(67)وّالَّذٌينّ لا يّدًعٍونّ مّعّ پلَّهٌ إلّهْا آخّرّ وّلا يّقًتٍلٍونّ پنَّفًسّ پَّتٌي حّرَّمّ پلَّهٍ إلاَّ بٌالًحّقٌَ وّلا يّزًنٍونّ وّمّن يّفًعّلً ذّلٌكّ يّلًقّ أّثّامْا (68) يٍضّاعّفً لّهٍ پًعّذّابٍ يّوًمّ پًقٌيّامّةٌ وّيّخًلٍدً فٌيهٌ مٍهّانْا (69) إلاَّ مّن تّابّ وّآمّنّ وّعّمٌلّ عّمّلاْ صّالٌحْا فّأٍوًلّئٌكّ يٍبّدٌَلٍ پلَّهٍ سّيٌَئّاتٌهٌمً حّسّنّاتُ وّكّانّ پلَّهٍ غّفٍورْا رَّحٌيمْا} . قال الشيخ السعدي رحمه الله {وّالَّذٌينّ لا يّدًعٍونّ مّعّ پلَّهٌ إلّهْا آخّرّ}، بل يعبدونه وحده، مخلصين له الدين، حنفاء، مقبلين عليه، معرضين عما سواه. {وّلا يّقًتٍلٍونّ پنَّفًسّ پَّتٌي حّرَّمّ پلَّهٍ}، وهو نفس المسلم، والكافر المعاهد، {إلاَّ بٌالًحّقٌَ}، كقتل النفس بالنفس، وقتل الزاني المحصن، والكافر الذي يحل قتله، {وّلا يّزًنٍونّ}، بل يحفظون فروجهم، إلا على ازواجهم أو ما ملكت أيمانهم. {وّمّن يّفًعّلً ذّلٌكّ} أي: الشرك بالله، أو قتل النفس، التي حرم الله بغير حق، أو الزنا، فسوف {يّلًقّ أّثّامْا}. ثم فسره بقوله {يٍضّاعّفً لّهٍ پًعّذّابٍ يّوًمّ پًقٌيّامّةٌ وّيّخًلٍدً فٌيهٌ} أي: في العذاب، {مٍهّانْا»} فالوعيد بالخلود، لمن فعلها كلها، ثابت لاشك فيه، وكذا لمن أشرك بالله، وكذلك الوعيد بالعذاب الشديد على كل واحد من هذه الثلاثة، لكونها إما شرك وإما من أكبر الكبائر. وأما خلود القاتل والزاني في العذاب، فإنه لايتناوله الخلود، لأنه قد دلت النصوص القرآنية، والسنة النبوية، أن جميع المؤمنين سيخرجون من النار، ولايخلد فيها مؤمن، ولو فعل من المعاصي ما فعل، ونص تعالى على هذه الثلاثة، لأنها أكبر الكبائر: فالشرك فيه فساد الأديان، والقتل فيه فساد الأبدان، والزنا فيه فساد الأعراض. {إلاَّ مّن تّابّ} عن هذه المعاصي وغيرها، بأن أقلع عنها في الحال، وندم على ما مضى له من فعلها، وعزم عزماً جازماً أن لايعود، «وءامن» بالله إيماناً صحيحاً، يقتضي ترك المعاصي، وفعل الطاعات، وعمل عملاً صالحاً، مما أمر به الشارع، إذا قصد به وجه الله. {فّأٍوًلّئٌكّ يٍبّدٌَلٍ پلَّهٍ سّيٌَئّاتٌهٌمً حّسّنّاتُ} أي: تتبدل أفعالهم، التي كانت مستعدة لعمل السيئات، تتبدل حسنات، فيتبدل شركهم إيماناً، ومعصيتهم طاعة، وتتبدل نفس السيئات التي عملوها، ثم أحدثوا عن كل ذنب منها توبة، وإنابة، وطاعة، تبدل حسنات كما هو ظاهر الآية. وورد في ذلك، حديث الرجل الذي حاسبه الله ببعض ذنوبه، فعددها عليه، ثم أبدل مكان كل سيئة حسنة فقال: (يارب إن لي سيئات لا أراها ههنا) والله أعلم. {وّكّانّ پلَّهٍ غّفٍورْا رَّحٌيمْا} لمن تاب، يغفر الذنوب العظيمة، «رحيماً» بعباده، حيث دعاهم إلى التوبة بعد مبارزته بالعظائم، ثم وفقهم لها، ثم قبلها منهم. من مشكاة النبوة عن أبي بكرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟) قلنا: بلى يا رسول الله: قال (الإشراك بالله، وعقوق الوالدين) وكان متكئاً فجلس، فقال (ألا وقول الزور)! فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت. متفق عليه. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم برجل قد شرب قال (اضربوه) قال ابو هريرة: فمنا الضارب بيده، والضارب بنعله، والضارب بثوبه، فلما انصرف، قال بعض القوم: أخزاك الله، قال (لا تقولوا هذا، لا تعينوا عليه الشيطان) رواه البخاري. وعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه) متفق عليه. فتوى الأسبوع س: قد درج على بعض الناس ما بثه أعداء الإسلام من أمور مدبّرة وغزو مخطط له مثل قولهم: إن الإسلام قد هضم حق المرأة في المجتمع فأقعدها في البيت وترك نصف المجتمع معطلاً: فما تعليقكم على هذا الأمر وردكم على هذه الشبه؟ ج: تعليقي على هذا الأمر أن هذا القول لايصدر إلا من جاهل بالشرع، وجاهل بالإسلام، وجاهل بحق المرأة، ومعجب بما عليه أعداء الله من الأخلاق والمناهج البعيدة على الصواب، والإسلام ولله الحمد لم يهضم المرأة حقها لكن الإسلام دين الحكمة ينزل كل أحد منزلته، فالمرأة عملها في بيتها وبقاؤها في بيتها في حفظ زوجها وتربية أولادها وقيامها بشؤون البيت، والعمل المناسب لها، والرجل له عمل خاص، الظاهر الذي يكون به طلب الرزق، وانتفاع الأمة، وهي إذا بقيت في بيتها في مصلحته ومصلحة أولادها، ومصلحة زوجها كان هذا هو العمل المناسب لها، وفيه من صيانتها، وحفظها وإبعادها عن الفحشاء ما لايكون فيما لو كانت تخرج وتشارك الرجل في عمله، ومن المعلوم أنها لو شاركت الرجل في عمله لكان في ذلك أيضاً ضرر حتى على عمل الرجل، لأن الرجل له طمع غريزي نفسي في المرأة، فإذا كان معها في عمل فسوف ينشغل بهذه المرأة، لاسيما إذا كانت المرأة شابة وجميلة، وسوف ينسى عمله، وإن عمله لم يتقنه، ومن تدبر حال المسلمين في صدر هذه الأمة عرف كيف صانوا نساءهم وحفظوهن، وكيف قاموا بأعمالهم على أتم وجه. فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين كلمات مضيئة المراد بحصائد الألسنة: جزاء الكلام المحرم وعقوباته، فإن الإنسان يزرع بقوله وعمله الحسنات والسيئات، ثم يحصد يوم القيامة ما زرع، فمن زرع خيراً من قول أو عمل حصد الكرامة، ومن زرع شراً من قول أو عمل حصد غداً الندامة. وأكثر ما يدخل به الناس النار النطق بألسنتهم، فإن معصية النطق يدخل فيها الشرك وهو أعظم الذنوب عند الله عز وجل، ويدخل فيها القول على الله بغير علم وهو قرين الشرك، ويدخل فيه شهادة الزور التي عدلت الاشراك بالله عز وجل، ويدخل فيها السحر والقذف، وغير ذلك من الكبائروالصغائر كالكذب والغيبة والنميمة. وسائر المعاصي الفعلية لايخلو غالباً من قول يقترن بها يكون معيناً عليها، وفي حديث ابي هريرة مرفوعاً (أكثر ما يدخل الناس النار الأجوفان: الفم والفرج) خرجه الإمام احمد والترمذي، وروى مالك عن زيد بن أسلم عن ابيه ان عمر دخل على ابي بكر الصديق رضي الله عنهما وهو يجذب لسانه فقال عمر: مه، غفر الله لك! فقال أبو بكر: هذا أوردني الموارد. وقال ابن بريدة: رأيت ابن عباس آخذاً بلسانه وهو يقول: ويحك! قل خيراً تغنم، أو أسكت عن سوء تسلم، وإلا فاعلم أنك ستندم، قال: فقيل له: يا أبا عباس، لم تقول هذا؟ قال: إنه بلغني أن الإنسان أراه قال ليس على شيء من جسده أشد حنقاً أو غيظاً يوم القيامة منه على لسانه، إلا ما قال به خيراً أو أملى به خيراً. وكان ابن مسعود يحلف بالله الذي لا إله إلا هو: ما على الأرض شيء أحوج إلى طول سجن من لسان، وقال الحسن: اللسان أمير البدن فإذا جنى على الأعضاء شيئاً جنت، وإذا عفّ عفّت.