الدمام - "الحياة" - عكست مسيرة المنتخب الصيني لكرة القدم في الدور التمهيدي للتصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال 2002 تحقيقه نتائج جيدة بقيادة المدرب العالمي المحظوظ بورا ميلوتينوفيتش، ما جعله يحجز بسهولة بطاقة التأهل الى الدور النهائي الحاسم من التصفيات، والذي يضمه الى تسعة منتخبات اخرى. وخضعت هذه النتائج الجيدة للتأثير السلبي لكفاية ميلوتينوفيتش، صاحب الفلسفة الكروية الناجحة، والسجل المكلل بالانجازات وشهادات التقدير العالمية، وهي لاءمت تطلع الصين الى نقلها الى العالمية، والذي تتمثل خطوته الاولى في التأهل للمرة الاولى لنهائيات المونديال المقبل. آمال ويأمل ميلوتينوفيتش بأن يصبح اول مدرب يقود خمسة منتخبات مختلفة في نهائيات المونديال بعدما سبق ان اشرف على المكسيك في مونديال 1986 وكوستاريكا 1990 والولاياتالمتحدة 1994 ونيجيريا 1998، علماً انه اسهم في بلوغها كلها الدور الثاني على الأقل. وعموماً، كبرت الآمال الصينية بعد تأهل منتخبها للدور الثاني الذي تنطلق مبارياته في 17 آب اغسطس المقبل، ووقوعه في مجموعة متوزانة وسهلة نسبياً ضمته الى الامارات واوزباكستان وقطر وسلطنة عمان، ما يعزز حظوظه في التأهل وتوفير الدفعة المعنوية المناسبة لكرته التي تبحث عن هوية عالمية تتناسب مع تطلعاته الى البروز في الاستحقاقات ومن كأس الأمم الآسيوية التي يستضيفها على ارضه عام 2004. اخفاقات وعلى رغم ان الاتحاد الصيني تأسس عام 1924، وانضم الى الاتحاد الدولي الفيفا عام 1931، الا ان منتخبه تخلف عن المشاركات الآسيوية لتصفيات المونديال حتى عام 1958، حين خرج امام اندونيسيا من الدور الاول. وبعد غياب 24 عاماً عاد المنتخب الصيني لخوض تصفيات مونديال اسبانيا 1982، وهو تأهل للتصفيات النهائية في مواجهة نيوزيلندا والكويت والسعودية، لكنه فشل على عتبة المباراة الفاصلة امام نيوزيلندا لتحديد هوية المنتخب المتأهل الثاني بعد الكويت الى النهائيات. والتي اجريت في 10 كانون الثاني يناير 1982 بعدما خسرها 1-2. ولم يختلف الحال كثيراً في تصفيات المونديال التالي الذي اقيم بالمكسيك 1986 حيث فشل في تخطي منافسات المجموعة الرابعة من الدور الاول بعدما احتل المركز الثاني برصيد 9 نقاط. واستطاع المنتخب الصيني قيادة مسيرته مجدداً الى الدور الحاسم في تصفيات مونديال ايطاليا 1990 بعدما تصدر المجموعة الخامسة في الدور الاول، والتي ضمته الى بنغلاديش وتايلاند وايران، لكنه اكتفى باحتلال المركز الرابع في التصفيات النهائية التي ضمته الى منتخبات السعودية والامارات وقطر وكوريا الجنوبية. وسعى منتخب الصين الى ضمان موطئ قدم له في مونديال الولاياتالمتحدة 1994، لكنه خرج من الدور الاول، بحلوله ثانياً في المجموعة الاولى، وباءت محاولته في تصفيات مونديال فرنسا 1998 بالفشل ايضاً لكن من باب التصفيات النهائية التي شهدت احتلاله المركز الثالث. وخاض منتخب الصين اخيراً تصفيات الدور الأول المؤهلة للمونديال المقبل ضمن المجموعة التاسعة التي تصدرها برصيد 18 نقطة، ليلعب في المجموعة الثانية من التصفيات الحاسمة، فهل سيتمكن منتخب الصين من فك عقدة الدور الحاسم، علماً ان بورا اعلن انه سيلقي بنفسه من اعلى سور الصين الكبير في حال عدم تأهل منتخبه. فهل يعكس ذلك دليل ثقة بنفسه ولاعبيه؟ أم يصب في اطار الدعابة فقط؟! وكان ميلوتينوفيتش حقق نجاحه الاول مع الصين حين قاده الى بلوغ المركز الرابع في كأس الأمم الآسيوية التي اقيمت العام الماضي في لبنان 2000. وبدا ان الصينيين تفهموا افكار ميلوتينوفيتش واستراتيجيته المفضلة في اللعب، لهذا اظهروا تفوقاً ملحوظاً في تصفيات الدور الاول، وتفاؤلاً بمواصلة رحلة التفوق في الدور الحاسم المقبل، وصولاً الى تحقيق حلم خوض نهائيات المونديال. وعموماً، يملك منتخب الصين امكانات فردية عالية وتكتيكاً فاعلاً على صعيد الاداء الجماعي، لكن عناصره تفتقد خبرة الاحتكاك الدولية المناسبة، على رغم ان نظام الاحتراف اعتمد في الدوري المحلي منذ عام 1994.