* القاهرة مكتب الجزيرة ريم الحسيني عثمان أنور إنصاف زكي: لاقت زيارة صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني إلى الولاياتالمتحدةالامريكية نجاحا كبيرا وحققت إنجازات ملموسة على صعيد الأحداث الدموية التي تشهدها الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، وأثمرت الزيارة عن نتائج إيجابية مباشرة وغير مباشرة تمثلت في تحركات أمريكية جادة تدشن ممارسة دورها كوسيط نزيه لوقف التدهور الحاصل في المنطقة، وتمهيد الأرضية المناسبة لإحلال السلام. ولعل ورقة المقترحات السعودية أكبر دليل على أهمية الزيارة ونجاحها.. هذا ما يؤكده العديد من المحللين السياسيين وخبراء الإستراتيجية والمفكرين وذلك من خلال آرائهم التالية التي دارت حول تقييم للزيارة وأهم ما حققته من إنجازات. أهداف وثمار الدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب المصري يؤكد في البداية أن زيارة ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية حققت نجاحاً كبيراً وأثمرت العديد من النتائج المباشرة وغير المباشرة والاهداف والثمار تجلت منذ بداية الاعلان عن الزيارة. ويضيف د. سرور انه منذ بداية الإعلان عن الزيارة أدركت أمريكا أنها زيارة حاسمة وفارقة فعملت على الاستعداد لها وتغيرت التصريحات الأمريكية لتؤكد على عمق العلاقات الأمريكية السعودية فأمريكا تدرك سلفاً الهدف من الزيارة والرسالة التي يحملها ولي العهد وهي رسالة عربية واضحة في الدعوة إلى تسوية سلمية وكبح جماح الحملة الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني ووقف مجاذر شارون وذلك من أجل استقرار المنطقة، كما أن أمريكا تدرك جيدا مدى المكانة والثقل الذي يحظى به صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله. وجاءت الزيارة ليضع ولي العهد الأمور في نصابها والنقاط فوق الحروف بعد الفوضى العارمة التي أحدثها شارون بآلته العسكرية فجاءت المحادثات في ظروف بناءه وحمل ولي العهد معه الهم العربي وطرح سبل الخروج من هذه الأزمة واستطاع أن يجعل الموقف الأمريكي يطالب إسرائيل بالانسحاب من الأراضي الفلسطينيةالمحتلة. وقال رئيس مجلس الشعب المصري ان المملكة العربية السعودية لا تألو جهداً في تقديم كل العون والمساعدة للقضية الفلسطينية وطوال تاريخ المملكة المجيد قدمت العديد من المبادرات والمساهمات الجادة للقضية الفلسطينية بما يخدمها ويخدم كافة القضايا العربية ومبادرة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز للسلام التي تبنتها القمة العربية في بيروت دليل مؤكد على أن المملكة تساهم مساهمة فعالة في خدمة القضية الفلسطينية. تغيير الصورة السفير محمد صبيح مندوب فلسطين الدائم بالجامعة العربية يؤكد أن زيارة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد عبرت عن عمق إيمان المملكة الراسخ بالقضية الفلسطينية وأنها لا تألو جهداً في تقديم كل العون والمساعدة لها فمحور الزيارة الرئيس هو القضية الفلسطينية وكذلك هو الهدف منها وقد حققت الزيارة نجاحا كبيرا في هذا الصدد حيث تحدثت ورقة المقترحات المقدمة عن ضرورة الانسحاب من أراضي السلطة الوطنية الفلسطينية ورفع الحصار عن رام الله وخاصة مقر الرئيس ياسر عرفات وإنشاء قوة متعددة الجنسيات في الأراضي الفلسطينية وإعمار كافة المناطق المتضررة ووقف بناء المستوطنات وهذه كلها أمور إيجابية لنا ولا تترك أي مبرر كي تترك أمريكا إسرائيل تعيث فساداً في الأراضي الفلسطينية، كما نجحت الزيارة في تحريك الموقف الأمريكي خاصة بعد إتساع الفجوة بين أمريكا والدول العربية التي أصيبت بصدمة وخيبة أمل في الموقف الأمريكي المنحاز لإسرائيل. ومن وجهة نظره في الفلسطينيين ووصفهم بالإرهاب فهذا وصف مغلوط وقلب للحقائق ومن هنا