من الشعراء الشعبيين الذين أجادوا في فنون الشعر الشعبي، الشاعر والراوي الأستاذ ناصر بن عبدالله المسيميري من محافظة الرس، وهذه نماذج من أشعاره في مختلف فنون الشعر. يقول في إحدى قصائده الوطنية: يالله طلبت اهداك يا خير الدليل يا خيِّرٍ كل الخلايق في رجاه طول بعمر اللي بحكمه ما يميل اللي حكم بالحق والمولى هداه ياربعنا شيالة الحمل الثقيل صبيان حزم تزيِّن اللي نصاه مستارثين الجود جيل بعد جيل قولٍ بلا برهان عيبٍ من حكاه يوم الحرايب بالفرنجي والفتيل واجدادهم قد ردوا الطاغي وراه إلى قوله: وإلى قعدعن ربعته خطو الذليل خله مع الخفرات غبن اللي غذاه لا جا نهار الكون فالصامل قليل كم واحد بالكون ما يسوى عشاه ومما قال في الحكمة اخترت لك هذه الأبيات الجميلة: الناس عندي تختلف في غلاها لو كنت بعض أيام أجامل واساير ربعي واميّز طيبها من رداها وافرق غثيثه من نقي السراير ناس إلى زعلت ندوِّر رضاها وناس إلى زعلت نسوق البشاير وفي الغزل اخترت هذه الأبيات من قصيدتين احتوت الأولى على مفردات شعبية بحتة، والثانية انتقى فيها شاعرنا المفردات الجميلة الراقية، يقول في الأولى: يازين لا تزعل ولو عنك صديت ولا يكدر خاطرك كثر صدِّي لا تحسب إني من معاشرك مليت وإلا عيوني يم غيرك تلدي ودي بشوفك كل ما اصبحت وامسيت وودي وإلى جدك قريب لجدي لاشك ما جت لي على ما تمنيت شي نحاني غصب ما هو بودي وفي الثانية يقول: أنا ابيك تفهم كلمة الحب وش معناه تذوق طعم معناه واتحدد ابعاده تخيل وترسم كل ما يعترض مبداه تصور شقا درب المحبين واسعاده على شان ما ترجع إلى صرت بالمثناه يموت الهوى العذري في عيد ميلاده أما بالنسبة للمساجلات فللشاعر الكثير من المساجلات مع مجموعة كبيرة من فطاحلة الشعر الشعبي يقارب عددهم الثلاثين ومنهم على سبيل المثال لا الحصر الشاعر الكبير عبدالرحمن العطاوي، وكذلك شاعرنا العزيز بدرالحويفي، وعبدالله السلوم، والشاعر القدير عبدالله بن نايف بن عون، وعلي القري وغيرهم من كبار الشعراء، هذه المساجلات التي أثبتت شاعرية الأستاذ ناصر بالرغم من أنه يقول عن نفسه بأنه راوٍ وليس شاعراً وأن الرواية أقرب إليه من لقب الشاعرية، وأنا أقول من يساجل مثل هؤلاء الشعراء وغيرهم من كبار الشعراء يستحق لقب الشاعرية وإن نفى ذلك عن نفسه. ومن هذه المساجلات اخترت لك أبياتاً من مساجلة بينه وبين الشاعر القدير عبدالله السلوم. يقول ناصر: ألا يا ملى قلب كل ما جا الليل جاه اهموم كما النيشان قلبي للهموم اللي يصوعنه اهوجس واتنهت والتنهت عادت المظيوم واعض شفاي بسنوني غصب واجاذب الونه إلى قوله: أنا انشد وتنشد والإجابة عند ابن سلوم وأنا عندي خبر عسرات الاريا ما يعسرنه علام الحر الأشقر بالخضيرا ما يدير الحوم ولا يرفع جناحه للحباري لو يمرنه وهو باللي مضى ما ظن بالي صيرم ملحوم أنا مدري هزل وإلا الليالي غيراً ظنه وهذا جواب عبدالله السلوم: ألا يا مرحبا ترحيبة المكلوم للمكلوم رفيق يعجب الفاهم إلى منه سمع فنه رفيق واضحٍ معناه من جنس الدرر منظوم سما قلبي لتقديره ونفسي منه ممتنه إلى قوله: هوى ها الوقت يا ناصر يشادي وردة اليشموم لطيف ريحها بس المرارة فيه مكتنه وإذا تسأل عن أخباري فلاشي عنك مكتوم أنا قلبي يتوق ولكن أضلاعه يردنه على ما قال راع السالفة يالوعة المحروم يشوف الماء بعينه مير صدفات يصدنه الأشغال الكثيرة واختلاف الظن والمفهوم من اسباب ابتعادي عن طريق النار للجنه