مراسل أي صحيفة أو مجلة، يحرص على تزويدها بأحدث المواضيع والأخبار والنشاطات التي تحصل في محافظته، وغالبيتهم يحرص على تكوين علاقات حسنة مع منسوبي المؤسسات والدوائر الحكومية لتكون له الأولوية في الحصول على الجديد، وهذا من حقه حتى وإن كان ذلك سيؤدي إلى ان تنحصر مهمته في تسجيل اسمه على المادة الصحفية التي أعدتها وصاغتها العلاقات العامة بتلك الدائرة أو المؤسسة أو النادي، كما هو حاصل من قلة من المراسلين، الذين لا يريدون ان يبذلوا جهداً، مما يجعل القارئ المطلع يلاحظ الخبر نفسه بتفاصيله وحروفه وكلماته في أكثر من جريدة، ويكون الفرق الوحيد في اسم المراسل، ولا اعتراض لي على ذلك، إنما اعتراضي هو على ان القلة منهم أيضاً يقدِّم مصلحته الخاصة على المصلحة العامة، فالصحيفة مثلاً تكون وضعت كامل ثقتها في المراسل، ليكون عينها التي ترى بها كل النشاطات والفعاليات الثقافية والاجتماعية والرياضية والاخبارية التي تكون بالمحافظة، وأيضاً عينها التي تسلّط على أوجه التقصير والاهمال التي قد تقع في المحافظة، بل لكي يكون لسان المواطن الذي يتحدث به عند رغبته في الشكوى وإبداء الملاحظات حول جهة من الجهات الحكومية أو الأهلية، إلا ان البعض منهم يتناسى ذلك ولا يقيم لذلك الأمر الجوهري وزناً أو قيمة، خشية من ان يغضب عنه المسؤول، فيحجب عنه الأخبار المجانية والمنافع الخاصة، مما يضطر المواطن إلى ان يطرق صفحات القراء في الصحف، لإيصال صوته بعد ان يئس من ذلك المراسل، وهم وإن كانوا قلة إلا انهم موجودون في الساحة، ولا يمكن إنكار ذلك فأصابع اليد الواحدة لا تتساوى.. فكيف بالناس؟!! ومما يؤكد ذلك انه عند حدوث خلاف بين ذلك المراسل، وبين تلك الجهة التي كان يمتدحها أو التي لم يكن يتعرض لها، يتحول ذلك المراسل إلى عاصفة هوجاء تقتلع الأخضر واليابس، فتجده ينقِّب ويبحث عن العيوب والمثالب التي مضت عليها سنوات، دون ان ينقلها لمطبوعته، بل يتجنى في بعض الأحيان في سبيل تحقيق مآربه، مما يجعل القارئ يتساءل أين ذلك المراسل كل تلك السنوات، ولماذا لم يحاول تقديم تلك الحقيقة قبل ذلك، لتكون الاجابة حاضرة في قول الشاعر الحكيم: وعين الرضا عن كل عيبٍ كليلةٌ كما أن عينُ السخطِ تبدي