الهلال يتربع على صدارة «نخبة آسيا»    لبنان مهدد بضربات أوسع عند انهيار وقف النار    تعليم جازان يحتفي باليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة    رئيس كازاخستان: ندعو لاستجابة دولية موحدة لضمان وفرة المياه للجميع    الخريف: منشأة نيوم للهيدروجين الأخضر ستلبي 10% من المستهدفات العالمية    روسيا تعتبر فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية "مقلقا"    السفارة في كوريا تدعو المواطنين لتوخي الحيطة والحذر وتجنب مناطق التجمعات    خالد بن سلمان يبحث العلاقات الثنائية مع وزيرة دفاع جنوب إفريقيا    ولي العهد يلتقي مجموعة من القادة ورؤساء المؤسسات الدولية    نادي الاتحاد يكشف عن نتائج الفحوصات الطبية للاعبيه بيرجوين وعبدالإله هوساوي    8 مقاعد دولية وقارية للمبارزة    الديوان الملكي: وفاة الأميرة جواهر بنت سعد بن عبدالعزيز بن عبدالله بن تركي آل سعود    حسن حجاب لصندوق الموارد: الأهداف الاستراتيجية غير واضحة    تواصل الأمطار الغزيرة على جازان    المملكة تواصل توزيع المساعدات الإيوائية على النازحين في غزة    وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية يكرم شركة المراعي في الحملة الوطنية للتدريب «وعد»    محافظ جدة يكرِّم 21 طالباً وطالبة من الفائزين بجائزة «صناعيو المستقبل»    أمير الرياض يؤدي صلاة الميت على والدة الأمير فهد بن عبدالله بن عبدالمحسن    مدرب ليفربول: لن نتعجل عودة أليسون من الإصابة    فرع الإفتاء بمنطقة جازان يطلق مبادرة اللحمة الوطنية"    إطلاق خدمة الامتثال بالتأمين الصحي للمنشآت في المملكة    جمعية أصدقاء البيئة تشارك في مؤتمر الأطراف COP16 بالرياض    مدير تعليم الطائف التطوع قيمة إسلامية ومطلب مجتمعي    التحالف ينفي تصريحات ومزاعم القيادي الحوثي حول جثمان شقيقه    نائب أمير مكة يشهد توقيع مذكرة تعاون بين الإمارة وجامعة الطائف    تقنية نجران للبنات بنجران تنظم معرض فنون تقنية " تاريخ وأصاله"    قطاع ومستشفى تنومة يُفعّل"اليوم العالمي للسكري"    الجيش السوري يُفشل محاولات «قسد» السيطرة على 7 قرى    المملكة نموذج عالمي للإصلاحات.. اتفاقية استراتيجية مع البنك الدولي لإنشاء مركز عالمي للمعرفة    «التجارة»: السجن والتشهير بمواطن ومقيم ارتكبا جريمة التستر في المقاولات    الهيئة الملكية لمحافظة العُلا تعلن زراعة 500 ألف شجرة وشجيرة    مجمع إرادة بالرياض: المضادات الحيوية لها تأثيرات نفسية تصل إلى الذهان    المياه الوطنية: إغلاق جزئي لشارع 18 بحيّي القزاز والعدامة لتنفيذ مشروع تحسين جودة مياه الشرب بالدمام    مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف يستقبل طلاب البحرين    الصندوق العقاري يمنح مستفيدي الإقراض المباشر قبل عام 2017 خصمًا يصل %24 في حالة السداد المبكر    مذكرة تفاهم بين هيئة الصحفيين بمكة وجامعة جدة وكلية جدة العالمية للتدريب والتطوير    أكثر من 60 مفكرًا يشاركون في مؤتمر الرياض الدولي للفلسفة الخميس المقبل    سفير قطر لدى المملكة: التأييد الدولي التاريخي لملف استضافة المملكة لمونديال 2034 يؤكد مكانتها المرموقة والثقة الكبيرة بها    الكلية التقنية تكرم فرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف بجازان    أمير القصيم يتفقد محافظة النبهانية ويناقش احتياجاتها مع الأهالي والمسؤولين    أمير القصيم يكرم عددًا