اوقعت قرعة نهائيات مونديال 2002 في كرة القدم، التي اجريت في مدينة بوسان الكورية الجنوبية قبل 181 يوماً من افتتاح المنافسات، السعودية في مجموعة صعبة، وفي مواجهة منتخبين اوروبيين وآخر افريقي للمرة الثالثة على التوالي، في حين جاءت تونس، المنتخب العربي الاول الذي تأهل الى النهائيات، في مجموعة اسهل نسبياً. واعتبرت المجموعة السادسة مجموعة الحديد، نظراً الى وجود "العملاقين" الارجنتين وانكلترا، في حين حالف الحظ فرنسا، حاملة اللقب، والبرازيل المتوجة اربع مرات، والتي بلغت هذه النهائيات بشق النفس، فترأسا مجموعتين خلتا من المنافسين الجديين لهما. كررت قرعة كأس العالم ال17 لكرة القدم المقررة الصيف المقبل في اليابانوكوريا الجنوبية، والتي اجريت امس في مدينة بوسان الكورية الجنوبية وضع المنتخب السعودي في مواجهة منتخبين اوروبيين وآخر افريقي على غرار كأسي العالم السابقتين في الولاياتالمتحدة عام 1994وفرنسا عام 1998. ويخوض "الاخضر" منافسات المجموعة الخامسة في الدور الاول الى جانب المانيا وجمهورية ايرلندا والكاميرون. ولم يسبق للسعودية ان واجهت المانيا في تاريخها، الا انها تتطلع الى تحقيق انجاز امامها، مستفيدةً من افتقاد خصمه هالة المنتخب المرعب في الاعوام الاخيرة، علماً انه كان توج بطلاً للعالم ثلاث مرات في السابق. على ان الآمال السعودية ستنصب كلها على المنتخبين الآخرين في هذه المجموعة، علماً ان "الاخضر" كان هزم الكاميرون في نهائي الافرو- آسيوية 1985. وعلى رغم ان الكاميرون تتفوق على السعودية على صعيد الخبرة في نهائيات المونديال، اذ بلغت فيها الدور ربع النهائي في عام 1990، ويضم منتخبها نخبة من اللاعبين المحترفين في البطولات الاوروبية، الا انها تراجعت في الفترة الاخيرة، ما يوجد فرصة جيدة للسعودية لتخطيها لا سيما انها لن تلعب تحت الضغط باعتبار ان التاريخ يرشح المانيا ومعها اما ايرلندا او الكاميرون للتأهل الى الدور الثاني. وعموماً، بات واضحاً من خلال القرعة ان على ناصر الجوهر، مدرب المنتخب السعودي، العمل بجدية لتوفير الاستعداد المثالي على المستويات كافة. التطلع الى اداء مشرف وفي الاطار ذاته، اكد رئيس الاتحاد السعودي الأمير سلطان بن فهد امتلاك "الاخضر" حظوظاً كبيرة لتقديم اداء مشرف في النهائيات، وقال: "ستتوافر للمنتخب السعودي امكانات الاعداد الكاملة لتأمين حضوره الفاعل في النهائيات، والذي يليق بمستوى الكرة السعودية وواقع حسن تمثيلها للكرة العربية. واعتقد ان المنتخب الحالي قادر على عكس المستوى ذاته الذي ظهر به في النسختين الاخيرتين، علماً اننا طلبنا من وفدنا في بوسان ان يجري مفاوضات مع مسؤولي بعض المنتخبات المتأهلة لتنظيم بعض المباريات الودية". وبالتطرق الى ردود فعل منافسي المنتخب السعودي في المجموعة الخامسة، وصف رودي فولر، مدرب المانيا، هذه المجموعة بالصعبة نسبياً، "فالكاميرون افضل منتخب افريقي حالياً وستكون مباراتنا معه حساسة. اما بالنسبة الى جمهورية ايرلندا، فيجب الا ننسى انها كانت في مجموعة واحدة في التصفيات مع هولندا والبرتغال ونجحت في ان تقصي الاولى. انه منتخب خطير يلعب معظم افراده في الدوري الانكليزي. ويبقى المهم هو المباراة الاولى امام السعودية حيث يتوجب علينا حصد النقاط الثلاث الاولى فيها. وعموماً، علينا ان نلعب بالمستوى الذي ظهرنا به امام اوكرانيا في الملحق الاوروبي". ورأى فرانتس بكنباور، رئيس اللجنة المنظمة لمونديال 2006، ان المجموعة الخامسة في متناول المانيا، "واذا لم نتأهل للدور الثاني فان خيبة الامل ستكون كبيرة. من واجبنا الحذر من منتخب جمهورية ايرلندا، ودراسة منتخب الكاميرون، فمدربها الالماني وينفريد شايفر يعرف الكرة