قام الجيش الأمريكي بزرع حقل للألغام المضادة للدبابات. لكن العدو قد تمكن من تطهير طريقه بين الألغام وهو الآن آخذ في التقدم. ولكن قبل أن يبتعد العدو بدباباته. قفزت الألغام الموجودة في مسافات بعيدة إلى الطريق الممهد. تعكف الآن المعامل الأمريكية، ملهمة بالدروس الجديدة المستفادة من أفغانستان، على ابتكار أدوات جديدة لاستخدامها في المعارك الحربية في المستقبل، تتضمن الأشياء الخفية مثل الإنسان الآلي القادر على الزحف داخل الكهوف والذي يكتشف وجود الناس والمتفجرات عن طريق حاسة الشم، ثم يقوم بإرسال المعلومات إلى القادة الأمريكيين على بعد أميال عديدة، الخوذات المجهزة بأجهزة الاتصالات ووحدات عرض مرئية، إلى جانب القنابل التي تقوم بمهام الاستشعار. الكمبيوتر وأجهزة الاتصالات في الثواني التي تسبق الانفجار يربط كل هذه التكنولوجيات المختلفة ما تطلق عليه البحرية الأمريكية «شبكةالحرب المركزية» (NCW). الفكرة من وراء عمل هذه الشبكة هي ربط كل الأدوات الخاصة بالحروب معا من أجل سرعة تبادل المعلومات وتحليلها والتصرف طبقا لها «هي القدرة على تجميع كل القوات المقاتلة المتفرقة حتى يتم موافاتهم بكل المعلومات أولاً بأول». كما يقول السيد/ جون روبستو مدير شبكة الحرب المركزية (NCW) بقيادة الأنظمة الجوية البحرية. ترتكز (NCWعلى دعامتين تكنولوجيتين، الأولى هي الشبكة نفسها ويصفها روبستو بأنها «توصف نفسها، تعالج نفسها، وتقوي نفسها». ويقول روبستو» وفي هذا السيناريو سيكون لكل أداة عسكرية. من جهاز الإحساس إلى السفينة إلى الجندي، منفذ IP (بروتوكول الإنترنت) ظاهري، ثنائي الاتجاه وسيقوم الكثيرون بالاتصال بنظام الند للند وسيتم تطعيمهم بوسائل الاتصال المادية والبرمجية وسيضيفون أنفسهم تلقائيا إلى شبكة لاسلكية عند التشغيل.». «سيكون هناك الآلاف من هذه الأشياء التي تتفاعل مع الشبكات المحمولة المنشأةلأغراض خاصة والتي تعتمد على التنظيم الذاتي». هكذا يقول كارل أوبري نائب الرئيس للبناء الاستراتيجي بمؤسسة بوينج للفضاء والاتصالات الكائنة في سيل بيتش، بولاية كاليفورنيا الأمريكية». لقد تغيرت طبيعة العضوية بالشبكات حيث أصبح الاتصال بين أعضاء الشبكة يتم في أجزاء قليلة من الثانية». تقوم الشركة الآن بتطوير الإجراءات والبرمجيات لتشغيل هذا النوع من الاتصال في مركز بوينج المتكامل الجديد الكائن في أناهيم، بولاية كاليفورنيا الأمريكية. ويقول أوبري إنهم سينتهون من ذلك قبل نهاية العام. الدعامة الثانية لشبكة الحرب المركزية (NCW) هي التحليل الذي يتم على سيل المعلومات المتبادلة عبر الشبكة. يقول روبستو إن القوات المسلحة ستقوم باستخدام محركات استنتاج أجهزة كمبيوتر عميلة وشبكات عصبونية لتحويل البيانات غير المعالجة إلى لغة أرض المعركة، واقتراح المعارك أو «سلاسل القتال». روبستو يقول سيكون لدينا محركات الاستنتاج التي تقول: «هذة الفوضى من المعلومات قد تعني».. وأخرى تقول: «أحتاج بعض المعلومات عن موقع مضاد للطائرات أوصاروخ محمول، أرجو أن تخبرني ما الأشياء التي لديها هذه المعلومات في شبكة الاستشعار لديكم». جنود الغد معمل أوك ريدج القومي في أوك ريدج، بولاية تينيسي الأمريكية، يأمل في أن ينجح في تطوير «جندي ذي تكنولوجية عالية أقدر 20 مرة من جندي اليوم» قبل حلول عام 2010، خوذته مجهزة بأجهزة اتصال لاسلكية، وحدات عرض مرئية ثلاثية الأبعاد، وبرمجيات تحدد موقعه بدقة وتخبره عن موقع القوات الصديقة وغير الصديقة. ستدعم الخوذات إمكانية استرجاع البيانات عن طريق الصوت من أجهزة الاستشعار والمصادر الأخرى ذات البرمجيات الذكية العميلة. وفي نفس الوقت يقول السيد/ راش روبينيت مدير مراقبة الأنظمة الذكية بمعمل سانديا الكائن في البوكيرك بمدينة نيو مكسيكو، إن المعمل يعكف الآن على تطوير انسان آلي يمكنه العمل في الهواء، تحت الماء وفي الظروف القاسية بساحات القتال، بما في ذلك حقول الألغام، وان كان بناء هذة الأنظمة التي يمكنها، أثناء مقاومة الهجمات أن تقوم بالاستماع، بالاتصال، بالتفكير، بالحركة وبالانفجار ليس بالأمر الهين، فالأمر يحتاج مهارات تنظيمية، والمعرفة بعلوم الكمبيوتر، الكيمياء، الفيزياء، والهندسة الكهربائية والميكانيكية، ويجب تغيير طريقة التفكير في التعامل مع المشكلات. وقضية أخرى وهي التكلفة، فلو كنا نقوم بالتضحية بآلاف الأجهزة من الإنسان الآلي في مهمة واحدة، فمن غير المعقول أن يكلفنا الجهاز الواحد آلاف الدولارات. ويعمل معمل سانديا الآن مع شركات لعب الأطفال ليرى كيفية بناء هذه الأنظمة بتكلفة قليلة.