالطرائق التربوية الحديثة وزيادة خبراتهم الإبداعية أضافه إلى مناقشة وطرح الموضوعات التربوية والطرق الحديثة في التعليم والعلاقات الإنسانية والمهارات الإدارية التربوية ومفاهيم وأسس الجودة في التعليم والأنشطة الطلابية ومناقشة مشاكل المواد الدراسية أضاف إلى مناولة موضوعات تعليم الكبار والتربية الخاصة . وسئل العبد اللطيف .. هل تلبي تلك الدورات كفايات المعلمين من احتياج العمل في ميدان التعليم في المحافظة ؟ قال : نتوقع بإذن الله أن تلبي هذه البرامج التدريبية حاجات المتدربين الفعلية نظراً لأن هذه البرامج تم تصميمها وفق احتياج فعلي لشاغلي هذه الوظائف من خلال الأخوة الزملاء المشرفين التربويين في الإدارات والأقسام وبالتنسيق مع قسم الاحتياج بالإدارة. @ لماذا لا تكون تلك الدورات مفروضة على المعلم بدل كونها أمرا اختياريا، لا سيما وجود معلمين بحاجة ماسة إلى زيادة خبراتهم التربوية ؟ ذكر العبد اللطيف: في السابق كان نوع من الغرض حضور البرامج إلا أن هذا الأسلوب غير ناجح تماما لان قناعه المتدرب في حضور البرنامج أهم عناصر نجاح العملية وتحقيق الأهداف الموجودة منها ولذا فأن أمر الترشيح يكون بين المعلم نفسه وبين المشرف التربوي المختص ومتى ما رأى أحدهما أو كلاهما ضرورة الالتحاق بالبرامج التربوية يتم الترشيح بعد قناعة تامة وبدون أي إجبار . وأضاف الأستاذ عبد اللطيف العبد اللطيف .. أن المعلم يحتاج إلى البرامج التربوية وضرورة الالتحاق بها ليس بمعدل قصور في أدائه أوضعف في كفاءته بل يحضر الجميع من متميزين ومقصرين بهدف صقل مهاراتهم وإثراء البرامج بالأفكار والإبداعات المتميزة وقد أثبتت مشاركة الفئات نجاحاً باهراً للبرامج والدليل وجود معلم ( أ. خالد الربيع ) حاصل على شهادة الماجستير والآن يحضر الدكتوراة وهو يتدرب مع المعلمين فهل هو قاصر فعلاً . أما عن الخطط المستقبلية في تطوير عملية التدريب التربوي فذكر العبد اللطيف أنه بفضل من الله ثم بالدعم الكبير من وزارة المعارف وإدارة التعليم بالمحافظة تم توجيه العديد من الأفكار والتطلعات المستقبلية لتطوير عملية التدريب التربوي ، ومن هذه الأفكار تم توقيع عقد مع إحدى المؤسسات الوطنية للتدريب وتنفيذ مركز مجهز بكافة المستلزمات بأحدث الوسائل على موقع متوسط بين الهفوفوالمبرز ، كما سيتم استضافة مدربين عالميين عن طريق القطاع الخاص إضافةً إلى أننا في توجه إلى فتح مركز ثالث يخدم المعلمين في القرى الشرقية من المحافظة لفك خناق ازدحام المعلمين حول مركز الدورات التربوية . ونحن نعيش السنة الثالثة من تلك الدورات ولله الحمد جميع المؤشرات في تزايد مستمر إلى الإيجابية. ودائماً ما نقع في إحراج من قبل العدد الهائل من إقبال المعلمين وبمشيئة الله سوف نضع آلية لتطوير عمليه القبول وفتح مراكز إضافية أخرى. تطوير سياسة التعلم وذكر مدير التدريب التربوي في مدرسه صلاح الدين الأيوبي الأستاذ صالح النصر: إننا نعمل هنا على سد الفجوة بين عمليات الأعداد ومتطلبات التعليم بين الممارسات الميدانية وتزويد المدرسين الجدد في مختلف التخصصات والمراحل وإطلاعهم على الأساليب والطرق الحديثة . كما