{وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة. قالوا إنَّا لٌلَّهٌ وّإنَّا إلّيًهٌ رّاجٌعٍونّ}. هذا حال الحياة الدنيا. كلنا عنها راحلون. فهم السابقون ونحن اللاحقون لقد شاء الباري عز وجل أن ينتقل والدي الشيخ عبد العزيز بن ناصر بن علي المنقور إلى جوار ربه عن عمر ناهز ثلاثة وثمانين عاما، بعد معاناة مع المرض لم تمهله طويلا. وفي هذا المصاب الجلل، فإن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولأراد لقضاء الله عز وجل وقدره. والإيمان بالقضاء والقدر والصبر والثبات يخفف المصيبة. إن اللسان يعجز عن الكلام والقلم يعجز عن الكتابة. فوالدي رحمه الله مهما كتبت ومهما سطرت عنه فإن شهادتي فيه مجروحة فلقد كان رحمه الله نعم الأب والأخ والصديق والموجه والمربي. ويعتبر والدي رحمه الله من أعيان مدينة حوطة سدير، وواحداً من الرجال الذي ساهموا مساهمة فعالة في سبيل رقي وتقدم ونهضة مدينة حوطة سدير منذ أن كانت قرية حتى أصبحت مدينة تضاهي باقي المدن السعودية الأخرى في ظل اهتمام ورعاية حكومة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ورعاه. لقد رحلت عنا يا والدي بجسدك الطاهر ولكن ذكراك العطرة وأعمالك وأفعالك النيرة وسجاياك باقية ما بقي الدهر. فوالدي رحمه الله كان حريصاً كل الحرص طوال حياته وحتى وفاته على الأمور الدينية والمحافظة عليها والتمسك بها قبل كل شيء من أمور الحياة الدنيا. وكان نعم الموجه والمرشد والدال على أعمال الخير والساعي إليها. وقد أطلق عليه أهالي حوطة سدير صفة «النظير» منذ القدم لما يتمتع به رحمه الله من حنكة ودراية بالأمور وفطنة وسرعة البديهة وسعة البال. وهذه الصفات ورثها عن جدي ناصر بن علي المنقور، رحمه الله حتى إذا ذكر اسم عبد العزيز النظير في أي مجلس في مدينة حوطة سدير أو في خارجها عرف المقصود به عبدالعزيز المنقور وذلك لحنكته وسداد رأيه في حل قضايا أهل بلده التي تعرض عليه. إن معدن والدي رحمه الله من معادن الرجال الأوفياء المخلصين. كان محبا لأعمال الخير والمساعدة لكل من يأتي إليه. حتى كانت تنفق يمينه ما لا تعلم شماله. ومهما عددت الصفات والخصال التي كان يتمتع بها والدي رحمه الله وهذه ليست شهادتي فيه فقط وإنما شهادة أقاربه ومحبيه وهم كثر. لقد أحدثت وفاة والدي رحمه الله فراغاً كبيرا في أسرتي. وكان العضد الأيمن لنا، ولكن لا نملك إلا الدعاء له بالرحمة ووالدتي وأخواني وأخواتي. كما أعزي أبناء وبنات عمي علي بن ناصر المنقور رحمه الله ووالدتهم والى عماتي في مدينة حوطة سدير. كما أرفع عزائي ومواساتي إلى كل من العم رجل الأعمال الشيخ سعد بن صالح المنقور، وسعادة العم الأستاذ عبد المحسن بن حمد المنقور وكيل الحرس الوطني في القطاع الشرقي سابقا والعم الشيخ رجل الأعمال سعد بن حمد المنقور والعم معالي الأستاذ ناصر بن حمد المنقور سفير خادم الحرمين الشريفين حفظه الله في بريطانيا سابقا والعم رجل الأعمال الشيخ عبد العزيز بن عبد العزيز المنقور، وسعادة العم الأستاذ عبد العزيز بن محمد المنقور مدير عام البنك الزراعي السعودي سابقا والى كافة أسرة المنقور في داخل وخارج المملكة، وكافة معارف وأصدقاء ومحبي والدي رحمه الله. وفي الختام أدعو الله عز وجل الأجر والثواب لكل من تفضل بمواساتنا في مصيبتنا سواء بالحضور أو عبر الهاتف أو الفاكس أو البرقية أو الصحف، وألا يرى الله أي مكروه في عزيز لديهم، وأن يشفي الله عز وجل مرضانا، وأن يتغمد موتانا، ويدخلهم فسيح جناته . {إنَّا لٌلَّهٌ وّإنَّا إلّيًهٌ رّاجٌعٍونّ}. ناصر بن عبد العزيز المنقور / أخصائي نفسي مجمع الأمل الطبي بالرياض