المرء مرآة أخيه بلا شك، ولكن: ألست تفاجأ أحياناً بمرآة لا تنقل الحقيقة كما هي؟ وإنما تزيد من انطباعاتها الشخصية على الشخصية التي أمامها، حتى تخرج الصورة في النهاية على غير الحقيقة، وسماحة المرآة لا ترى في ذلك بأساً؟ فقد يراك أخ لك عدوا لدودا؟ في الوقت الذي فيه يراك أخ غيره صديقا حميما؟ تماماً كما قال الشافعي: «وعين الرضى عن كل عيبٍ كليلة * ولكن عين السخط تبدي المساويا» فهل الخلل في المرايا؟ أم في الشخصية التي تتلوّن كالحرباء؟ وتتشكل حسب ما تقتضيه المصلحة؟