جاءت الزيارة لكشف هذا الالتباس وتصحيح الصورة وجعل الموقف الأمريكي يتحرك نحو سرعة إنحاز السلام. ورغم الخلاف الدائر الآن حول بند إنشاء قوة متعددة الجنسيات في الأراضي الفلسطينية وهو أحد بنود ورقة المقترحات السعودية إلا أن الزيارة حققت نجاحاً كبيراً ودافعت عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وهذا يتأتى من الموقف الثابت والراسخ للمملكة العربية السعودية تجاه القضية الفلسطينية والدعم والمساندة المستمرة من قبل المملكة للشعب الفلسطيني وكافة قضايانا القومية. مقترحات مهمة من ناحيته أكد الدكتور مصطفى الفقي رئيس لجنة الشؤون العربية بمجلس الشعب أن زيارة ولي العهد للولايات المتحدةالأمريكية والمحادثات التي أجراها مع الرئيس بوش والمقترحات السعودية التي تتضمن ثماني نقاط مهمة جعلت امريكا لا تجد مبررا أمامها في الاستمرار بتجاهل ما يحدث في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة وجعلتها توكد على ضرورة الانسحاب الإسرائيلي والاقتناع بأنه لا يوجد طريق آخر غير السلام لتحقيق الاستقرار في المنطقة، كما أكدت الزيارة على القلق العربي المتزايد من طريقة تعامل الولاياتالمتحدةالامريكية إزاء القضية الفلسطينية والانحياز لإسرائيل وعدم الضغط بشدة على إسرائيل لوقف مجازرها ضد الشعب الفلسطيني والتي فاقت كل وحشية. وكذلك أكدت الزيارة على أن الوضع في الأراضي الفلسطينية لا يحتمل التأجيل وأنه بمضي الوقت تتسع رقعة الخراب والدمار والأعمال الوحشية الإسرائيلية وخاصة أنه لا يوجد مبرر لهذا الانحياز. وعمل صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز على إزالة أية التباسات خاصة بالعلاقة بين البلدين المملكة وأمريكا وكشف الحقائق ووضع الرئيس الامريكي في قلب الصورة مباشرة والعمل على تحقيق السلام والاستقرار. وأضاف د. الفقي ان صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد قدم الاقتراحات التي من شأنها رفع الحصار عن الرئيس عرفات وتحقيق الانسحاب الاسرائيلي وكيفية تفعيل مبادرة السلام العربية وخطة تينيت وميتشيل لتحقيق الاستقرار وقد انعكست أصداء نجاح تلك الزيارة وخاصة فيما يتعلق بحصار كنيسية المهد بعقد مباحثات بين لجان أمنية إسرائيلية وفلسطينية وخاصة أن ولي العهد الأمير عبدالله قدم اقتراحاً فلسطينيا للرئيس الأمريكي بوش لإنهاء الحصار الإسرائيلي لكنيسة المهد في بيت لحم، والزيارة في رأيي وضعت الولاياتالمتحدةالامريكية أمام مسؤولياتها مباشرة تجاه قضية الصراع العربي الإسرائيلي وأكدت على موقف المملكة في خدمة القضية الفلسطينية وقضايا الأمة العربية والإسلامية. تحركات سريعة وأكد الدكتور محمد عبد اللاه رئيس لجنة العلاقات الخارجية السابق بمجلس الشعب أن زيارة ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ألقت الكرة في الملعب الأمريكي وذلك بقيام ولي العهد بإجراء مباحثاته في صراحة ووضوح ملقياً المسؤولية على الجانب الأمريكي في انحيازه لإسرائيل وعدم ممارسة الضغط الكافي لردع إسرائيل ومنع شارون من الاستمرار في اعتداءاته ومجازره، كما أكدت الزيارة على أهمية أن تعي أمريكا ضرورة التحرك السريع من أجل استقرار الأوضاع وبالتالي استقرار مصالحها في المنطقة. ويضيف عبداللاه تأكيدات ولي العهد والمقترحات التي قدمها ولاقت قبولاً واسعاً وعبرت عن الموقف العربي لم تترك للولايات المتحدةالأمريكية أي مسوغ للتهرب أو المراوغة مما أعطى أملاً كبيراً في إمكانية إنقاذ الاوضاع من التدهور الخطير الذي يعيشه ويلمسه الجميع، ولأن صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز يحمل الهم العربي ويحمل رسالة صادقة وجادة للولايات المتحدةالأمريكية أبلغ الأمريكيين عبر مباحثاته أن مصالحهم يتهددها الانحياز لإسرائيل