** عندما تبدأ المدارس الابتدائية الأهلية في استقبال الاطفال الجدد مع مطلع العام الدراسي القادم.. سوف تبدأ مرحلة مهمة.. وجديدة في العملية التربوية التي ستطبقها وزارة التربية والتعليم لأول مرة.. ** فالطلبة الصغار.. ** وفي السن الواقعة ما بين السادسة والتاسعة.. وهي سن (التكون) و(التأسيس) المعرفي.. والعاطفي.. والاخلاقي.. والنفسي.. والاجتماعي.. ** سوف يجدون أنفسهم امام (معلمات) يمنحونهم الكثير من الحب.. والعطف.. والرعاية.. والاهتمام.. والاحساس بطفولتهم اكثر بكثير مما يمنحهم اياه (مدرس) مهما بلغ من الخبرة.. والقدرة.. والشعور بالأبوة.. تجاههم.. ** فما بالنا ان اكثر من يتصدون – في العادة – لمهمة التدريس في هذه المراحل هم من الشباب القادم إلى الحياة .. والمتخرج في الجامعة لتوه .. والمشغول بنفسه.. وبطموحاته.. وبذاته.. ** ولا شك ان هذا التوجه التربوي الذي سبقتنا إليه دول وشعوب عربية وإسلامية كثيرة في هذا العالم سيوفر أرضية تربوية جيدة وملائمة.. لصناعة جيل جديد.. ننتظر منه الكثير.. ونعقد عليه الآمال في ان يصبح جيلاً خلاقاً.. لا مشاكل عاطفية أو تربوية أو نفسية لديه.. بل ان كل حواسه.. وقدراته.. ومشاعره موجهة لبناء عقله.. بناء جديداً .. يقوم على الثقة بالنفس.. وتنمية الشخصية المستقلة.. والقادرة على الحوار والتعبير عن الذات.. واستخدام العقل.. والنفاذ إلى مرحلة التحليل والتفسير للاشياء والقبول أو الرفض لها.. والميل إلى الاعتدال والتوازن بعيداً عن العقد او الاختلالات العاطفية الضارة.. ** ولست هنا بصدد تفنيد مزايا اسناد عملية تدريس اطفالنا إلى سيدات فاضلات فهي كثيرة.. ومتعددة.. وعرضت لها وسائل الاعلام بتوسع كافٍ.. ** ولكنني – في الحقيقة – بصدد الاشارة (أولاً) إلى الفكر الجديد الذي تدار به العملية التعليمية والتربوية في الوقت الراهن.. مراعية في ذلك نواحيَ علمية وتربوية بحتة.. ومركزة على هدف اسمى هو .. بناء الانسان على اساس سليم ومستقل.. وقادر على العطاء والحركة والتفاعل مع ما حوله .. ومستغل لقدراته العقلية باستثمار أمثل.. بحيث يسهم في تحمل واجباته ومسؤولياته الوطنية بكل كفاءة واقتدار.. ** وبما ان وزارة التربية والتعليم.. قد اختارت هذا المنهج في تعاملها الحضاري مع العملية التربوية.. وأخضعتها لقواعدها العلمية المجردة.. لتؤسس بذلك جيلاً قادراً على تحمل تبعات النمو المتزايد الذي تشهده البلاد.. وتنطلق معه إلى عصر المعرفة بكل قوة ، فإنني لا استبعد ان تحقق هذه الخطوة الجديدة بإسناد عملية تدريس طلبة الصفوف الثلاث الأولى في المدارس الاهلية إلى مدرسات.. إلى امهات.. إلى سيدات يملكن كل الخصائص والقدرات المطلوبة لإغناء العملية التربوية وتحقيق النجاح المطلوب.. وبالتالي يتم سحبها على المدارس الحكومية أيضاً.. ** ذلك أن الهدف هو صناعة جيل جديد.. تتوفر فيه خصائص ومواصفات الانسان القادر على التفكير الصحيح.. والعاطفة المتوازنة.. والقدرات الخلاقة.. ** غير ان نجاح هذه البداية الجادة ولا أسميها التجربة.. يظل مرهوناً بمدى توفر العوامل التالية : 1- اختيار سيدات مؤهلات تأهيلاً عالياً.. لا يقل عن درجة الماجستير أو الدكتوراه.. وتتوفر لهن الخبرة التدريسية الكافية.. بالاضافة إلى الشخصية التربوية القادرة على إحداث الفرق في العملية التعليمية.. 2- توفير الآليات الدقيقة لمتابعة مستويات الاداء سواء من قبل الادارة المدرسية.. او من قبل ادارات التعليم.. او من قبل الوزارة نفسها.. ومعالجة أي اختلالات مبكراً.. 3- التأكد من اجراءات الاختيار للمدرسات المكلفات بهذه المهمة سواء من الداخل أو الخارج.. وسلامته .. مع ضمان إعطاء الرواتب والاستحقاقات الكفيلة باستقطاب سيدات فضليات ومؤهلات وقادرات على النهوض بهذه المهمة على أكمل وجه.. ** وفي كل الاحوال.. ** فإن الخطوة عظيمة.. والأعظم منها ان نمضي ونتوسع فيها.. ولا نقف بها عند هذا الحد. *** ضمير مستتر: **(هناك من يصنعون المستقبل لأوطانهم.. بوعيهم.. وبقدرتهم على مواجهة الصعاب والتحديات بإيمان وبقوة).