دخل الشماغ السعودي بألوانه الحمراء ونقوشه المميزة ضمن موضة عباءات النساء لهذا العام، وأقبلت الفتيات على شرائها، والغريب أن بعض الشباب السعودي أصبح يرفض لبس الشماغ خوفاً من الصلع والقشرة، ويفضلون اللباس «الكاجول» المتكوِّن من قميص وبنطلون، على الزي الرسمي في المملكة وباقي دول الخليج، بل ويجدون في ذلك تحضراً وتطوراً. وأبدت طالبة الثانوية فرح يوسف – من المنطقة الشرقية- إعجابها بموضة العباءات هذا العام، تقول «أحب الخروج عن المألوف، والعباءات المعروضة في الأسواق هذا العام تتوافق مع ذوقي، خاصة مع دخول الألوان الصارخة عليها، على رأسها (عباءة الشماغ)، التي غزت الأسواق بشكل لافت». فيما أكدت طالبة الجامعة جود أحمد، أنها تتبع خطوط الموضة باستمرار، وموضة العباءات لهذا العام مطرزة بألوان زاهية، ويعرض السوق عباءات دخل عليها الشماغ السعودي بأشكال فنية رائعة، تقول «أخطط أن أشتري واحدة لعيد الفطر، لأظهر بين أقاربي في أجمل حلة». فيما تنتقد أم جود – أم لأربع فتيات- الفتيات اللاتي يتبعن الموضة مهما كانت، مبينة أن لبس الفتاة العباءة المشغولة بقماش الشماغ، يعطي انطباعاً بأنها «مسترجلة»، وتوضح «هذا ينافي تربيتنا لأبنائنا، فنحن نتعب في تربيتهم ليظهروا أمام الناس بأفضل صورة، والترويج لمثل هذه العباءات سيحول مبادئ بناتنا، وسيتأثرن بهذا الزي، وسيظهر على شخصياتهن». ومن الشابات، إلى الشباب، في المنطقة الشرقية، ففي الوقت الذي تقبل فيه الفتيات على «عباءة الشماغ»، يتمرد الشباب على لبس الشماغ السعودي خوفاً من الإصابة بالقشرة أو الصلع، فيما يجده آخرون رمزاً وطنياً لا يمكنهم الاستغناء عنه. يقول الشاب بسام محمد – من الأحساء- «إن لبس الثوب إجمالاً أكثر راحة من البنطلون، خصوصاً إذا كان البنطلون من النوع الضيق، لكن المشكلة في الطاقية والشماغ والعقال، وإن كنا نحترمها كزي وطني، ولكنها تعيق الشاب في الحركة خاصة في العمل، كما أنها مشكلة في فصل الصيف حيث تُزيد تأثير الحر والعرق، ما يساعد على ظهور القشرة ويؤدي إلى تساقط الشعر». ويشاركه الرأي الشاب ماجد عبد الرحمن، ويقول «إن ارتداء الطاقية والشماغ أحد أهم أسباب ارتفاع نسبة الإصابة بالصلع بين الرجال السعوديين، وفي وقت مبكر، كما أنها أحد مسببات القشرة، بالإضافة إلى أن الشماغ مزعج حتى في عملية قيادة السيارة، حيث إنه يحجب الرؤية الكاملة عند الانعطاف»، مشيراً إلى أن الثوب غير عملي في الحركة. وينقد أحمد سعود – يعمل في إحدى الدوائر الحكومية- فرض لباس الثوب والشماغ والعقال على الشباب في العمل والمدارس، وحتى من قبل بعض أولياء الأمور بحجة أنه الزي الرسمي السعودي، ويقول «لا يزال المجتمع يفرض على الشاب التمسك بالزي السعودي ويرفض ترك حرية اللباس له، بينما يسعى ذات المجتمع للتطور ويسمح باقتحام وسيطرة التكنولوجيا على الشباب بشكل قاطع، وكأنه يجبر الشاب على الأزدواجية بين شخصيته ومظهره، وهذا تصرف سلبي»، ويضيف «بغض النظر عن رفض أو قبول الزي السعودي، فإن البدل الرسمية في العمل هي الأنسب، وبالنسبة للزي السعودي فيمكن للشاب ارتداؤه خلال يومه إذا أحب». ويرى الطالب ريان بدر أن طبيعة المناخ السعودي الحار تستدعي ارتداء ملابس مريحة وخفيفة، لذا يميل الشباب لارتداء الملابس الخفيفة لكي يستطيعوا التكيف مع الأجواء المحيطة بهم، إضافة إلى أن الزي السعودي غير مناسب للعمل، مشيراً إلى دور الزي الموحد في القضاء على الفوارق الاجتماعية في بيئة العمل، وتوحيد الزي في المؤسسات الخدمية يساهم في تعليم الموظفين الانضباط والالتزام في محيط العمل، وسيسهل على المراجعين تمييز الموظفين من المراجعين. أما منصور أحمد – موظف قطاع خاص- فقد طالب بترك الحرية للمواطنين في لبس ما يعجبهم، سواء في أماكن العمل أو خارجها لأن ذلك يعتبر حرية شخصية، منوهاً بضرورة التماس الأعذار لكل من أراد ارتداء ملابس غير الزي السعودي، لأن ذلك يعتبر حرية شخصية، ما لم تكن تلك الملابس خادشة للحياء أو تسيء إلى الذوق العام، كما يجب أن نقدر الانفتاح الذي حصل الآن بسبب الفضائيات.