نجح جراح قلب سعودي في اصلاح ثقبين خلقيين في قلب طفل منغولي جزائري يعاني مما يسمى في عالم الطب ب«متلازمة داون». وأجرى جراحة القلب المفتوح جراح القلب السعودى الدكتور هاني كمال نجم استشاري جراحة قلب الاطفال والبالغين في مركز جراحة القلب والكبد التابع لمدينة الملك عبد العزيز الطبية للحرس الوطني في مدينة الرياض ورئيس قسم جراحة قلب الاطفال في المركز. واستغرقت العملية ست ساعات قام خلالها الدكتور هاني نجم برتق ثقبين خلقيين ولد بهما قلب الطفل المنغولي الجزائري محمد حبيب الرحمن الذي يبلغ من العمر حاليا أربعة أعوام. وقال الدكتور نجم ان صعوبة الجراحة وخطورتها في الوقت نفسه تكمنان في أنها تأخرت كثيرا اذ كان من المفترض أن يتم اجراؤها في عمر لا يتجاوز ثمانية اشهر. وأضاف ان من لطف الله بهذا الطفل هو تكون عضلة عند مخرج البطين الايمن قبل الصمام الرئوي وهي عضلة زائدة تضخمت وكان من نتيجة تضخمها أن حدت من كمية الدم المندفع باتجاه الرئتين وبالتالي لم يرتفع الضغط داخل الشريان الرئوي كثيرا الامر الذي أبقى باذن الله أملا في انقاذ حياته. وعن تفصيلات العملية الجراحية يقول الدكتور هاني نجم «خضع الطفل لأشعة صوتية ثم الى عملية قسطرة حيث أثبتت القسطرة ارتفاع ضغط الشريان الرئوي لكني لم أفقد الامل في اصلاحه فلم يصل الضغط الى درجة استحالة تداركه وهذا فضل ومنة من الله على الطفل وأسرته». وأضاف «اعتمدت في العملية على تجزئة البطينين والاذينين وفصل الصمام الواحد الى صمامين واصلاحهما كما كان الصمام لدى الطفل يسرب بدرجة عالية جدا وبعد فصل الصمامين أصبحا يعملان بكفاءة جيدة». وتابع «بعد اجراء الجراحة بقي الطفل في غرفة العناية المركزة يومان نقل بعدهما الى غرفته في الجناح حيث بقي عدة أيام الى أن أظهرت آخر أشعة صوتية أجريت له أن قلبه يعمل بصورة جيدة ولله الحمد أما الاهم فاني لا أتوقع حاجته في المستقبل لاجراء عملية في قلبه». وعن شيوع أو ندرة مثل هذه العمليات في قلوب الاطفال يقول الدكتور هاني نجم «بصورة عامة فان تشوهات القلب لدى الاطفال ليست نادرة الحدوث فنحن في هذا المركز نستقبل حالات عديدة ونجريها في الاشهر الاولى من أعمار الاطفال لكن الملفت في حالة الطفل الجزائري محمد حبيب الرحمن أنه طفل يعاني من متلازمة داون وبثقبين في قلبه وهؤلاء لا تكون فرص بقائهم على قيد الحياة كبيرة وهذا كله باذن الله لكن كما قلت تكونت تلك العضلة الزائدة مما سمح بإمكانية اجراء الجراحة لقلبه حتى بعد أن بلغ عمره الرابعة». الى ذلك رفع والد الطفل الشيخ شمس الدين رئيس الجمعية الخيرية في الجزائر العاصمة وافر شكره وعظيم امتنانه لفاعل الخير السعودي الذي تكفل بكافة تكاليف العملية الجراحية التي أجريت لابنه في الرياض شاملة تكاليف السفر والاقامة في الرياض والتنقلات للطفل المريض ووالديه وقبل ذلك كان فاعل الخير قد خاطب السفارة السعودية في الجزائر طالبا تسهيل حصول الطفل على تأشيرة علاج في السعودية برفقة والديه. ويضيف والد الطفل أنه كان قد خاطب مستشفيات عدة في بلجيكا لعلاج ابنه فكان الرد أن تكاليف الجراحة تصل الى 300 الف يورو أوربي عدا تكاليف الاقامة والاكل والمراجعات وهي تكاليف مرهقة جداً بل انها من ضرب المستحيلات. وثمن والد الطفل التقدم الطبي الذي أحرزته المملكة العربية السعودية لافتاً الى أن مراكزها الطبية تنافس بل انها تفوق مثيلاتها في البلدان المتقدمة.