سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الجيش يعلن نيته الانسحاب من المناطق الفلسطينية وتسليم السلطة المسؤولية الامنية فيها . تشيني يؤكد الالتزام الاميركي بأمن اسرائيل ويدعو عرفات الى التخلي عن العنف
دعا نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني في اسرائيل امس الرئيس ياسر عرفات الى "التخلي عن العنف كوسيلة سياسية"، وكرر التشديد على الاهمية التي توليها الولاياتالمتحدة لامن اسرائيل. في غضون ذلك، نجح المبعوث الاميركي الجنرال انتوني زيني في جمع الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي في اجتماع امني اسفر عن اعلان وزارة الدفاع الاسرائيلية ان الجيش سينسحب ليل الاثنين - الثلثاء من مناطق السلطة التي اعاد احتلالها اخيرا وانه سيسلم "مسؤوليتها الامنية" الى الفلسطينيين. قال نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني خلال حفلة استقبال له امام مكاتب رئيس الوزراء ارييل شارون في القدس انه سيدعو الرئيس ياسر عرفات "الى التخلي نهائيا عن العنف كوسيلة سياسية"، مضيفا ان الهدف من الزيارة هو ايضا "تذكير العالم ان الالتزام الاميركي ازاء امن اسرائيل لا يمكن ان يتزعزع". ونقلت عنه وكالة "فرانس برس" قوله: "عندها فقط ستنشأ اجواء تتيح التجاوب مع التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني". وزاد ان الهدف من الزيارة هو ايضا "تذكير العالم ان الالتزام الاميركي ازاء امن اسرائيل لا يمكن ان يتزعزع". من جهته، قال شارون في خطاب الترحيب انه "لا يوجد ارهاب سيء وآخر جيد"، مضيفا: "ان اسرائيل امة تنشد السلام وسنبذل كل الجهود للتوصل الى وقف فوري لاطلاق النار ووقف للارهاب". وتابع: "اعلنت في السابق انني سأكون مستعدا لتقديم تنازلات مؤلمة للتوصل الى سلام عادل ودائم. الا اننا لا نستطيع تقديم اي تنازل حول امن مواطنينا وحقهم في العيش بعيدا عن تهديد الارهاب والعنف". وكان تشيني وصل بعد ظهر امس الى اسرائيل في زيارة تستغرق 24 ساعة في اطار جولة له على عدد من دول الشرق الاوسط. ولا يتضمن جدول اعماله لقاء مع عرفات او مسؤولين فلسطينيين، علما ان كبير المفاوضين الدكتور صائب عريقات اعلن ان اي مسؤول فلسطيني لن يلتقي تشيني اذا لم يلتق عرفات "عنوان" الشعب الفلسطيني. في غضون ذلك، اعلنت وزارة الدفاع الاسرائيلية في بيان ان الجيش سينسحب ليل الاثنين - الثلثاء من مناطق السلطة التي اعاد احتلالها وانه سيسلم "مسؤوليتها الامنية" الى السلطة. واتخذ هذا القرار خلال اجتماع للجنة الامنية العليا الفلسطينية - الاسرائيلية الذي عقد في القدس تحت رعاية المبعوث الاميركي انتوني زيني. واضاف البيان ان "اللقاء عقد في اجواء بناءة وبحث خلاله الجانبان طريقة تطبيق خطة تينيت لوقف اطلاق النار. الموضوع لم ينته بعد وتم الاتفاق على عقد لقاء في الايام المقبلة". واوضحت مصادر فلسطينية ل"الحياة" انه تم الاتفاق على سحب قوات الجيش الاسرائيلي من مناطق السلطة تبدأ بمنطقة بيت لحم التي تشمل قرية الخضر ومدينة بيت جالا ومخيمي عايدة والعزة. وكان وزير الدفاع الاسرائيلي بنيامين بن اليعيزر تحدث عن "مؤشرات" الى انسحاب الجيش من مناطق السلطة، والتوصل الى وقف لاطلاق النار مع الفلسطينيين خلال ساعات الليل، الا انه لوح بامكان اعادة احتلال كافة الاراضي الفلسطينية. وقال لاعضاء لجنة الخارجية والامن في الكنيست ان "موجة العمليات المسلحة الاخيرة قد تؤدي الى التوجه الى طاولة المفاوضات او الى اعادة احتلال المناطق". ووصف اعادة احتلال الاراضي الفلسطينية بانه "كارثة لن تعرف امكانية تجاوزها". وفي وقت لاحق، اعلن ان الجيش الاسرائيلي سينسحب من اراضي الحكم الذاتي الفلسطيني خلال الليل. وشارك في الاجتماع الامني عن الجانب الفلسطيني مسؤولا جهاز الامن الوقائي في الضفة وقطاع غزة جبريل الرجوب ومحمد دحلان ورئيس قوات الامن الوطني اسماعيل جبر، فيما حضره عن الجانب الاسرائيلي رئيس جهاز الاستخبارات الداخلية "شاباك" افي ديختر وقائدا ما يسمى بالمنطقتين الوسطى والجنوبية في الجيش ورئيس شعبة التخطيط في هذا الجيش. وعقب الاجتماع، هاجم يهودي من حركة "كاخ" المحظورة بعصا سيارة الرجوب ودحلان قرب فندق "هلتون" حيث جرى الاجتماع، واخذ يصرخ "قتلة". وتدخلت قوات امنية الا انها لم تعتقل المهاجم. ويمهد الاجتماع الامني لاجتماع اللجنة السياسية العليا للمفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين ينتظر ان يعقد على مستوى عال في الساعات المقبلة لتنفيذ خطة "تينيت" الامنية يليها تطبيق تفاهمات "ميتشل". من جانبه، رجح وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز ان "تسمح اسرائيل لعرفات بالتوجه الى بيروت لحضور القمة العربية في حال استمر الهدوء النسبي الذي ساد في اليومين الاخيرين". وعلى رغم عقد اللقاء الامني، واصل الجيش الاسرائيلي احتلاله مناطق في مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية وقرى ياصور والجديدة، وفي منطقة جنين التي شوهدت حشود عسكرية حولها. ونفذت القوات الاسرائيلية حملة اعتقالات طاولت سبعة فلسطينيين على الاقل خلال ال 24 ساعة الاخيرة رغم الهدوء النسبي من الجانب الفلسطيني. كذلك اطلق جنود من "القوات الخاصة" النار على طالب ابو سنينه 32 عاما فاصابوه ثم اعتقلوه بينما كان في حي ابو سنينه الذي يشرف على الحي اليهودي في المدينة حيث يعيش نحو 400 مستوطن يهودي وسط حماية امنية مشددة. وفي تطور لافت، طرح بعض الصحف العبرية امس مسألة المراقبين الدوليين كضرورة حتمية لانجاح مهمة الجنرال زيني لوقف اطلاق النار. وكتب احد الخبراء الاستراتيجيين ان وجود 20 مراقبا اميركيا لديهم خلفية عسكرية و15 مراقبا اوروبيا من شأنه ان يرصد الاوضاع على خطوط التماس بين الفلسطينيين والاسرائيليين لتحديد الجهة التي تخرق وقف اطلاق النار. والمح بن اليعيزر نفسه امام اللجنة البرلمانية امس ايضا الى امكان نشر مراقبين دوليين.