من رجال الأمن المتميزين في شرطة محافظة النبهانية    تطبيقات توصيل الركاب ما تزال غير آمنة    مبادرات إنسانية    أهمية الداش كام وكاميرات المراقبة المنزلية    تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين ونيابة عنه.. نائب أمير مكة المكرمة يرعى الملتقى العلمي لأبحاث الحج والعمرة    يجمع بين رواد الحِرف اليدوية من مختلف الدول.. «بنان».. تعزيز التفاهم الثقافي بين الشعوب    البشر القدماء يمتلكون رؤوسا كبيرة    تعليم سراة عبيدة يحتفي باليوم العالمي للطفل    النصر يخسر أمام السد بثنائية في النخبة الآسيوية    ولي العهد والرئيس الفرنسي يشهدان مراسم توقيع مذكرة تفاهم بشأن تشكيل مجلس الشراكة الاستراتيجي بين حكومتي المملكة وفرنسا    تامر يكشف سراً مع أليسا عمره 12 عاماً    أطباء في جدة يناقشون أسباب إصابة 17.9 % من البالغين بالسكر    لا تنحرج: تجاهلُها قد توصلك للموت    5 أغذية تصيبك بالكسل    محمد بن عبدالرحمن يلتقي مسؤولي "مكنون"    أدب القطار    رحم الله الشيخ دخيل الله    الشؤون الإسلامية تواصل تنفذ جولاتها الرقابية على الجوامع والمساجد بأبي عريش وفيفا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ملتقى نادي جدّة الأدبي يختتم قراءته للنص
نشر في الجزيرة يوم 31 - 03 - 2002

اختتم نادي جدة الأدبي قراءته الجادة للنص من خلال عدة أوراق قدمها عدد من الباحثين في الأدب واللغة العربية.
ونورد هنا عدداً من الأوراق الأدبية التي قدمت خلال أيام الملتقى.
أنماط غير تقليدية في قراءة القدماء للنصوص
السيد إبراهيم
جامعة الملك سعود الرياض
يتناول البحث ثلاثة أنماط غير تقليدية من قراءة القدمات لم تكد تظفر بعناية احد باحثينا، هذه القراءات يمكن ان نجعلها الوجه الآخر المضاد للقراءة التقليدية التي نصادفها عند شراح الشعر التي ترجع في مجملها إلى فك معاني الألفاظ المفردة والاجتهاد في تخريج المعاني على ما تحتمله الألفاظ.
اما النمط الأول فهو قراءة الشعراء أنفسهم لما انتهى إليهم من التراث الشعري، على نحو ما يظهر في طرائق تعاملهم معه في اشعارهم، وهذه قراءة لم يكف الشعراء عنها يوما، وهي مع ذلك أقل القراءات حظوة بعناية الدارسين مع كونها اجدرها بذلك، كعب بن زهير مثلا يقرأ شعر أوس بن حجر، رائد هذه المدرسة الشعرية التي ينتمي إليها كعب، ويرسم رؤية مغايرة لرؤيته من خلال تلك القراءة، وذلك من خلال تقنيات خاصة كاستعمال أوزانه وتيماته وتعبيراته، بل وأجزاء من بعض أبياته الشعرية، ويقرؤه بالطريقة نفسها غيره من الشعراء، كالشماخ بن ضرار وعبدة بن الطبيب وغيرهما، وهناك نصوص قرآنية قرأها الشعراء كذلك كسورة الرحمن التي استخلص منها بعض الشعراء معاني اعتمد عليها في عمله الشعري في القصيدة، وان كان لم يصرح بكلمة واحدة من السورة لكنه استعمل ما فيها مما يمكن ان نسميه البنية العميقة.
هذا النمط من القراءة يحتاج من ناقد الأدب نفسه جهدا خاصا في تبينه خلال النصوص، حتى لا يقع فيما وقع فيه شراح القرن الثالث الهجري ومن بعدهم، حين رأوا ذلك ضربا مما سموه بالسرقات الشعرية، بدلا من ان يلحظوا الفروق الدقيقة بين أقوال الشعراء التي يمكن ان تكون مدخلا لفهم رؤاهم وفلسفاتهم، وحتى لا يقع كذلك فيما وقع فيه الباحثون المحدثون من اصحاب القول بنظرية الشعر الشفوي الذين يرون ذلك راجعا إلى كون هذه القصائد (التي تشتمل على هذه الظاهرة) من الشعر الشفوي الذي يقال ارتجالا.
