تلقيت اتصالا من أحد مديري الدوائر الحكومية بالمحافظة ، وسألني عن رقم هاتف لأحد الزملاء ، فقلت له : أني ظننت أنك اتصلت بسبب الخبر الذي نشرناه في "الخرج اليوم" ، فرد عليّ بكل بطولة : "أنا لا أقرأ لصحيفتكم" للتوضيح إدارته ضمن الإدارات التي توجه لها صحيفتنا والمواطنين الانتقادات الهادفة البناءة فأردف قائلا : "أنت لا تقرأ لصحيفة كذا وكذا" وذكر إحدى الصحف التي تشتهر بتلميع مديري ورؤساء الدوائر الحكومية ، وأضاف : "هل شاهدت الاحترام والتقدير لما نبذله من جهود لصالح البلد" ، عندها لا أدري لما سألته : "أيرضيك هذا؟" فقال : "نعم" بعدها أنهيت المكالمة . سرحت بعد المكالمة بعيدا ، وفكرت كثيرا ، لأني أعرف معدن هذا الرجل أنه طيّب ، لكن ما حدث هو بسبب أمر آخر ، ألا وهو ما أفرزه الإعلام الرخيص قديما ، ولا يزال يورث جيلا بعد جيل ، وقاعدته الأولى : "الدائرة الحكومية التي لا تحتاجها في مصلحة ، أو لا تحصل على إعلان منها في صفحة من صحيفتك .. أنساها ولا تكتب لها من قريب أو بعيد" ، والقاعدة الثانية : "النقد هو للناجحين الذين لا يتعاونون مع الصحيفة ، ولا يدعون المراسلين للمآدب ، ولا يسلمون الدروع ، ولا يعلنون في الجريدة" ، والقاعدة الثالثة : "مصلحتي الشخصية أولا ، ثم مصلحة صحيفتي ، ثم أخيرا وقد لا يهم .. مصلحة البلد" . قد اتهم بالمبالغة لكن والله أنك تصدم عندما تقرأ خبر يهنأ أحد المديرين على نجاحه في تسيّر أمور دائرته ، وقضاءه على كذا وكذا من الظواهر المزعجة للمواطنين ، والناس كلهم يعرفون ويشاهدون بأعينهم أن هذا لم يحدث ، والظاهرة المزعجة لا تزال ولم تعالج ، وهذا المدير لم ينجح في حلها ، فكيف يكتب الكاتب كذبا ، ثم يصدّقه المسئول ليصبحان هما فقط الذين يصدقون الكذبة . وليت الأمر ينتهي عند هذا الحد ، بل إذا كتب مقال أو خبر يوضح خطأ معيّن عن إحدى الدوائر الحكومية ، انهالت الاتصالات على هذا المدير من بعض من خانوا أمانة الصحافة ليقول للمدير : "أرأيت ماذا كتب عنك فلان ، والله انه يقصدك ، ويريد أن يهز ثقة الناس فيك ، وثقة المسئولين" ، ثم يزيد وقد يحلف : "أنا سمعته يقول عنك : (أوريّك) فيه" . للأسف هذا ما يحدث في إعلام الخرج ، ودعني أزيد : تجد الصحيفة مقصرة جدا في نشر أخبار المحافظة ، فلا ترى اسم الخرج إلا ما ندر ، وفي خبر قد لا تراه إلا بالمجهر ، وقد اختزل حتى تبقى سطرين ، ولا ندري ما السبب ؟ هل هو عدم تقدير لإدارات هذه الصحف لأكبر محافظة بمنطقة الرياض بعد العاصمة ؟ أو عدم تقدير لهذا المراسل الذي لم يحرص هو على محافظته ليحرص عليها غيره ! ودعني أزيد الطين بللا .. فعندما يخرج مراسل نشيط غيور على الخرج ، ويبدأ بالمراسلة لإدارات الصحف في أصولها في الرياض أو الشرقية أو الغربية متجاهلا مكاتب الخرج ، فإنه بذلك قد وقع في المحظور الذي لا كفارة له ، وتعلن عليه الحرب بأي وسيلة كانت . نعم للأسف هذا واقع إعلامنا في الخرج ، ولكي لا أظلم ، فقط أوضح أنه يوجد القلة القليلة ممن وهبوا أنفسهم لإبراز محافظتهم ، لكن الأغلبية جعلتهم لوحدهم ، كما لا أنسى الصحافة الالكترونية الحديثة ، والتي أبرزت المحافظة ونشاطاتها ، حتى أصبح في الخرج ما يزيد على 8 صحف تحمل اسم الخرج ، إضافة للمنتديات التي لا حصر لها . وقبل الختام .. أود أن أعتذر لسيدي صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن ناصر الذي يعلم أنني أحبه ، وأحب الخرج ، رغم أني لست من أهلها ، لكن ما دعاني للكتابة خمسة أسباب : أولا – محافظتنا اكبر محافظة بمنطقة الرياض بعد العاصمة الرياض ، ولم يقدّم ما يليق بها . ثانيا – أكاد اجزم أن محافظتنا تنفرد بكثرة الفعاليات والمحافل ، يكاد لا يمر أسبوع إلا وبه ندوة أو محاضرة أو معرضا ، أو مهرجانا ، أو دورة ، أو تدشين ، وهذا بفضل الله ثم بتشجيع سمو محافظ الخرج . ثالثا- كثرة المشاريع التنموية في جميع المجالات ، والني لم تأخذ حقها في الإعلام ، والكثير من الأهالي لا يعلمون ابسط ما يفتخرون به من الانجازات . رابعا- رغبتنا في أن نرى اسم الخرج عاليا بحق في كل الصحف ، وفي أولى الصفحات ، وبأجمل حلة وأبهى لون . خامسا- عندما بدأنا في "الخرج اليوم" إيجاد إعلام خرجاوي جديد شعاره (الخرج أولا) قبل كل شيء ، وقبل كل المصالح ، وقبل التطبيل . وبحمد الله استطعنا رغم الأخطاء والنقص أن نفعل الكثير ، لكن اتهمنا بالإفساد ، ومحاربة النجاح ، وتسليط الضوء على العيوب ، واسقاط اسم الخرج . مع العلم أن "الخرج اليوم" هي أول من أبرز مديري ورؤساء الدوائر الحكومية على حد سواء ، فالبعض لم يكن يعرفه أحد وهذا ليس عيبا فيه لكن كما ذكرت : لا مصلحة لديه . ختاما .. ستسير "صحيفة الخرج اليوم الالكترونية" كما بدأت نحو هدفها ، وقد حظيت أولا بدعم سيدي سمو محافظ الخرج ، وحظيت أيضا متابعة من مكتب سمو أمير منطقة الرياض الأمير سلمان بن عبدالعزيز ، وهذا ليس غريبا على قادتنا وولاة أمرنا ، والذين لا يرضون إلا بما ينفع الوطن ويعلي شانه مهما كان الثمن . وهنا أطلب طلبين : الأول – عقد لقاء دوري للإعلاميين بالمحافظة ، يقدم فيه كل الخطط والاستراتيجيات والأهداف للجهات الإعلامية . الثاني : إعادة تقييم عمل مكاتب الخرج ومراسليها ، ليبقى الأفضل والأصلح ، والسماح للشباب الدخول فيها وتطويرها . كتبه المقصّر في حق محافظة الخرج سعود بن عبدالله الضحوك