بعد اجتماع استمرثلاث ساعات مع الرئيس الفلسطيني في مقره الذي تحاصره الدبابات الاسرائيلية برام الله خرج وزير الخارجية الأمريكي كولن باول متفائلا ليبلغ الصحفيين انه عقد محادثات وصفها بالبناءة والمثمرة مع الرئيس الفلسطيني الذي طالب بانسحاب فوري للقوات الاسرائيلية. وعلى الارض لم يكن ثمة ما يفيد بتحسن الاوضاع بعد ادعاء اسرائيل بالتزامن مع لقاء رام الله انها رفعت الاغلاق عن المدن التي احتلتها مؤخرا حيث لم يلحظ الصحفيون أي تغير بل انهم اختبروا الوضع وقالوا: ان جيش الاحتلال يمنعهم من التجول بحرية. واستمرت اسرائيل في غضون ذلك في متابعة مذبحتها في مخيم جنين وفي عدة مناطق أخرى حيث أعدمت في الساحة الرئيسية بالمخيم قائد المقاومة في المخيم المعروف باسم أبوالجندل كما قتلت ثلاثة فلسطينيين آخرين في قطاع غزة. واستطاع النائب العربي في الكنيست الاسرائيلي أحمد الطيبي اختراق الحصار المفروض على مخيم جنين وقال ان ماشاهده من فظائع «يفوق كل ما سمعناه عبروسائل الاعلام». وبالنسبة للقاء بين عرفا ت وباول قال نبيل أبو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني: ان عرفات طالب في اجتماعه مع باول بانسحاب القوات الاسرائيلية فورا من الاراضي الفلسطينية التي أعادت احتلالها. وصرح أبو ردينة لرويترز عقب اللقاء «اتسم الاجتماع بالصراحة وطالب الرئيس عرفات بالانسحاب الفوري قبل الحديث في أي موضوع آخر. وتحدثنا مع الوزير باول بعمق في كافة القضايا». وأضاف أبو ردينة ان الجانبين اتفقا في الاجتماع الذي عقد بمقر عرفات المحاصر في رام الله واستغرق ثلاث ساعات على استمرارالاتصالات وأكدا على انعقاد اجتماع ثنائي فلسطيني أمريكي اليوم الاثنين بحضور المبعوث الأمريكي أنتوني زيني ولجنة المفاوضات الفلسطينية برئاسة صائب عريقات. وحول بقاء محيط مقر الرئاسة منطقة عسكرية مغلقة قال أبو ردينة: ان هذا تحد اسرائيلي للجهود الأمريكية وقرارات الشرعية الدولية. وبعد الاجتماع لم يخرج عرفات من مكتبه للتحدث الى الصحفيين لكن باول قال «أجرينا لتونا حديثا مفيدا وبناء... وتبادلنا مجموعة من الافكار وناقشنا الخطوات التي تمكننا من التقدم». ومن جانب آخر أذنت المحكمة الاسرائيلية العليا أمس الاحد للجيش الاسرائيلي بدفن جثث الفلسطينيين الذين قتلوا في مخيم جنين للاجئين رافضة بذلك شكويين رفعهما نائبان عربيان اسرائيليان يطلبان فيهما بمنع الجيش من دفن الجثث. طالع المتابعة