وهذا يحتم تحركها السريع على صعيد تحقيق السلم والاستقرار وخاصة في ظل خطورة الأوضاع في المنطقة من جراء الاعتداءات الوحشية التي تمارسها إسرائيل جهاراً نهاراً في حق الشعب الفلسطيني ورئيسه ياسر عرفات المحاصر في رام الله. ومن هنا نجحت الزيارة في تحقيق دفعة هائلة لكي ترتفع الادارة الأمريكية فوق مستوى الحدث والتحدي التاريخي وإثبات مكانتها كراع ووسيط نزيه في معادلة السلام العربية الإسرائيلية. أرضية مناسبة ويرى الدكتور عبدالمنعم سعيد مدير مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالاهرام أن أهم ما في زيارة ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية هو في العمل على تمهيد الأرضية المناسبة لتحقيق السلام وتطبيق المبادرة العربية للسلام وكذلك تحقيق الانسحاب الإسرائيلي من الاراضي الفلسطينيةالمحتلة، وبتأمل الثماني نقاط التي تضمنتها ورقة المقترحات السعودية التي قدمها ولي العهد في المباحثات نجد أن صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله يحمل القلق العربي إزاء القضية الفلسطينية وما يحدث في الأراضي المحتلة وأنه في غياب الضغط المؤثر على إسرائيل ستسود الفوضى ويتهدد الاستقرار كل شيء في المنطقة بما فيها مصالح أمريكا، فجاءت ورقة المقترحات لتلقي آذاناً صاغية من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية وخاصة في ظل خطورة الأوضاع في المنطقة، كما أن الزيارة نبهت الإدارة الامريكية إلى أهمية وضرورة علاقاتها مع الدول العربية مما يستوجب التدخل الفوري والسريع لإنقاذ الوضع من التدهور الحاصل في المنطقة. ويضيف مدير مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام انه ليس غريباً على المملكة العربية السعودية هذه المواقف وليس غريباً أن يبادر صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بمقترحاته وزيارته لأمريكا وحمله للهم العربي فهو صاحب تاريخ طويل في المبادرات والاسهام بجدية في خدمة القضية الفلسطينية وقضايا الأمة العربية والإسلامية، ففي الوقت الذي بدأ فيه الأمل يتلاشى جاءت زيارة ولي العهد لتعيد أجواء الأمل وتدفع الإدارة الامريكية لوقف الممارسات الإسرائيلية وتفعيل سبل السلام، وكان قد بادر من قبل بطرح مبادرة السلام التي تبنتها القمة العربية في بيروت في وقت كان تلاشى فيه الأمل أيضاً عن التوصل إلى سلام، فالمملكة تقوم دائماً بدور مميز وجهود متواصلة من أجل القضية الفلسطينية ونيل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ومن جراء هذا الدور ومبادرات صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز أصبحت الدول العربية والإسلامية تعوِّل جميعا على الدور السعودي الرائد في القضايا المصيرية. الخبير الاستراتيجي اللواء زكريا حسين يرى أن زيارة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية أكدت على أمرين مهمين هما القضية الفلسطينية والعلاقات الثنائية وفي كلا الأمرين كان ولي العهد جاداً وصريحاً فقد حمل ولي العهد هموم وقلق الأمة العربية من أجل دفع الولاياتالمتحدةالأمريكية لاتخاذ موقف حاسم تجاه ما يحدث في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة ووقف العنف وفك حصار الرئيس ياسر عرفات، ولعل ورقة المقترحات التي قدمها أكبر دليل على عمق وعي صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بدوره وبدور المملكة في خدمة القضية الفلسطينية وكافة القضايا العربية وهذا الأمر استوجب على أمريكا أن تأخذه مأخذ الجد ولا مجال للتسويف أو المماطلة والتحرك نحو جهود السلام ومحاورها الرئيسية المبادرة العربية للسلام وكذلك التحرك نحو تحقيق قرارات مجلس الأمن ويكون هذا التحرك قائماً على العدل ومراعاة الحقوق العربية والفلسطينية المشروعة.