يتوجب على الكرة الاسيوية ان تقول كلمتها في مونديال 2002 اليوم الاربعاء عندما يخوض منتخبا الدولتين المنظمتين كوريا الجنوبيةواليابان باكورة مبارياتهما في البطولة، في حين سينتهي الانتظار الطويل لمنتخب الصين الذي يشارك في النهائيات للمرة الاولى في تاريخه. وكانت الكرة الاسيوية تعرضت لنكسة بالخسارة الثقيلة التي لقيها اول ممثل لها المنتخب السعودي امام نظيره الالماني بثمانية اهداف نظيفة السبت الماضي، ويتعين عليها اثبات انها بصحة جيدة من خلال نتائج ايجابية لممثليها الثلاثة الاخرين غدا، ووصف الامين العام للاتحاد الاسيوي الماليزي بيتر فيلا بان خسارة السعودية بانها كارثة ونكسة كبيرة للكرة الاسيوية وقال فيلابان «شاهدت المانيا تسحق السعودية بثمانية اهداف نظيفة، وكان الامر محرجا للغاية». واضاف «كان الامر رهيبا، رهيبا وبمثابة الكارثة للكرة الاسيوية خصوصا في بداية البطولة»، لكنه قلل من اهمية الخسارة في التأثير سلبا على حصول اسيا على خمسة مقاعد في مونديال 2006 في المانيا وقال «انها مباراة واحدة ولا اعتقد بانها ستضر بمطالب اسيا للحصول على خمسة مقاعد في المونديال المقبل». وطوال مشاركاتها في النهائيات، فان الكرة الاسيوية حققت اربعة انتصارات فقط عن طريق كوريا الشمالية التي حققت مفاجأة من العيار الثقيل عندما هزمت ايطاليا 1/صفر عام 1966 في انكلترا، والسعودية على المغرب 2/1 وعلى بلجيكا 1/صفر عام 1994. وايران على الولاياتالمتحدة 2/1 في مونديال 98. كوريا الجنوبية / بولندا على الرغم من مشاركة كوريا الجنوبية في النهائيات للمرة السادسة في تاريخها، فانها لم تذق طعم الفوز ابدا حتى الان، لكن الامر قد يختلف هذه المرة لان مستواها تحسن جدا في الاونة الاخيرة بالاضافة الى انها تلعب على ارضها وبين جمهورها. وتواجه كوريا الجنوبية اول اختبار لها عندما تلتقي مع بولندا العائدة الى النهائيات للمرة الاولى منذ عام 1986 وذلك على ملعب بوسان ضمن المجموعة الرابعة. وارتفعت معنويات اللاعبين الكوريين اثر تعادلهم مع انكلترا 1/1، وخسارتهم الصعبة امام فرنسا 2/3 قبيل انطلاق المونديال، وسيخوضون المباراة وهم واثقون من تحقيق نتيجة ايجابية. في المقابل، يبدو ان البولنديين يدركون جيدا مواطن الضعف في المنتخب الكوري وسيحاولون استغلالها، ويقول مدرب المنتخب جيرزي انغل: «نعتقد بان دفاع كوريا ليس متماسكا ونريد استغلال هذه النقطة بالذات». ويأمل مدرب كوريا الهولندي غوس هيدينك الذي قاد منتخب بلاده الى نصف نهائي مونديال فرنسا 98 في شفاء قلب الدفاع هونغ ميونغ بو من اصابة في ساقه تعرض لها في المباراة ضد فرنسا لانه يتمتع بالخبرة من جراء خوضه 126 مباراة دولية. وفي حال شفائه سيكون موكلا مراقبة اخطر مهاجمي بولندا النيجيري الاصل ايمانويل اولاساديبي. وكان اولاساديبي حصل على الجنسية البولندية في تموز/يوليو 2000 وساهم بشكل كبير في بلوغ بولندا النهائيات بتسجيله ثمانية اهداف في التصفيات. ويقول اولا ساديبي: «انا اثق بقدراتي على التسجيل في اي مباراة، لكن المهم في النهاية هو فوز المنتخب». واضاف «لدي بعض الخوف من مواجهة كوريا ليس لان منتخبها قوي بل لانها تستطيع ان تتأقلم اكثر مع الظروف المناخية». والمشاركة هي الثالثة لبولندا في النهائيات وقد حلت ثالثة عام 1974 في المانيا بقيادة هداف البطولة غريغورز لاتو بفوزها على البرازيل 1/صفر، وثالثة ايضا