بينما كان الرئيس الامريكي جورج بوش يدافع عن نفسه في طريقة تعامله مع التهديدات الارهابية تم أمس كشف النقاب عن تقرير آخر يحذر من هجمات بالطائرات تم وضعه قبل سنتين من هجمات سبتمبر لكن البيت الابيض قال انه لم يتم لفت انتباهه الى التقرير عندما تسلمت ادارة بوش مهام اعمالها. وحذر التقرير الذي اعده باحثون في مكتبة الكونغرس من مخاطر قيام ارهابيين بصدم طائرات بأبنية مثل البنتاغون او مقر وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية (سي اي ايه). قبل سنتين من وقوع اعتداءات الحادي عشر من ايلول/ سبتمبر 2001. وجاء في التقرير الصادر في ايلول/ سبتمبر 1999 بعنوان «علم اجتماع وعلم نفس الارهاب: من يتحول ارهابيا ولماذا؟» ان افرادا من كتيبة شهداء تنظيم القاعدة قد ينفذون عملية انتحارية عبر اسقاط طائرة محشوة بالمتفجرات القوية على البنتاغون او المقر العام للسي اي ايه او البيت الابيض. واشار التقرير الى ان رمزي يوسف خطط لاستهداف المقر العام لل«سي اي ايه» باعتداء مماثل في اشارة الى المتهم بأنه العقل المدبر وراء الاعتداء على مبنى التجارة العالمي في نيويورك العام 1993. ويعدد التقرير الذي اعده قسم الابحاث في مكتبة الكونغرس المحاور الرئيسية لدوافع الارهاب المعاصر ويضع وصفا كاملا للاطراف المعروفة في مجال الارهاب معتبرا ان تنظيمات مثل القاعدة هي من اخطر هذه التنظيمات. وردا على سؤال حول هذا التقرير قال الناطق باسم البيت الابيض آري فلايشر الجمعة لم يلفت انتباهنا الى هذا التقرير عندما تسلمنا مهامنا في 20 كانون الثاني/ يناير. وكان الرئيس الامريكي جورج بوش دافع عن نفسه في مواجهة أول عاصفة عاتية من الانتقادات الموجهة لطريقة تعامله مع التهديدات الارهابية حيث أكد ليل الجمعة/ السبت أنه لو كان يعلم بوجود خطط لتنفيذ هجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر كان سيتحرك على الفور لمنعها ورفض بوش بلهجة غاضبة خلال مراسم احتفال في البيت الابيض لتقديم جائزة رياضية لأكاديمية القوات الجوية عاصفة الانتقادات ووصفها بأنها تهدف لجذب اهتمام الرأي العام إلى واشنطن. وقال بوش: تعرفون أنه شيء مثير للاهتمام في واشنطن. انها نوع من الاماكن التي أصبح فيها انتقاد الاحداث بعد وقوعها طبيعة ثانية بمعنى أنها أصبحت متأصلة. وقد تدافعت إدارته منذ يوم «الخميس» للرد على التسريب الإعلامي بأن بوش كان على علم في آب/أغسطس الماضي بمخاوف من تخطيط شبكة القاعدة. وفي الشهر الثامن بعد الهجوم أشارت إدارة بوش فقط إلى أنه كانت هناك معلومات«غير محددة» أو مؤكدة عن هجوم واه وشيك. ويزعم النقاد أن بوش لم يكن صريحا حول ما كان يعرفه مسبقا. وقال بوش: إذا كنت أعلم أن العدو سيقوم باستخدام طائرات للقتل في هذا الصباح المشئوم كنت سأبذل كل شيء في استطاعتي لحماية الشعب الامريكي. وجاء البيان بعد تأكيد البيت الابيض في وقت سابق يوم/الجمعة أنه تم وضع خطة شاملة للقضاء على بن لادن والقاعدة في العاشر من أيلول /سبتمبر الماضي وكانت تنتظر توقيع بوش. وقال المتحدث باسم البيت الابيض أري فليشر ان الوثيقة حظيت بموافقة المسئولين. فيما يحتمل أنه إشارة إلى الوزراء في الثاني من أيلول /سبتمبر الماضي. ووصف فليشر الوثيقة بأنها كانت خطة شاملة لتفكيك القاعدة، واقترحت الخطة وقف مصادر تمويل الارهابيين والتعاون مع قوات التحالف الشمالي في أفغانستان لازاحة نظام طالبان الذي وفر ملاذا آمنا للقاعدة. ويبدو أن وجود الخطط الأساسية كان أحد أسباب شن الحملة العسكرية في أفغانستان عقب هجمات 11 أيلول/سبتمبر الماضي بوقت قليل. وأشارت مستشارة بوش للأمن القومي كوندوليزا رايس يوم /الخميس إلى أن الخطة لتفكيك أواصر القاعدة كانت تنفذ وقت حدوث الهجمات الارهابية. وتركزت الانتقادات التي شنها الديمقراطيون وحفنة من الجمهوريين على أن تقاريرالمخابرات حول الاشتباه في رجال من الشرق