تسعى الدورات التدريبية التربوية للمعلمين إلى تطوير سياسات وأساليب العمل التربوي بهدف صقل المهارات ووصولاً إلى غايات تحسين مستوى الأداء, وتواكب هذه العمليه تحديد الاحتياجات التدريبية للعاملين في السلك التعليمي وفي المستويات الإدارية المختلفة. وأضاف النصر: نحن نعيش في عالم تحولات متسارعة وقفزات حضارية وتقنية مذهلة يستحيل معها استيعاب هذا التحول دون تنمية الطاقات بالتدريب والتنمية المستمرة والمقننة بدقة والاستجابة لهذه العوامل التي يتميز بها عالم اليوم في الثورة التكنولوجية والمعلوماتية التي جعلت من العالم قرية صغيرة يفرض التعامل معها بشكل يؤدي إلى النهوض بأداء المعلم والسعي إلى صقل مهاراته وتنمية قدراته للصعود إلى سلم التطور التربوي . الدورات التربوية إثراء للعمل الإرشادي ناصر سعد القحطاني.. المرشد الطلابي في مدرسة المثنى بن حارثة الابتدائية والمتدرب في مركز التدريب التربوي بمدرسة صلاح الدين الأيوبي يقول: هذه الدورات التدريبية دائماً تعمل على إكساب مهارات جديدة وذلك لمواكبة التطور التربوي في شتى العلوم فالدورات هذه تساعد في عمل الإرشاد الطلابي بدراسة أهم ماتم طرحه من سبل وطرق العلاج السليم لحل مشاكل الطلاب والرقي بمستواهم التعليمي والسبل المثلى في التعامل مع الحالات المتغايرة والمتنوعة لدى الطلاب فأنا أعيش في فرق كبير بين أدائي سابقا والآن بعد التحاقي بالدورات التدريبية . الدورات إكساب معرفة جديدة عبد الله سعيد الزهراني .. المعلم بمدرسه عقبه بن نافع الابتدائيه والمنسق للدورات التربوية في المدرسة يقول: ان الهدف الأساسي من وجود الدورات التدريبية هو تطوير عمل المعلم وذلك عن طريق إكسابه بمعرفه جديدة للوصول إلى مستوى أفضل في التحصيل الدراسي وبحكم التحاقي ب 21 دورة تدريبية فأنها تعطي وتثري همة المعلم بمعلومات وأساليب تربوية غير موجودة تماماً في سلك التعامل العام داخل المدرسة وخارجها كما تعطي فرصة التعامل وتبادل الآراء بين المعلمين بنقد المشكلة التي يعاني منها المعلم في الساحة الميدانية ومناقشة علاجها . إضافة إلى اكتساب معارف وطرق حديثة وربط المعلم بالطالب عن طريق طرح أساليب مثالية تربوية بمثابة جرعة منشطة للمعلم لتجديد عطائه ونشاطه في سبيل خدمة ورفع مستوى أبنائنا الطلاب. خطوات إيجابية نحو التعلم جعفر صادق البوحسن المعلم في مدرسة العز بن عبدالسلام المتوسطة ورائد النشاط بها الذي خدم 11 سنه في السلك التعليمي يقول : في بداية التحاقي بالتدريس كنت مزعزعاً بعيداً عن أساليب التربية الحقيقية وقد تصادفني بعض المشكلات داخل الميدان ولكن ولله الحمد بعد التحاقي بالدورات قفزت إلى خطوات ايجابية نحو التعليم والتربية وأصبحت قريبا منها في إحياء الدور القيادي للمعلم في جميع المجالات ولا ننسى أن الدورات تمنح تفاعلاً ايجابيا إلى الارتقاء ببرامج النشاط الطلابي حيث تنمي أفكارهم مما ينعكس على الطالب والمدرسة . الدورات تخدم متعلمي الإعاقة جميل إبراهيم البخيتان المشرف التربوي بمعهد الأمل الابتدائي للصم والمقيم بالمعهد يقول : تعتبر هذه الدورات نقله نوعيه لإثراء خبرات المعلمين خاصة في مجال