ومثل ذلك نمط آخر يختفي هو أيضاً تحت ظاهرة النصوص، ويتمثل في بعض أخبار الشعراء الاقدمين التي قد يمكن ان تكون قراءة متعمقة لأشعارهم، والمثلان اللذان اتناول ذلك من خلالهما أخبار أمرئ القيس وأخبار ذي الرمة، ولا يمكن إلا من خلال قراءة شعر الشاعرين على غير العادة التي جرت عليها قراءتهما ان نتبين ان هذه الأخبار ما هي إلا قراءة اخرى لأشعارهما، فهي أعني الأخبار وان لم تكن شعرا، تجري مجرى الشعر في كونها نصوصاً تتطلب من قارئها نوعا اخر من القراءة هي أيضاً.
ثم هناك نمط ثالث من القراءة غير التقليدية يتمثل في بعض شرح النصوص الشعرية أو ما يماثلها من ضروب التعبير، فيصرفها عن ظاهرة المعنى وما يمكن ان يحتمله اللفظ بذاته، ويوجهها إلى آفاق جديدة من المعاني، وقد وقعت في هذا الصدد على مخطوطتين يرجع تاريخ تأليفهما إلى زمن واحد تقريبا، هو القرن الثاني عشر للهجرة، وطريقتهما في الشرح واحدة، اما الأولى فشرح لقصيدة بانت سعاد لكعب بن زهير، والثانية رسالة لبعض الأزهريين، وهو الشيخ السجاعي «ت1197ه» يشرح فيها بعض ما كان يجري على ألسنة العامة في زمانه من بعض الأقوال التي تشبه الشعر ولم يزل الصبيان في قرى مصر يتصايحون به إلى اليوم، وهي مقطوعة تشبه ما يعرف في الآداب الاوربية بالسونيتة sonnet من جهة تألفها من أربعة مقاطع، كل مقطع فيها يحتوي على قوافيه الداخلية، إلا ان الذي يلفت النظر في هذا الشرح ادعاؤه انه يمضي على ما سماه «الطريقة المنيفة» مما يقطع بأن هذا كان نهجا في شرح الشعر متبعا في بعض حقب الثقافة العربية لم تتبين لنا معالمه على نحو واسع.
***
ملخص لموضوع (تجربة المرزوقي في شرحه وقراءته لأشعار حماسة أبي تمام
يعد شرح أبي علي المرزوقي من اهم شروح الحماسة واحفلها بالقضايا الأدبية والنقدية واللغوية، فصاحبه أديب ذواقة تمكن بحسه الأدبي وسعة ادراكه للغة العرب وآدابها من استجلاء ما في اشعار الحماسة من دقائق معنوية ولفتات نقدية، واسرار لغوية وبلاغية ونكات أدبية على صورة فريدة غير مألوفة في شروح الحماسة الاخرى، وفي هذه الدراسة الموجزة احاول ان ابرز اهم السمات والظواهر التي تفتقت عنها عبقرية المرزوقي في شرحه وقراءته لأشعار حماسة أبي تمام، وذلك في جوانب الشرح والقراءة المتعددة والمتنوعة، والمتمثلة في جانب الروايات، وما ينطوي عليه من مفاضلة بين الروايات ونقدها، ثم الجانب اللغوي والنحوي ودوره في الشرح والقراءة وابرز سماته، وبعد ذلك تناولت الدراسة بقية الجوانب وهي جانب المضمون والمعاني والجانب البلاغي، والجانب النقدي، والجانب التاريخي، وقد اوضح البحث في هذه الجوانب جميعها النهج الذي سلكه المرزوقي في شرحه وقراءته لأشعار حماسة أبي تمام، ويعد الجانب النقدي من ابرز ما تناولته الدراسة في جانبيها النظري والتطبيقي حيث حرص المرزوقي في الجانب الأول ان يعرض بعض القضايا النقدية الهامة التي كانت مدار حديث النقاد في عصره، اما الجانب التطبيقي فقد كشفت الدراسة عن بعض اللفتات والاشارات النقدية المتصلة بقضايا النقد في غضون شرحه لأبيات الحماسة.