الالمانية جيداً اكثر من أي مدرب آخر". وبدوره اشار شايفر الى احتمال عبور منتخب الكاميرون والمانيا الى الدور الثاني. وعلى الصعيد العربي ايضاً، جاء منتخب تونس التي تشارك للمرة الثانية على التوالي والثالثة في تاريخها في المجموعة الثامنة الاسهل نسبياً والتي ضمته الى اليابانوروسيا وبلجيكا. واعتبر الفرنسي هنري ميشال، مدرب تونس، ان القرعة ليست سيئة بالنسبة الى منتخبه، "علينا ان نرضخ للقرعة ونستعد منذ الان لمواجهة منافسينا. يملك المنتخب الياباني فريقاً عنيداً سيحظى بدعم الجمهور المحلي كما انه خطا خطوات كبيرة الى الامام في الاعوام الثلاثة الاخيرة. الجميع يعرف قدرة المنتخب البلجيكي والروسي. وعموماً، يجب ان نكون في كامل مستوانا لبلوغ الدور الثاني". وصرح الفرنسي فيليب تروسييه، مدرب اليابان، بالقول: "بالطبع سنواجه ضغوطات كبيرة لبلوغ الدور الثاني، اعتقد، استناداً الى التاريخ، ان بولندا وروسيا تعتبران من المنتخبات العريقة في كؤوس العالم. لا يزال هدفنا بلوغ الدور الثاني، اعتقد ان معرفتي الجيدة للكرتين البلجيكية والتونسية ستساعدني كثيراً. لقد برهن المنتخب الياباني عن قدرة كبيرة خلال العام الحالي، وآمل ان يستمر على هذا المنوال". الاستاذ والتلميذ افتتاحاً وبالانتقال الى بقية نتائج القرعة، ضمت المجموعة الاولى فرنسا، حاملة اللقب، والسنغال واوروغواي والدانمارك. وتلتقي فرنسا مع السنغال في المباراة الافتتاحية المقررة في 31 ايار مايو المقبل في سيول. وتواجه فرنسا الدنمارك للمرة الثانية على التوالي، بعدما انتهت مباراتهما في مونديال 1998 بفوز فرنسا 2-1 في الدور الاول ايضاً. وقال روجيه لومير، مدرب فرنسا: "تحاشينا البرتغال وانكلترا لكننا سنواجه الكرة الاميركية الجنوبية متمثلة بأوروغواي المجهولة بالنسبة الينا. كما ان مدرب السنغال هو الفرنسي برونو ميتسو المتخرج من الاكاديمية الفرنسية ويعرف اسرارها". وأعلن ميتسو ان خوض المباراة الافتتاحية امام فرنسا هدية رائعة للسنغاليين، وسنرى اذا كان التلميذ سيلقن معلمه درساً". من جهته، صرح فيكتور بويا، مدرب اوروغواي ان جميع منافسيه سيحظون بالاحترام. انها مجموعة صعبة، خصوصاً بوجود فرنسا بطلة العالم. يمكننا القول ان السنغال ضعيفة، لكن لاعبيها محترفون في فرنسا وهذا سيصعب مهمتنا. ليس هناك شيء سهل في العالم". وفي المجموعة الثانية، رأفت القرعة باسبانيا، التي خرجت من الدور الاول في كأس العالم الاخيرة، فجاءت الى جانب باراغواي وسلوفينيا وجنوب افريقيا. والتقت اسبانيا مع سلوفينيا في كأس الامم الاوروبية الاخيرة في هولندا وبلجيكا وجاءت المباراة مثيرة، وفازت فيها الاولى 4-3. وفي المجموعة الثالثة، تبدو البرازيل، حاملة اللقب اربع مرات، مرشحة بسهولة لبلوغ الدور الثاني في مجموعة ضمتها الى الصين، التي بلغت النهائيات للمرة الاولى في تاريخها، وتركيا وكوستاريكا، اللتين تشاركان للمرة الثانية في تاريخهما. ووصف لويز فيليب سكولاري، مدرب البرازيل، المجموعة بالرائعة للبرازيل، "لكن علينا ان نبقيها علي هذه الحال بالتأهل الى الدور الثاني، والا فانها ستصبح كارثة حقيقية. لقد عانينا في التصفيات ولقتنا هندوراس درساً في كوبا اميركا. علينا ان نغير طريقة تفكيرنا ومن واجبنا ان ندرك ان كل منتخب يتمتع بمزايا معنية حتى ولو كنا لن نواجه الارجنتين او انكلترا". وقال كارلوس ألبرتو باريرا، المدرب السابق: "انها مجموعة سهلة للغاية، لم يسبق للمنتخب البرازيلي ان واجه منتخبات من دون فنيات عالية ومن دون تاريخ كما هي الحال الآن. آمل ان يستعد المنتخب جيداً". اما المدرب المخضرم ماريو زاغالو فأعلن "ان تركيا ستكون الطبق الاكثر صعوبة للهضم، ولا يمكن ان نحسب لكوستاريكا