أفرجت السلطات الامريكية عن طيار وطالب يدرس الطيران دون توجيه اتهامات جنائية لهما بعد أن حلقا بطائرة صغيرة في منطقة محظورة الطيران في العاصمة واشنطن واقتربا بها على مسافة خمسة كيلومترات من البيت الابيض، ما استدعى اخلاء مقري الرئاسة الأمريكية والكونغرس بصورة مفاجئة. وذكرت شبكة (سي.إن.إن) الاخبارية أن مسؤولي الاجهزة التنفيذية كشفوا عن هوية الرجلين بأنهما جيم شافير الطيار وتوني مارتين طالب الطيران. وأضافت أن الرجلين سلما إلى مكتب التحقيقات الاتحادي ووكالة الاستخبارات الامريكية لاستجوابهما قبل الافراج عنهما. وكانت مقاتلتان (إف-16) اعترضتا الطائرة الصغيرة وهي من طراز (سيسنا) التي تعمل بمحرك واحد وصدرت إشارة بزوال الخطر بعد مرور 15 دقيقة تقريبا من دخولها منطقة حظر الطيران. وقال المتحدث باسم البيت الابيض سكوت ماكليلان إن مسؤولي الامن أعلنوا حالة التأهب القصوى ليصل مستوى التحذير الامني إلى اللون الاحمر وهو الامر الذي يعني أن (هجوما إرهابياً) بات وشيكا. وقال إن الرئيس الامريكي جورج بوش الذي عاد إلى بلاده يوم الثلاثاء الماضي من رحلة أوروبية لمدة أربعة أيام كان في جولة بالدراجة على مشارف واشنطن وقت إخلاء المبنيين. وأضاف المتحدث أن زوجة الرئيس لورا بوش ونائب الرئيس ديك تشيني ونانسي ريجان زوجة الرئيس الامريكي الراحل رونالد ريغان كانوا في البيت الابيض ونقلوا إلى مكان آمن. وكانت قيود مشددة فرضت على الطيران فوق واشنطن منذ هجمات أيلول - سبتمبر عام 2001. ولم يرد الطيار الذي انتهك المنطقة الامنية على محاولات عديدة للاتصال به لكنه حول مساره بعد أن أطلقت المقاتلتان نيراناً تحذيرية ثم هبط برفقة المقاتلتين قرب فريدريك في ولاية ماريلاند. وقال المتحدث باسم البيت الابيض «علينا أن نتذكر أننا أمة في حالة حرب وهناك من يريد إيذاء الولاياتالمتحدة». وأثنى على الدور الذي أداه جهاز الخدمة السرية، حيث أتبعوا الاجراءات المقررة في مثل هذه المواقف الطارئة. وكان رئيس شرطة الكونغرس تيرانس جاينر أشار إلى أن المعلومات الاولية تفيد بأن الطيار لم يحصل على تصريح للتحليق بالطائرة من مطار بنسلفانيا رغم أن مسؤولي الطيران قالوا إن الرجلين كانا في طريقهما للمشاركة في عرض جوي في نورث كاليفورنيا بعد أن سمح لهما باستخدام الطائرة.