الإعاقه السمعية فنحن معلمي المعهد من الضروري لنا حضور هذه الدورات التي تخدم مجال العمل التربوي في الإعاقة السمعية أو البصرية أو النطقية فالعام الماضي مثلا استحدثت 1500 إشارة للغة الصم جديدة معتمدة على مستوى عربي فمن الضروري على كل معلم مختص حضور تلك الدورات للتعرف عليها . وهذا لا يعني أن لا نحضر دورات أخرى تمس الأمور التربوية وعلاقة المعلم بالطالب لاسيما أن هذه الفئة من المجتمع تحتاج الى جهد اكبر من قبل المعلم وعناية اكبر من غيرها فهذا النوع من التعليم لايمكن فصله من الساحة التربوية مطلقاً. الدورات تطبيق فعلي للواقع وأضاف الأستاذ هاني محمد الخرس المعلم بثانوية المبرز ومشرف إدارة الجودة الشاملة في المدرسة الذي حضر أكثر من 18 دورة تدريبية يقول : نحن كمعلمين درسنا الكثير من أمور التربية في الجامعات والكليات لكن مع الأسف الشديد لازالت تحاكي الكتب والأوراق فقط فهي بعيدة عن الواقع الفعلي والعملي التربوي في مدارسنا لكن ما وجدناه في الدورات هو بالفعل تطبيق لما نراه في الساحة التعليمية من ايجابيات ومشاكل يتم علاجها على شكل ورش عمل وليس محاضرات يتم تلقيها من جانب واحد فورش العمل يمكن الاستفادة منها للحضور جميعاً وليس من جانب المحاضر فقط وعن طريقها يتم تبادل الآراء والخبرات للوصول إلى نقطة ايجابية . العمل المتميز شعار المتدرب وتحدث الأستاذ سعود بن محمد الخليفة وكيل مدرسة صلاح الدين الابتدائية عن الوضع الملموس للمعلمين المتدربين داخل المدرسة يقول : الفرق واضح وجلي فالمعلم الذي سبق له اخذ دورة تربوية نلاحظ فيه العمل المتميز والأقدام نحو الارتقاء بالعملية التعليمية بأحدث وسائلها إضافة إلى ازدياد نشاطه في الميدان العملي .. والدليل على وعي المعلم تجاه فائده هذه الدورات بالرجوع إلى 20 سنه تقريباً نجد أن حضور الدورات التربوية مقابل مردود مالي ومع ذلك فالحضور قليل , أما اليوم يفتح مجال التسجيل في الدورات التربوية وتفاجأ بأن عدد الاحتياط يفوق عدد المسجلين وهذه لها أسباب متعددة منها القناعة الذاتية للمعلم وإدراكه لأهمية التعليم وأهدافه والمعلم يلاحظ الفرق الكبير في حضوره للدورة التدريبية في رفع كفاءتة وقدراته . تعلم لغة الصم ركيزة تربوية أما الأستاذ صالح سعد بوسعد الجميعه معلم لغة إشارة ومترجم معتمد في المحافظة يقول: أصدرت جامعة الدول العربية القاموس الإشاري الموحد للصم والذي يحتوي على 1500 كلمة جديدة فهي تعتبر لبنة جبارة في تعليم الصم وبحكم حضوري للعديد من الدورات في هذا المجال مثل دورة لغة الإشارة في الأردن وحضور مؤتمر الاتحاد الدولي في مملكة البحرين أقوم بتدريس تلك الإشارات الجديدة لمواكبة الجديد في مجال الصم الذي يعتبر ركيزة تربوية لا يمكن فصلها عن أي مجال أعاقة سواء كانت سمعية أو نطقية فجميع المعلمين الذين حضروا هذا البرنامج ( تعليم لغة الإشارة ) يحبون التزود من هذا البرنامج بسبب ارتياحهم التام إضافة إلى انه سهل عليهم مهمة التعليم لأهميتها في إكمال التعليم التربوي بالنسبة للعاملين في تعليم الصم والبكم وهذه الدورة تعتبر فريدة من نوعها على مستوى إدارة التعليم في المملكة .