والصين حساباً". ورأى سينول غونيس، مدرب تركيا، ان البرازيل شكلت دائماً بالنسبة الى منتخبه منتخب الاحلام، والنموذج الذي نتبع خطواته على طريق التطوير. "انها الآن خصمنا وسنقدم افضل ما لدينا. هدفنا الاول هو فرض انفسنا وبلوغ الدور الثاني لكن ذلك لن يكون سهلاً". وفي المجموعة الرابعة، تستطيع كوريا الجنوبية ان تحلم ببلوغ الدور الثاني، فباستثناء البرتغال، فان بولندا والولاياتالمتحدة قد تكونان في متناولها. وقال يان انجل، مدرب بولندا: "اعتقد ان الحظ كان الى جانبنا، اذ كان في الامكان الوقوع في مجموعة اكثر صعوبة. مجموعتنا متكافئة مع مرشح قوي هو المنتخب البرتغالي، اما المنتخبات الاخرى فطموحها مشروع في احتلال المركز الثاني". اما جورجي اندرادي، مدرب البرتغال، فأكد حظوظ منتخبه الكبيرة في بلوغ الدور الثاني. وقال: "شاركت الولاياتالمتحدة في النسخات الثلاث الاخيرة للمونديال، وهي بالتالي اصبحت معتادة على الاجواء. بولندا منتخب قوي، اما كوريا الجنوبية فتكمن قوتها في انها تلعب على ارضها وامام جمهورها". كوريا موحدة؟ من جهة اخرى، لمح الهولندي جوس هيدينك، مدرب منتخب كوريا الجنوبية، الى امكان مشاركة لاعبين من كوريا الشمالية ضمن فريق موحد للكوريتين في نهائيات كأس العالم، الا انه اضاف انه سيكون من الصعب ترتيب ذلك بسبب وجود عقبات كثيرة. ودعت كوريا الجنوبيةمرات عدة جارتها الشمالية لاستضافة مباراة واحدة او اثنتين خلال النهائيات المقبلة، الا انها لم تتلق اي رد على الاقتراح حتى الآن. وفي المجموعة السادسة، التي اطلق عليها تسمية المجموعة الحديد، يملك المنتخب الانكليزي فرصة الثأر من نظيره الارجنتيني بعد اللقاء المثير الذي جمع بينهما في الدور الثاني من المونديال الاخير وانتهى بفوز الارجنتين بركلات الترجيح في مباراة شهدت طرد قائد انكلترا الحالي ديفيد بيكهام. وضمت المجموعة ايضاً السويد، التي انتزعت التعادل 1-1 من انكلترا، في عقر دارها، ونيجيريا القوية ايضاً. وقال زفن غوران اريكسون، مدرب انكلترا: "آمل ان يحالفنا الحظ في النهائيات، خلافاً لما كان عليه الحال اليوم. انها مجموعة صعبة للغاية ولا يمكن ان نتنفس الصعداء حتى اللحظة الاخيرة. ستكون الارجنتين منافستنا الاقوى، لقد انهت تصفيات اميركا الجنوبية في الصدارة بسهولة وهي منتخب خطير جداً". وبدوره، وافق ادم كروزير، المدير التنفيذي للاتحاد الانكليزي، على رأي اريكسون، وقال: "اذا نجحنا في تخطي الدور الاول فان فرنسا تنتظرنا في الثاني. ندرك جيداً ماذا علينا ان نفعل، والمهمة كبيرة جداً". وفي المجموعة السابعة، ستكون ايطاليا مرشحة لبلوغ الدور الثاني لكن مهمتها لن تكون مفروشة بالورود بوجود كرواتيا ثالثة المونديال الاخير والمكسيك واكوادور. وقال جوفاني تراباتوني، مدرب ايطاليا: "انني شبه سعيد بالقرعة، كان يمكن ان نقع في مجموعة اصعب. مجموعتنا منطقية لكن لا ضمانات. كرواتيا منتخب يملك لاعبين كثيرين ذوي مهارات فنية عالية". اما هرنان غوميز، مدرب اكوادور فقال: "انها مجموعة صعبة خصوصاً بوجود ايطاليا، لكنه امر جيد ان نلعب في مواجهة منتخبات قوية". الكرة الجديدة على صعيد آخر، قام النجم الفرنسي السابق ميشيل بلاتيني بتسليم الكرات الجديدة، التي ستستخدم في مباراة الافتتاح والمباراة النهائية لكأس العالم، الى المسؤولين الكرويين في البلدين. المنتخبان العربيان في الدور الأول المجموعة الخامسة: 1-6-2001: ألمانيا - السعودية في سابورو 6-6-2001: السعودية - الكاميرون في سايتاما 11-6-2001: السعودية - جمهورية إيرلندا في يوكوهاما المجموعة الثامنة: 5-6-2001: روسيا - تونس في كوبي 10-6-2001: بلجيكا - تونس في اويتا 14-6-2001: اليابان - تونس في اوساكا