الاوسط يتلقون دروسا في الطيران في الولاياتالمتحدة واحتمال صلتهم بابن لادن يبدو أنها لم تصل إلى الرئيس مطلقا ولم يتم التنسيق بينها للحصول على الصورة كاملة. وجدد بوش التأكيد على أن الدولة في كفاح طويل .. وحرب شرسة ضد الارهاب الدولي. وتدخلت سيدة الولاياتالمتحدة الاولى لورا بوش يوم الجمعة في خط الازمة للدفاع عن زوجها جورج بوش. وفي تصريح نشره البيت الابيض قالت لورا بوش الموجودة حاليا في المجر في إطار جولة رسمية في اوروبا: من المؤسف ان نرى اشخاصا يتلاعبون بمشاعرعائلات الضحايا ومشاعر جميع الامريكيين والقول انه كان لا بد من القيام بعمل ما للحؤول دون وقوع (الاعتداءات) فيما الواقع ليس كذلك. واضافت زوجة بوش: اعرف زوجي وجميع الامريكيين يعرفون كيف تصرف في افغانستان وفي الحرب ضد الارهاب. وتابعت: انا متأكدة من ان أي شخص سواء كان ديموقراطيا او جمهوريا. لفعل شيئا ما لو حصل على أي معلومات محددة حول هذا الموضوع. واكدت لورا بوش ايضا انها لا تشك في ان العاملين في اجهزة الاستخبارات والقضاء الامريكي الذين اشادت بكفاءتهم المهنية. لتحركوا ايضا لمنع الاعتداءات لو حصلوا على معلومات محددة تسمح بتوقع حدوث مأساة 11 ايلول/ سبتمبر. وكان زعيم الاقلية الديموقراطية في مجلس النواب الامريكي ريتشارد غيبارت اعرب عن دهشته يوم الخميس من عدم ابلاغ الكونغرس بهذه التحذيرات وطالب بأن يقوم البيت الابيض بتوضيح المعلومات التي كانت بحوزته وماذا فعل بهذه المعلومات ولماذا تم الكشف عن هذه الامور الان. وفي غضون ذلك تم الاعلان في واشنطن ان شرطة العاصمة الامريكية ستنشئ وحدة شرطة خيالة لضباط يمتطون صهوة الجياد.. وذلك لأول مرة منذ 70 عاما. وقال رئيس شرطة العاصمة واشنطن «تشارلز1 رامسي» ان هناك بعض المناطق التي يمكن للمرء أن يصل اليها عن طريق الجياد ولا يمكنه الوصول اليها باستخدام السيارات. وأضاف ان وحدة شرطة الخيالة لن يقتصر استخدامها فقط على السيطرة على الحشود ولكن سيتم استخدامها في القيام بأعمال الدورية في الضواحي والمشاركة في المداهمات والغارات على تجار المخدرات. وأشار الى أن شرطة واشنطن ليس لديها سوى ثمانية ضباط فقط مؤهلون للمشاركة في دوريات شرطة الخيالة كما أنها لا تملك سوى جوادين فقط.. وقال ان الادارة تطمح الى تدريب أعداد اضافية قريبا تضم 24 ضباطا خلال خمس سنوات. وأوضح أن المانحين مستعدون لتزويد الادارة بثلاثة جياد كما أن مسئولي الشرطة يسعون حاليا لشراء جياد أخرى قريبا تكون في نحو العاشرة من العمر. ومن جانب آخر أعلنت الولاياتالمتحدة يوم الجمعة انها تلقت معلومات تفيد بأن ارهابيين قد يعدون مشروعا لشن هجوم في تركيا في الأيام المقبلة. وجاء في بيان لوزارة الخارجية الامريكية ان الحكومة الامريكية تلقت معلومات غير اكيدة ومجزأة تفيد بأن ارهابيين غير معروفين قد يعدون للقيام بعمل ارهابي في تركيا. واوضح البيان ان هذا الهجوم قد يستهدف الطيران المدني ولا يوجد مزيد من التوضيح حول مكان او موعد هذه العملية المرتقبة. وهذا التحذير من وزارة الخارجية الامريكية صالح حتى 22 ايار/ مايو مايعني ان تنفيذ المخطط قد يقع في منتصف الاسبوع المقبل. واضافت وزارة الخارجية الامريكية ان الحكومة التركية سبق أن اتخذت جميع الإجراءات الاحترازية اللازمة لمواجهة هذا الخطر واشارت الى ان انقرةوواشنطن تتعاونان عن كثب في هذه القضية. واعلن مسؤولون امريكيون سابقا ان الولاياتالمتحدة تلقت معلومات حول احتمال قيام عمليات ارهابية تستهدف مطار اسطنبول. واوضح هؤلاء المسؤولون الذين طلبوا عدم ذكر اسمائهم ان التهديد ضد المطار موجه ضد هدف محدد وقد ينفذ السبت او الاحد ولكن من غير الواضح اذا ما كان المخطط سيستهدف مواطنين امريكيين. وقال احد المسؤولين: سيشهد مطار اسطنبول انذارا في اليومين المقبلين، واضاف: انه تهديد ضد هدف محدد وقد يكون اختطاف طائرة في مطار اسطنبول.