أ د عبدالله بن عبدالرحيم عسيلان
***
تشكيل بيئة حركة ذهنية النص
الأمثال نموذجاً
د. عالي سرحان القرشي
* ملخص الورقة:
تكشف متابعة التلقي للنص، رغبة هذا التلقي في السيطرة على ما يمنحه النص من بُعد، وما يمثل فيه من حركة، وما يتشابك فيه من علاقات.. وتظل التفسيرات في حال من انفتاح التأويل، ويظل النص في حال من حمل لبيئة ذهنية قابلة لاختلاف التأويل.. لكن بعض هذه التأويلات لا يرضى ان يكون في حال من التوازي مع التأويلات الاخرى، فيرغب أن يستأثر بالسيطرة، والقبض على هذه الذهنية المتحركة للنص.. فتجدها تحيل ذلك النص إلى بيئة حديثة شاهدة على التأويل، حيث تجد نسق الاحداث كأنه بيئة تلك النصوص، ومسارها من خلال التدوين الذي يدوِّن تفسير تلك النصوص، حيث يحيلها حدث التدوين المرويِّ إلى حقائق واقعية محددة بحدود شخصيات، وزمن ومكان، وسبب.. حيث يكون هذا التدوين ذاكرة تفسيرية لحدوث النصوص، ومن ذلك ما هو متداول من تدوينات خبرية عن الشعراء، وعن تأويلات بعض نصوصهم.. ومنه أيضاً الامثال، تلك النصوص المكتنزة، بكثير من التأويلات، المتجددة الحياة على مر الاحداث حين تجاوز وقت ضربها إلى ان تكون ذهنية نصية متحركة لأحداث مشابهة..
وسنجعل دراسة الامثال نموذجا لهذه الحركة الذهنية للنص، بين ذلك التدوين، وبين الدلالات التي يحملها النص.. حيث سنقف على نموذج من تلك الذاكرة التدوينية لبعض الامثال، ومنها الامثال المتعلقة بالزباء.. لنرى كيف جعل ذلك التدوين الاحداث تأويلاً لتلك الكلمات.. وربطاً لها بالشخصيات التي تكلمت بها، ونقف على ماقدمه التدوين لتلك الشخصيات ليجعلها اهلاً لأن تنطق بذلك القول، اما برفعه إلى مقام من يفكر ويتأمل، ويتدبر عاقبة الامور، وإما بجعله في الموقف الذي يضيق عليه الأمر فيه ويتأزم فيكون امام الكلمة التي يبحث بها عن المخرج من الضيق.
عالي القرشي
***
أشعر العرب:
أحكام القيمة في بذور النقد
العربي القديم
يحاول البحث الانطلاق من الصيغ التفضيلية الموجودة في بذور النقد العربي القديم ليصل إلى الحديث عن احكام القيمة المنتشرة آنئذٍ ويسعى للوصول إلى مراميه من خلال تحليل نصوص وردت في الكتب التي الفت في البدايات سواء انتمت هذه الكتب إلى تاريخ الأدب او إلى نقده لأن البدايات كانت تحمل تقاطعات كثيرة.
والبحث اشبه ما يكون بأسئلة تسعى لتحليل ظواهر يمكن قراءتها عبر عدد من المستويات..
مرة من خلال ربطها بسياقها الاجتماعي من اجل استنباط نتائج تهدف إلى ربط تلك البذور بآلية الجماعة يومئذ.
ومرة تقارب النصوص من خلال لغتها، مفردات وتراكيب من اجل معرفة النواظم المشتركة لتلك الاحكام.
واخرى من خلال معرفة اثر المشافهة في صياغة تلك الاحكام وهل كان اللجوء إلى هذا النمط من النقد يعبّر عن وعي فكري معين ام انه وليد مشاعر متنوعة تجتاح النفس فتطلق العنان للغتها.. لا شك ان الاطلاقية في تلك الاحكام هي الاخرى تحتاج إلى وقفة من اجل الاجابة ولنقل من اجل التركيز على ما تثيره من اسئلة..