عام 1982 بفوزها على فرنسا 3/2 بقيادة مهاجمها المتألق زبيغينيو بونييك. اليابان/بلجيكا تريد اليابان تحاشي ان تصبح اول دولة مضيفة تفشل في بلوغ الدور الثاني عندما تلتقي بلجيكا في سايتاما وسط ضغوط كبيرة ضمن المجموعة الثامنة. ولن يقبل الشارع الياباني بفشل المنتخب في تخطي الدور الاول خصوصا انه يعتقد بان المجموعة ليست صعبة نسبيا مقارنة مع المجموعات الاخرى، حتى ان بلوغ الدور الثاني بثلاثة تعادلات لن يكون مقبولا لان اليابانيين يعشقون الانتصارات على حد قول مدرب المنتخب الفرنسي فيليب تروسييه.واوضح تروسييه: «لا نخاف من اي منتخب في مجموعتنا واعتقد بان منتخباتها لديها فرصة متساوية لبلوغ الدور الثاني، لكننا نملك الافضلية لاننا نلعب على ارضنا». ويعول المنتخب الياباني على صانع العابه ونجم بارما الايطالي هيديتوشي ناكاتا الذي يملك من الخبرة ما يكفي لقلب موازين المباريات في اي وقت من الاوقات، والى جانب شينجي اونو لاعب وسط فيينورد روتردام بطل كأس لاتحاد الاوروبي. ويقول ناكاتا افضل لاعب في اسيا مرتين: «سيكون الهدف الاول مهما جدا، واذا نجحنا في ذلك فاننا نكون قطعنا شوطا كبيرا لتحقيق نتيجة ايجابية». وتملك اليابان ترسانة من اللاعبين المحترفين في اوروبا والذين تعقد عليهم امال كبيرة في تحقيق نتيجة جيدة تبقى خالدة في اذهان اليابانيين مدى التاريخ في مقدمتهم حارس مرمى بورتسموث الانكليزي يوشيكاتسو كاواغوتشي، ولاعب وسط ارسنال الانكليزي جونيتشي ايناموتو. ويعاني المنتخب البلجيكي من اصابات في صفوفه ابرزها لمهاجم دربي كاونتي الانكليزي برانك ستروبار في كاحله، ومدافع شالكه نيكو فان كيركهوفن في ساقه. الصين/ كوستاريكا سينتهي الانتظار الطويل لمنتخب الصين وستدق ساعة الحقيقة امامه عندما يواجه كوستاريكا في غوانجو في مباراة مهمة لكلا المنتخبين ضمن المجموعة الثالثة التي تضم ايضا البرازيل وتركيا المرشحين لبلوغ الدور الثاني. وتعتبر المباراة مواجهة ايضا بين مدرب الصين الصربي بورا ميلوتينوفيتش وتلميذه مدرب كوستاريكا الكسندر غيمارايش ذلك ان الاخير كان في صفوف منتخب كوستاريكا باشراف ميلوتينوفيتش بالذات في مونديال 1990 في ايطاليا عندما بلغ الدور الثاني. وسيكون ميلوتينوفيتش حاضرا للمرة الخامسة على التوالي في عرس كرة القدم العالمي بعد ان حقق انجازا غير مسبوق ورقما يصعب تحطيمه اذ سبق له ان قاد في كؤوس العالم الاربع السابقة منتخبات المكسيك (86) وكوستاريكا (90) والولاياتالمتحدة (94) ونيجيريا (98)، ونجح في قيادتها الى الدور الثاني على اقل تقدير، ويأمل ان تستمر نجاحاته مع المنتخب الصيني هذه المرة.وتشير الاحصائيات الى ان نحو 700 مليون نسمة سيتابعون المباراة في الصين وحدها، كما انه نظرا لقرب الصين من كوريا. فان المنظمين يتوقعون وجود نحو 40 الفا من انصار المنتخب خلال المونديال.ويقول قلب الدفاع الصيني لي وي فينغ: «يعتبر منتخب كوستاريكا قويا ويضم لاعبين ممتازين لكننا واثقون من انفسنا». وستكون مهمة فينغ مراقبة اخطر مهاجمي كوستاريكا وهو باولو وانتشوب.ويقول لاعب الوسط لي جياو بينغ الملقب ب«بيكهام الصين» نظرا لدقته في التمريرات: «كأس العالم حفلة كبيرة لم يسبق ان شاركنا فيها، وبالتالي علينا ان نستفيد من هذه الفرصة».وتأمل كوستاريكا في تكرار انجاز مونديال 90 عندما بلغت الدور الثاني برفقة البرازيل وعلى حساب السويد واسكتلندا.