اعلن مسؤول فلسطيني امني كبير امس الاثنين انه حصل تقدم طفيف خلال الاجتماعات الامنية التي عقدت ليل الاحد الاثنين مع الجانب الإسرائيلي حول انسحاب الجيش الإسرائيلي من بيت حانون واعادة فتح الطريق الرئيسية في قطاع غزة. لكن المصدر نفسه اوضح ان الجانب الإسرائيلي لم يلتزم بذلك حتى الان. وفي تصريح لوكالة فرانس برس اكد المسؤول الذي فضل عدم ذكر اسمه انه «تم تقدم طفيف في الاجتماع الامني الفلسطيني الإسرائيلي الذي عقد قرب معبر بيت حانون (ايريز) شمال قطاع غزة الليلة قبل الماضية حيث جرى الاتفاق على الانسحاب الإسرائيلي من المناطق المحتلة في بيت حانون شمال قطاع غزة واعادة فتح الطريق العام بين الشمال والجنوب في القطاع كذلك طريق الشيخ عجلين جنوبغزة لكن الجانب الإسرائيلي لم ينفذ اي شيء من هذا». واشار الى انه «تم الاتفاق على ان يتم تنفيذ ما اتفق عليه في هذا الاجتماع صباح امس لكن لم يتم ذلك حتى الان». كما اكد المسؤول الامني الفلسطيني انه تم «الاتفاق على عقد اجتماعات امنية اخرى من اجل ترتيب عودة مواقع قوات الامن الوطني التي قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بقصفها او تدميرها». ومن جانبه أعلن مسؤول الاعلام والثقافة بالسلطة الفلسطينية ياسر عبد ربه عقب الاجتماع الذي عقد بين الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات والمبعوث الامريكي الخاص أنتوني زيني في رام الله والذي استغرق ساعتين ونصف الساعة أنه تم التوصل إلى اتفاق على عقد اجتماعات للقادة الميدانيين من الجانبين. وقال عبد ربه إن الجانب الفلسطيني ناقش مع زيني الانسحاب الإسرائيلي، مكررا القول «لا نستطيع أن نجلس وأن نناقش أفكار تينيت قبل الانسحاب». وأكد مجددا أنه تم الاتفاق على عقد اجتماعات للقادة الميدانيين وبخاصة في بيت لحم وغزة حيث ترابط الدبابات والقوات الإسرائيلية داخل مناطق الحكم الذاتي الفلسطيني، ومن المتوقع أن تسحب إسرائيل قواتها وأن تتولى قوات الامن الفلسطينية عملها في هذه المناطق إثر هذه الاجتماعات. والتقى زيني مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في رام اللهبالضفة الغربية يوم الاحد بعد ان اضاف قيام فلسطيني بهجوم بالرصاص في إسرائيل وتفجير فلسطيني آخر نفسه في القدس وقتال في مدينة بيت لحم مزيدا من الالحاح للجهود الامريكية لانهاء 17 شهرا من اراقة الدماء. وقال زيني في بيان «هذه الهجمات لن تحول دون المساعي التي ابذلها للعمل مع الجانبين لوقف المواجهة الفلسطينية الإسرائيلية». واضاف «في الوقت نفسه من المهم ان تتحمل السلطة الفلسطينية المسؤولية وان تتحرك ضد الارهاب وتعاقب المسؤولين عنه»، وقالت اذاعة إسرائيل ان الجانب الفلسطيني يشترط انسحابا إسرائيليا اولا وان محور المباحثات انصب على تعهد الجانب الفلسطيني بمنع وقوع عمليات ضد إسرائيل وهو الشرط الإسرائيلي لسحب القوات. وقالت الاذاعة ان زيني سيقدم تقريرا عن نتائج جهوده لوقف اطلاق النار الى نائب الرئيس الامريكي ديك تشيني. من جهته اعلن وزير الدفاع الإسرائيلي بنيامين بن اليعازر امس ان اجتماع اللجنة الامنية العليا الإسرائيلية الفلسطينية سيعقد برعاية الموفد الاميركي انتوني زيني. وبحسب وزير الدفاع الإسرائيلي، فان اللجنة الامنية العليا ستبحث في وسائل التوصل الى وقف لاطلاق النار وشروط انسحاب الجيش الإسرائيلي من مناطق الحكم الذاتي الفلسطيني التي لا تزال تحتلها، وقال بن اليعازر في حديث للتلفزيون مساء اول امس انه إذا أظهر الجانب الفلسطيني إرادة طيبة «يمكن إعلان وقف إطلاق النار غدا» وذكر بن اليعازر أن الكثير يتوقف على إرادة الفلسطينيين على تحمل مسؤولية السيطرة على الجماعات التي تحرك العنف ومنع شن هجمات على الإسرائيليين على حد زعمه. وأضاف لدينا أسباب تدعونا للبقاء في بيت لحم وبيت جالا اللتين تشن منهما هجمات على مستعمرة جيلو في القدس، فإذا تولى أحد مسئولية استتباب الامن سنرحل. هذا وقد أكد نبيل أبوردينة المستشار الاعلامي لرئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ياسر عرفات امس أنه لن يتم اجراء أي محادثات مع إسرائيل حتى تسحب قواتها من المنطقة التي تخضع أصلا لسيطرة السلطة الفلسطينية. ونقل تليفزيون ال«بي.بي.سي» البريطاني عن أبو ردينة قوله انه ليست هناك نية لعقد أي اجتماعات سواء سياسية أو أمنية مع الجانب الإسرائيلي قبل الانسحاب التام للقوات الإسرائيلية من المنطقة. وقال أبوردينة إن هذا الموقف يتوافق مع تفاهماتنا مع الأمريكيين ومع ثوابت الموقف الفلسطيني. وسحبت إسرائيل قواتها من رام الله ومدينتين اخريين في الضفة الغربية يوم الجمعة الماضي وسط ضغوط دولية مكثفة لانهاء هجوم عنيف يدعي شارون انه استهدف تعقب النشطاء. ومازالت الدبابات وقوات المشاة الإسرائيلية موجودة في بيت لحم ومحيطها وقال مسؤولو امن فلسطينيون انها مازالت موجودة ايضا في نحو 20 في المئة من اراضي السلطة الفلسطينية في قطاع غزة. وفيما يتصل بالاوضاع على الارض اعلن ناطق عسكري إسرائيلي ان سبعة فلسطينيين يشتبه في تورطهم في عمليات ضد الإسرائيليين اعتقلوا في الضفة الغربية ليل الاحد لاثنين اثناء خمس حملات نفذها الجيش والشرطة الإسرائيلية. وقد قام الجيش بتنفيذ حملتين من هذه الحملات داخل المنطقة « أ » الخاضعة للحكم الذاتي الفلسطيني، واثنتين اخريين في المنطقة «ب» الواقعة تحت السيطرة الامنية الإسرائيلية، والخامسة نفذتها الشرطة في القدسالمحتلة. وتوغل فريق من الكوماندوس في قرية الجديدة بالقرب من جنين في شمال الضفة الغربية في منطقة يشملها الحكم الذاتي. وأسر الكوماندوس في المنطقة فلسطينيين اثنين يشتبه في انهما ناشطان في حركة المقاومة الاسلامية حماس.