هي الدنيا مهما يكن بها من زخرف وزينة وأفراح إلاّ ويقابلها الكثير من الأسى والأحزان، لا تصفو لكائن من كان من البشر فحكمة الله تسير على الخلق أجمعين.. فسبحان الله الحي الذي لا يموت، فبالأمس القريب انتقل إلى رحمة الله تعالى أحد أبناء منطقة سدير العميد متقاعد عبد الرحمن بن عبد الله الزكري -يرحمه الله-، لقد كان مثالاً طيباً في النجاح والتعلّم والمثابرة ومن أوائل من التحقوا بكلية قوى الأمن الداخلي آنذاك -حالياً (كلية الملك فهد الأمنية)-، فالحمد لله على قضائه وقدره..لقد نشأ وترعرع بمسقط رأسه حوطة سدير وبعد تخرجه تم تعيينه رئيساً لمركز الدفاع المدني في مدينته «حوطة سدير» وكانت له مساهماته الكبيرة والفاعلة في اتساع خدمات المركز وتطويره وكان مثالاً في العمل والانضباط ذا هيبة وثِقل فلا يتكلم إلاّ إذا تطلّب الأمر وذا خلق وتواضع، مهذب الطبع، أمضى عدة سنوات مليئة بالنشاط والعطاء نال خلالها الترقيات والأوسمة وبعدها تم تعيينه بالإدارة العامة للدفاع المدني بمدينة الرياض، ورغم مشاغله -يرحمه الله- إلاّ أنه يقوم بزيارة لبلدته ويتواصل مع الأهالي والزملاء والأقارب، وكان محبوباً ومقدراً بين الناس ويسعى في خدمتهم. وأتذكر حينما ألتقي به يبدأ بالسؤال عن الصحة وعن الأهل والأقارب وما يتذكره من مواقف مشرفة وأُخرى طريفة مع والدي وأعمامي وقصص الأجداد لعمق العلاقة بيننا، وكنت وأخوه الأصغر الصديق فهد زميل الدراسة -شفاه الله- نلتقي سوياً أثناء الدراسة في المرحلة المتوسطة والثانوية وفي الجامعة أيضا وكنا نرى عبد الرحمن -رحمه الله- ومدى حرصه واهتمامه في السؤال عن الدراسة وما تتطلبه من استشارة أو نصيحة، فهناك رجال إذا رحلوا أبقوا أثراً في النفوس والذكر الحسن الطيّب. عزاؤنا لوالدته -أمد الله في عمرها- ورفيق دربه أخيه المربي الفاضل الأستاذ ناصر وإخوانه صالح وفهد وسليمان وأبنائه ووالدتهم بأن يلهمهم الله الصبر والسلوان -رحمه الله رحمة واسعة وأدخله فسيح جناته- { إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ }.