نحن نعلم جميعا ما للإبل من مكانة لدى العرب ونعرف جيدا كم تنافس الشعراء بوصفها وتغنوا بجمالها وتفاخروا بها. فيكفيها شرفا أن أمرنا الله عز وجل بالتأمل بخلقها فأمرنا بالنظر الى الإبل كيف خلقت.. ويكفيها مكانة ان كانت هي معجزة نبينا صالح عليه السلام.. كما يكفيها عزاً أن سميت إحدى معارك المسلمين باسمها فكانت معركة الجمل التي بطلتها أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.. ونعلم ايضا كم شاطرت هذه الحيوانات أجدادنا أعباء الحياة فقربت بعيدهم وأشبعت جائعهم وساعدتهم على قسوة المعيشة التي لا ترحم. وفي هذا العصر الذي انقلبت فيه نواميس الحياة رأسا على عقب فقد تحول ذلك الحيوان الصبور الوفي الجميل الى حيوان عدواني بل وإرهابي وذلك برمي نفسه امام السيارات وأيا كانت النتيجة فلا يبالي اتزهق حياته؟.. أو يعش بعاهة ابدية؟.. او يشتريه من حضروا الحادث ويتقاطعون لحمه؟.. كل ذلك لا يعني له شيئاً المهم هو عدد الوفيات والإصابات فكم من شاب وشابة وأم وأب وأخت وأخ وحبيب وصديق ذهبوا في لمحة بصر بسبب تهور وسفاهة وإرهاب بعير طائش. البعير الإرهابي يتسم بشيء من الغباء والسفه وإلا لو فكر ولو للحظة قبل تنفيذ جريمته لما فعل ما فعل.. فلو فكر لماذا يعبر الطريق وجانباه متماثلان بالعشب والكلأ!! لادرك أنه لا فائدة من العبور.. والذي يحيرني هو أن هذه البعارين لا تنام الليل فمعظم حوادثها ليلا في غفلة من المساكين قائدي السيارات وبما انه كما يقال إن نوم الظالم عبادة فمن المفترض أن ينام هذا الإرهابي ليكف شره عن الناس.. ولذلك فإنني اقترح من ضمن الحلول لمشاكل الإرهاب البعاريني هو أن يُدَسّ السم بالعسل أي أن يوضع في الشعير مادة منوّمة حيث ينام بعد عشائه ويترك الناس وشأنهم خصوصا أن الشعير لا يستخدم في وقتنا الحاضر للإستهلاك الآدمي. فيا معشر البعارين.. اما سلام يعم الجميع ويسود الأمن على طرقنا وإلا فإن الحرب بيننا وبينكم!!.