لاحظت في المدة الأخيرة قيام بعض المدارس الابتدائية الحكومية في الرياض بإلزام طلاب الفصل الذين لديهم حصة رياضة بالحضور للمدرسة وهم مرتدون ملابسهم العادية فوق بدلاتهم الرياضية. ليقوموا بخلعها أثناء حصة الرياضة ويلزمون بارتدائها مرة ثانية بعد الانتهاء من حصة الرياضة مما جعل هؤلاء الصغار يضيقون ذرعاً بإرغامهم حشر أجسامهم مرة أخرى داخل هذه الألبسة المزدوجة التي تعيق حركتهم وتزيد من حرارة أجسامهم خاصة حينما تكون درجة الحرارة في الرياض مرتفعة في مثل هذه الايام من آخرالعام الدراسي الحالي أو في بداية العام الدراسي الذي يليه. خصوصا إذا رافق ذلك ضعف في جهاز التبريد في الفصل المكتظ بالطلاب. هذا بالنسبة للباس في فصل الصيف أما ما يخص اللباس في فصل الشتاء فإن له شأنا آخر خاصة بالنسبة للأولاد الذين يعانون من البدانة أي زيادة الوزن. حيث تزيد معاناتهم حيث يتطلب ارتداء البدلات الرياضية الثقيلة المصنوعة من القماش السميك ذات الأكمام الطويلة. ومع ذلك يطالبون بارتداء الثوب الشتوي فوقها وما يجدونه من صعوبة ومشقة في ذلك. فبالله عليكم كيف يشعر هؤلاء المساكين بالراحة والتحرك بيسر وسهولة وأجسامهم الممتلئة محشورة داخل هذا الكم من الألبسة الثقيلة فبالرغم من أن بنطلون بدلة الرياضة طويل ويصل إلى أخمص القدمين ويعتبر ساتراً للعورة ومع ذلك فإنه لا يسمح للطالب بعد الانتهاء من حصة الرياضة بدخول الفصل الا بعد أن يرتدي الثوب فوق البدلة. ونتيجة لهذا التشدد غير المبرر أصبح الكثير منهم يكره اليوم الذي يكون فيه عندهم حصة رياضة بسبب هذه الألبسة. وأصبحوا ينتظرون بفارغ الصبرعودتهم لمنازلهم للتخلص من هذا العبء الجاثم على صدورهم. وكثيرا ما تشاهد الكثير منهم يتخلص من الثوب بمجرد خروجه من باب المدرسة ويضعه على كتفه. ولهذه الأسباب الآنف ذكرها. نأمل من المسؤولين في وزارة المعارف رفع هذه المعانات عن ابنائهم الطلبة. بالاكتفاء بارتداء بدلة الرياضة أو على الأقل ترك حرية الاختيار في ذلك لرغبة الطالب وهذا جانب مهم من العملية التربوية التي تتبناها الوزارة وتهتم بتطبيقها من مدارسها. والله من وراء القصد. خالد العسيري