صدر عن نادي القصيم الأدبي كتاب (تلقِّي الشُّرَّاح لشعر أبي الطيب: دراساتٌ في المنهج والمؤثرات) للدكتور عمر بن عبدالعزيز المحمود، أستاذ الدراسات العليا بكلية اللغة العربية، وذلك في 300 صفحة من القطع المتوسط، صمم غلافها ليلى بنت حمد اللحيدان، حيث يتضمن الكتاب ثلاث دراسات علمية تسعى في مجموعها إلى استكناه أبرز الأسس المنهجية التي اعتمد عليها بعض شُرَّاح ديوان أبي الطيب في تفاسيرهم، وتحاول أن تتلمس أهم المؤثرات النقدية التي كان لها دور كبير في تلقيهم لنصوصه، وأثر بارز في طريقة معالجتهم لمعانيه وفهمهم لدلالاته. وقد حملت الدراسة الأولى عنوان (ملامح منهج التأويل الدلالي عند ابن جني في الفسر الصغير)، بينما جاءت الثانية تحت عنوان (المؤثرات النقدية في شرح الكندي لديوان المتنبي)، أما الدراسة الأخيرة فكانت عن (نقد المعنى في استدراكات الأصفهاني على ابن جني)، إذ حاول المؤلف في هذا الكتاب أن يقف مع هؤلاء الشراح وقفات متأنية، ليستجلي أبرز المؤثرات النقدية التي كانت تتحكم في فهمهم لنصوص أبي الطيب وتؤثر في استيعابهم لدلالاته، ويسعى إلى تجلية طريقتهم في تقديمها إلى المتلقي، انطلاقا من الأهمية الكبرى لعملية التأويل التي يمر بها الناقد أثناء إنتاج الدلالة، بوصف الشعر من أبرز الأجناس الأدبية التي تتميز بإمكانية التحرر من سلطة المعنى الواحد الذي لا يتم بدرجات متساوية، خاصة حين يكون الحديث عن نصوص أبي الطيب التي لا تزال نموذجا للإبداع الشعري ومادة تحرِّض على القراءة والكشف بما تتيحه من إمكانات التفكير والتأويل والقدرة على التجدد والتعايش مع كل زمان ومكان، مما يكسب التأويل الذي يتصدى لهذه النصوص أهمية خاصة.
