يخوض المنتخبان الصيني والكوري الجنوبي مباراتهما لتحديد المركزين الثالث والرابع، بمعطيات مختلفة ترتبط بالطموحات التي تجسدها هذه المباراة بالنسبة الى كل منهما. ولا يخفى في هذا الاطار ان المنتخب الصيني خرج من البطولة بانطباع مشجع حول امتلاك تشكيلته مقومات فنية جيدة علي الصعيدين الفردي والجماعي، علماً بانه خسر بصعوبة كبيرة امام المنتخب الياباني 2-3 في الدور نصف النهائي، في حين خيب المنتخب الكوري الجنوبي الآمال لجهة بلوغه النهائي او حتى تقديم عروض تليق بسمعته ومكانته العريقة في المنافسات القارية، واصبح مصير مدربه يونغ مو هو على كف عفريت، خصوصاً ان الاخفاق الحالي هو الثاني على التوالي بعدما فشل المنتخب في تخطي الدور الاول من منافسات دورة الالعاب الاولمبية الاخيرة في سيدني. واللافت ان الانطباع الصيني العام حول هذه البطولة لا يتلازم مع النتيجة الافضل له فيها، فاحتلاله المركز الثالث، حتى في حال نجح في تحقيقه، سيكون الثاني الافضل في تاريخ خوضه منافسات النهائيات بعد حلوله وصيفاً للسعودية عام 1984. مونديال 2002 والامر المهم في الانطباع الصيني الجيد انه يواكب الاستحقاقات المقبلة لجهة تعزيز فرص بلوغه للمرة الاولى في تاريخه نهائيات مونديال عام 2002 في كوريا الجنوبيةواليابان. وهو يستند بالدرجة الاولى الى نجاح المدرب اليوغوسلافي الخبير بورا ميلوتينوفيتش في احداث نقلة نوعية على الصعيدين الفني والتكتيكي. وظهر ذلك جلياً باعتراف خبراء كرويين كثيرين عبر التنظيم الجيد للاداء الجماعي من اجل توفير الصلابة الدفاعية المناسبة والفاعلية الهجومية في التسجيل، وحسن توظيف المهارات الفردية، ومن بينهم الفرنسي فيليب تروسييه، مدرب المنتخب الياباني، الذي لم يتردد في الاشادة بالمنتخب الصيني، وامتدح اسلوب لعبه ذي الخطورة الملموسة، ونوعية لاعبيه الجيدة، علماً بانه اطلق على ميلوتينوفيتش لقب "الثعلب الماكر" بسبب تفهمه الكبير لمعطيات المباريات واتخاذه الخيارات التكتيكية الصائبة والمحنكة في المباريات. والاكيد ان ميلوتينوفيتش، الذي سبق ان اشرف على منتخبات المكسيك وكوستاريكا والولايات المتحدة في كؤوس العالم، كسب ثقة لاعبي منتخبه وفي مقدمهم القائد المحترف في صفوف فريق كريستال بالاس الانكليزي فان زهي يي الذي اشاد بالمدرب "لم اتفاجأ، بخلاف الصحافيين الصينيين والرأي العام المحلي، بتصريح ميلوتينوفيتش بعد الخسارة امام اليابان بانه سعيد بالنتيجة على رغم الخسارة، اذ انني اعلم باننا لعبنا جيداً واثبتنا قيمة قدراتنا في مواجهة منتخب خارق". واضاف زهي يي: "سنلتف الآن اكثر حول ميلوتينوفيتش بعدما تفهمنا فلسفته التدريبية ولمسنا فاعليتها في بلوغ ابعاد جديدة من التألق، ما سيجعلنا نخوض تحديات المراحل المقبلة بثقة وتعاون اكبر حجماً".