وفي النتائج العامة للبحث يمكن ان نجد وجهات نظر او افكار هي اقرب منها للتساؤل التحريضي منها لليقين والهدف هو معرفة دوافع النقاد ومدى ارتباطهم ببيئاتهم يومذاك ومن ثمة اثارة اسئلة تخص علاقة النقد بالفكر وبالتالي اعادة السؤال: هل البذور تحمل اجابة لسؤال عتيد هو:
لماذا لم تتشكل نظرية نقدية عربية؟
وهل يمكن لأمة في مثل ظروف أمتنا ان تنتج فكرها الخاص ونقدها الخاص؟
د. أحمد جاسم الحسين - تبوك
***
ملخص بحث
التشبيه في نقد العقاد لشوقي بين التنظير والتطبيق
د. محمود اسماعيل عمّار
* الملخص:
العقاد بحر من أي النواحي أتيته، وقمّة من أي الجهات نظرت إليه، مارس النقد، وعالج الصحافة وهو دون العشرين، ورفرف بأجنحته المبنية بأسلحة المثابرة والأمل فوق محيطات الثقافة العربية والانجليزية، وما ترجم إليهما، ومنح معدة فكرية قادرة على الهضم والتمثل، وواصل سيره حتى تربع على قمة الفكر والأدب والثقافة في جيله.
وكان أحمد شوقي الذي يكبره بنحو عشرين عاما كذلك قمة في ميدانه واصدر الجزء الأول من ديوانه الشوقيات ولمّا يتم العقاد العقد الأول من عمره «1889 1898» ثم اعاد طباعته سنة 1911م فلما فتح العقاد عينيه على الحياة وجد «شوقي» يتمدد في الأفق، ويساكن السحاب، ويملأ قلوب الناس، ويتفرد بكرسي الشهرة.
بدأ العقاد يناوش هذا الصّنم على حد قوله منذ سنة 1910م حيث رثى بطرس غالي، ولكن الذي اجج نار العداوة موقفان مفصليان، دفعا العقاد إلى نقد شوقي نقداً لاذعاً، نفث به حمماً من اتونه.
** عودة شوقي في المنفى سنة 1919م وثناء بعض الصحف على شعره، ومهاجمتها العقاد «والمازني» وتعبيرهما بالتقصير عن قدر شوقي والتخلف عن شأوه.
فانبرى العقاد على التو في كتاب الديوان الذي صدر في أواخر سنة 1920 يهدم شوقي، وينقضه.
** حضور وفود من الدول العربية إلى القاهرة 1927م لمبايعة شوقي بإمارة الشعر العربي في حفل كبير بدار الاوبرا المصرية تحت رعاية الملك فؤاد، ورئاسة سعد باشا زغلول، فصار يلقب بأمير الشعراء.
فتجددت حفيظة العقاد، وتجدد نقده لشوقي.
وخلال هذا النقد، الذي اختلط فيه الذاتي بالموضوعي، والشتم بالأدب، والحقد بالتجديد أرسى العقاد كثيراً من القواعد والمبادئ النقدية التي لا تخطئها عين الناظر، استمدها من النقاد الغربيين من امثال: هازلت ووردزوث، وكوليردج. وهو لا يخفى هذه التبعية.
وركز في هذا النقد على التشبيه الذي يكثر منه شوقي والشعراء التقليديون، ولكنه يأتي في اشعارهم جافاً جامداً، لا ماء فيه ولا رواء، ويرى ان التشبيه لايقتصر على اقتران شيء بشيء، لمجرد التشابه في الشكل او اللون، فما أكثر ان تتشابه الاشياء في محيط البصر والسمع، ونقلها على هذا النحو ليس من الابداع في شيء، بل لا بد ان يكون معبراً عن الحس مختلطاً بالمشاعر، قادراً على ان يطبع في وجدان السامع وفكره، صورة مما انطبع في ذات الشاعر ونفسه.
والعقاد مصيب في هذا من الناحية النظرية، لكن هل اصاب في التدليل على رأيه، والتطبيق على شعر شوقي كما اراد..
