أبدى أعضاء قبائل «الهوية» أكبر القبائل الصومالية في الحكومة والبرلمان الانتقالي استعدادهم للتنازل عن مناصبهم لقادة الفصائل المعارضة باستثناء منصب الرئيس عبد القاسم صلاد بغية ايجاد حل للأزمة السياسية القائمة في البلاد. وأكد هؤلاء المسئولون أنهم اتخذوا هذا القرار لتنشيط عملية الوفاق الوطني المتعثرة ووجهوا نداء الى الأطراف المعنية من قادة المعارضة للعمل معاً لتثبيت الأمن في العاصمة مقديشو التي تشهد تدهورا أمنيا مريعا. واتهموا في بيان لهم الحكومة الاثيوبية بأنها عقبة أمام المصالحة الوطنية والتوصل الى تسوية شاملة في الصومال. ويذكر ان أبرز قادة الفصائل المعارضة الصومالية الذين يسيطرون على أجزاء واسعة من مقديشو ينتمون الى قبائل الهوية وهم حسين عيديد وموسى سودي وعثمان عاتو ومحمد طيري ومحمد قنيري أفرح. ومن جهة أخرى ذكر في مقديشيو ان العقيد عبد الرزاق بيحي الذي كان يقود جناح الجبهة الوطنية الصومالية الموالي للحكومة الصومالية قد وصل الى مدينة «منديرا» في شرق كينيا بعد أن أفرجت عنه عناصر من المعارضة الصومالية الموالية لاثيوبيا بعد ان احتجزته منذ أبريل الماضي عقب معارك بين أجنحة الجبهة الوطنية في شهر مايو الماضي اتهمت فيها الحكومة الصومالية القوات الاثيوبية بأنها تدخلت فيها لمساندة المعارضة الموالية لها في الصومال. وكان قد أشيع ان القوات الأثيوبية قتلت بيحي في احدى ضواحي اقليم «جيدوا» القريب من الحدود مع أثيوبيا .. ويعتبر بيحي من أبرز القيادات الميدانية الموالية للحكومة الصومالية وقد أفشل كافة محاولات المعارضة في السيطرة على مدينة كسمايو الإستراتيجية في جنوب البلاد. ونقل مراسل وكالة الانباء القطرية في القرن الافريقي عن شهود عيان قولهم ان الجنرال المتقاعد روبله حسين أحمد الذي كان يعمل في القوات المسلحة الصومالية السابقة لقي مصرعه أمس عندما أطلقت مليشيات مسلحة النار عليه في منزله شمال مقديشو. وذكر هؤلاء الشهود أن المليشيات التي تضم عددا من أقاربه كانت تطالبه في الأيام الأخيرة بشراء سيارة حربية ليستخدموها في مواجهات قبلية وهو ما رفضه روبله مما أدى الى اطلاق النار عليه في منزله ولاذ الجناة بالفرار. ومن جهة ثانية تجددت المخاوف من اندلاع القتال في مدينة «جوهر» حاضرة ولاية شبلي الوسطى الى الشمال من مقديشو وذلك بعد ان تحركت مليشيات تابعة لوزير الداخلية الصومالي طاهر شيخ ديح بصحبة 30 عربة مصفحة نحوها أول أمس لمواجهة محمد حبيب طيري الذي يسيطر على الولاية. ويتهم طيري وهو احدأعضاء ائتلاف المعارضة الصومالية الموالي لأثيوبيا وعضو البرلمان الانتقالي الصومالي سابقا الحكومة الصومالية بمحاولة الاطاحة بإدارته المستقلة في مدينة جوهر وطلب من قادة المعارضة المناوئين للحكومة مساعدته لمواجهة قوات وزير الداخلية طاهر شيخ ديح.