ومن المساجلات أيضا هذه المساجلة بينه وبين الشاعر القدير عبدالله بن نايف ابن عون. يقول ناصر: يامحمد الغزلي على ما يقولون بين الرفاقة ما تضيع الجماله أبيك حيث إنك على السر مأمون توصل لابونايف خفيف الرساله ارسالة فيها سلام لابن عون إعداد ماهل المطرمن خياله واحلى من السكر بكاس يصبون عليه دَرْ المصْفِرأم الشماله إلى قوله: ما نيب من شعارنا اللي يعدَّون استغفر الله من غرور وجهاله لاشك بي جرح من العام مدفون ومثله لمثلي ما تقصر اسباله جرح الرموش العكش فيها يحيرون ولا اظن جرح الحب جيب الدواله وهذا جواب ابن عون على شاعرنا: يا محمد الغزلي لو الناس يقدون كلٍ جعل لك مسهم من حلاله حيثك من اللي بالملازيم يافون لو غاب عنا ما يغيب اتصاله يوم المسيميري برى حاله الدون واشتال شيله من عيون الغزاله زهم عليك وقلت حاضر وممنون واوصلت حامض علمه اللي شكاله لاشك يا كثر المحبين يشكون الله لا احد ما هو بناصر لحاله إلى قوله: منه الدجيما راح ما سيق به لون والشمري كل درى عن حواله وابن الملوّح عقب ما صار مجنون العامرية هي سبايب هباله ومن المساجلات هذه المساجلة بينه وبين الشاعرالكبير على القري رحمه الله عندما بعث القري بقصيدة إلى محافظ الرس يشكتي فيها ولهذه القصيدة قصة طريفة لا يتسع المجال لذكرها. يقول القري في قصيدته: يا وِلْد عساف يا قرم المناعيري يا صلك خطي وفيه اسمي وعنواني ذالي شهر في ورود ومن مصاديري أصبح ماجاب حلقي جابه الساني أبيك تشهد على وِلْد المسيميري وسَّم غنمنا وسيْمة واحدٍ ثاني وذا خطا ما أقبله لنا ولا غيري يزعل ولو كان هو من بين الاخواني المملكة من نِشت خيرإلى خيري الأمن فيها ضرب خيمه وصيواني هو ما درى إن البلد به شيخ واميري الحق يوخذ من فلان وفلنتاني القصد أنا ما عرف كيري ولاميري بينت دعواي عندك وأنت حقاني إلى آخر القصيدة. وهذا رد المسيميري على هذه القصيدة: وراك زعلان ياريف المساييري يا مكرم الجار والخطّار والعاني ماهيب محتاجة حرب ومغاديري تنخى ابن عساف والقاصي مع الداني إن كان لك حق أبشر دون تقصيري من يمّنا ما يجيك الكيل نقصاني إلى قوله: لو وسمكم فوقها شهَّرت تشهيري ميرالغنم وسِّمه قبلي إدزيجاني إن كان لك شرهة فهي على غيري يا علي ما هو بحق منك تدهاني إلى آخر القصيدة. وفي مجال الألغاز يعتبر المسيميري شاعر الألغاز الأول كما لقبه بذلك الشاعر القدير محمد بن زبن بن عمير، ومهدي بن عيار العنزي، وقد ألف في الألغاز كتاباً سماه ألغاز وحلول والذي يتألف من خمسة أجزاء الجزء الخامس منها تحت الطبع وسيصدر قريباً إن شاء الله، وقد اطلعت على الألغازالتي كتبها شاعرنا فوجدتها تزيد على أربعمائة لغز نُشر الكثير منها في صفحة تراث «الجزيرة». وأخيراً وقبل أن أختم حديثي أذكرك عزيزي القارئ بأن لشاعرنا اسهامات في مجال التراث الشعبي فهو يكتب عنه في صحافتنا المحلية وكذلك الخليجية منذ ما يقارب من عشرين سنة قدم خلالها الكثير من الخدمات الجليلة لهذا التراث العريق ومن هذه الصحف صحيفة«الجزيرة» ممثلة بصفحة تراث، وكذلك له العديد من المؤلفات التي أثرى بها المكتبات الشعبية ومنها كتاب ألغاز وحلول خمسة أجزاء الجزء الخامس منها تحت الطبع وسيصدر قريباً إن شاء الله كما ذكرت ذلك آنفاً، وكذلك كتاب قصة مثل من جزئين، وأبيات وأماكن من جزء واحد، وشعراء ومواقف من جزء واحد أيضاً، وديوان الحرير من جزء واحد. صالح عبدالله الزرير التميمي - الرس