عبارة العقاد عن التشبيه تأتي مقحمة في سياق نقده مختلفة في لغتها عن سائر حديثه.. وقد تحامل العقاد على شوقي بالسباب والاقذاع، ووقع في الاسفاف والسوقية، واساليب الشحاذين التي رمى بها «شوقي» كما سأوضح:
ولماذا كانت رومية ابن الرومي مصدر قدرة على الابداع والتصوير وقف عندها العقاد ودندن حولها طويلاً، وتجاوز عناصر شوقي التركية والشركسية، واليونانية، والعربية، والكردية؟
اختار العقاد نماذج من شعر شوقي أكثرها في الرثاء، وكان شوقي يضنُّ بها على الانتشار، ويكتفي بأن يسهم بها في حال الحدث، مشاركة وطنية أو أدبية، ولهذا لم يضمنها أجزاء ديوانه التي نشرت في حياته، وانما ألحقت به بعد وفاته بأربع سنوات «1936م».
وعلى الرغم من ضيق المجال في الرثاء فإن العقاد لم يقف الا عند قصائد بعينها له منها او ممن قيلت فيهم مواقف خاصة، كما سأبين، ولم يورد منها في التشبيه الا أبياتاً محدودة لا تكفي لتقرير ما قصد إليه، وأهمل ما عداها.
وعجز العقاد ان يحقق ما يدعو إليه حتى في شعره الذي تضمه دواوينه، وتقع في أكثر من الف صفحة.
واذا كان الأمر أمر تنظير وقواعد، فقد بدأ شوقي حياته مجدداً، حتى تصدى له النقاد المحافظون، محمد المويلحي، واليازجي، فوقفوه عما شرع فيه، وضمن مقدمة الجزء الأول من ديوانه في طبعته الأولى نظرات تجديدية في الشعر ووظيفة الشاعر وموقفه عن الكون، ونعى على الشعر العربي اهتمامه بالمديح، وعاب على الشعراء اتخاذ الشعر حرفة ومطية، وما خلقوا الا ليتغنوا بالكون، ويتفننوا في وصفه، كما يقول.
والعقاد الذي حمل هذه الحملة الشعواء على شوقي، لا يقع بعيداً عن شوقي لا في شعره، ولا في أسلوبه وتشبيهاته، فكلاهما معني باللغة العربية محبّ لها، مولع بتراثها، معجب بشعرائها البارزين، وقد كشف احد الباحثين عن تأثر العقاد في كثير من المواضيع في شعره بشعر شوقي.
ولذلك فشلت حملت العقاد في ان تحقق رسالتها على الرغم من قيامها على أسس فكرية ونظرية صحيحة، وتوقف كتاب «الديوان» بعد الجزء الثاني وكان المتوقع ان يبلغ عشرة أجزاء كما وعد صاحباه العقاد والمازني.
***
تأويل ابن معقل الأزدي لشعر المتنبي في ضوء مراد الشاعر واحتمالات النص
نبذة عن البحث:
أبو العباس أحمد بن علي بن معقل الأزدي المهلبي أديب ناقد، وشاعر، ونحوي، وعروضي، ولد بحمص عام 567ه وتوفي بدمشق عام 644ه وقد الف كتابا عنوانه (المآخذ على شرّاح ديوان أبي الطيب المتنبي) تعقب فيه خمسة من شراح ديوان أبي الطيب المتنبي وهم:
ابن جني، وأبو العلاء المعري، والتبريزي، وأبو اليُمن الكندي، والواحدي، وهؤلاء الشراح هم من أشهر من شرح ديوان أبي الطيب المتنبي، وقد تتبع ابن معقل هؤلاء الشراح في شروحهم، وخالفهم الرأي في كثير مما ذهبوا اليه، وكشف عن معرفة ثاقبة بالشعر وقضاياه، كما كشف عن جرأة غير عادية في ابداء الرأي والدفاع عنه بالحجة المقنعة.
يقع هذا الكتاب في خمسة أجزاء، وقد نشره لأول مرة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلامية بالرياض (تحقيق التراث1) وذلك في عام 1422ه «2001م» وقد حققه الدكتور عبدالعزيز بن ناصر المانع، الأستاذ بقسم اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب بجامعة الملك سعود بالرياض.
سيعنى هذا البحث بإبراز وجهة نظر ابن معقل في تأويل أبيات شعر المتنبي التي خالف فيها الشراح المشار إليهم أعلاه، وحججه في المخالفة، وما اذا كانت هذه الحجج متفقة مع ما يراه النقاد أو مخالفة له.
أ.د محمد بن عبدالرحمن الهدلق
قسم اللغة العربية وآدابها كلية الآداب جامعة الملك سعود


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.