يطول الحديث مع الملحق الثقافي السعودي بدولة الامارات العربية المتحدة الدكتور/ صالح الجميل حول التعاون الثقافي بين البلدين الشقيقين بشكل خاص والبلدان العربية بشكل عام، وما تقوم به الملحقية من خدمات للطلاب السعوديين الدارسين في دولة الامارات اضافة إلى الجهود التي تبذلها لخدمة السياحة السعودية والتعريف بها، من منطلق خدمة الوطن الواجبة على كل واحد من أبنائها سواء داخل الدولة أم في خارجها. * وفي البداية سألناه عن الدور الذي تقوم به الملحقية الثقافية بدبي؟ وأجاب بقوله: الملحقيات الثقافية بشكل عام دورها الأساسي الإشراف على الطلاب ومتابعة تحصيلهم العلمي، ونحن اضافة إلى ذلك نحاول أن نصل إلى مستوى أبعد من ذلك حيث نسعى لجعلها منبر اشعاع ثقافي وحضاري، وحلقة وصل بين المؤسسات التعليمية والثقافية في المملكة والامارات. كما نقوم بتأمين المعلومات التي تطلبها المؤسسات الحكومية والخاصة في المملكة عن الامارات وبالعكس في المجالات الثقافية والتجارية والسياحية والرياضية والاعلامية، وما نقوم به هو واجب وطني على كل واحد من أبناء المملكة سواء كان في هذا الموقع أو غيره. * كم عدد الطلاب الذين يدرسون في الامارات؟ الطلاب الذين يدرسون في الامارات ينقسمون إلى قسمين: الأول/ طلاب مبتعثون من قبل وزارة التعليم العالي ويدرسون على نفقتها ويقدر عددهم ب«77» طالباً وطالبة، وهناك طلاب يدرسون على حسابهم الخاص وهم القسم الثاني وهؤلاء يزيد عددهم عن «700» طالب وطالبة موزعين على عدد من الجامعات والكليات مثل جامعة الشارقة والجامعة الأمريكية بالشارقة وجامعة عجمان وكلية الشريعة والدراسات الإسلامية برأس الخيمة. * هل هناك فرق بين الطلاب الذين يدرسون على حسابهم الخاص والطلاب المبتعثين من قبل الوزارة من ناحية المتابعة؟ نعم.. فالطلاب المبتعثون نقوم بالاشراف الكامل من حيث متابعة تقاريرهم الدراسية وتحصيلهم العلمي، وانهاء كافة الاجراءات اللازمة وصرف مكافآتهم والعمل عل حل كل مايعترضهم من مشاكل وعقبات سواء في الجانب التعليمي أو الاجتماعي. أما الذين يتلقون تعليمهم على نفقتهم الخاصة فنحن نرحب بهم ونعمل على مساعدتهم وحل مشاكلهم فهم أولاً وأخيراً أبناء المملكة ولايمكننا التغاضي عنهم، فنحن نعمل للوطن وهم أبناؤه، كما انهم يبادلوننا نفس الشعور حيث يشاركون في الأنشطة والاحتفالات التي تقام بشكل رائع وفعال. * هل لك أن تحدثنا عن بعض الأنشطة التي يقوم بها الدارسون من طلاب وطالبات؟ للطلاب السعوديين حضور واسع في مجال النشاط الطلابي في الجامعات سواء من قبل الطلاب أو الطالبات وخاصة في النادي السعودي في الجامعة الأمريكية، ونادي الطالبات في جامعة الشارقة حيث يساهمون مساهمة فعالة في ابراز اجنحة المملكة، ونحن بدورنا نقدم لهم المساعدة سواء أكانت مادية أو معنوية وذلك بتزويدهم بكافة الملصقات والكتيبات والنشرات التي تتحدث عن تاريخ وحاضر ومستقبل المملكة في كافة المجالات. * كيف ترون مجال التعاون الثقافي بين المملكة والامارات؟ تربطنا علاقات متميزة مع جميع المؤسسات الثقافية في الامارات سواء الأكاديمية كالجامعات والكليات ومراكز البحوث أو دوائر الثقافة والاعلام في دبي والشارقة والمجمع الثقافي في أبوظبي، كما تربطنا علاقة متينة بندوة الثقافة والعلوم بدبي حيث نشاركهم مواسمهم الثقافية واحتفالاتهم، ونقوم بترشيح الضيوف المشاركين في تلك الفعاليات من السعوديين كما نعمل على توثيق عرى التعاون والتواصل الثقافي والعلمي بين البلدين الشقيقين بشكل كامل، والتقريب بين المثقفين والمراكز الثقافية في السعودية والامارات من خلال تبادل الاصدارات والاهداءات على نطاق واسع، اضافة إلى ذلك فإننا نقوم بمهمة جليلة ألا وهي اهداء نسخ من القرآن الكريم وهذه المهمة نتقاسمها مع مراكز الدعوة، ومن هذا المنطلق فإننا نلعب دور الوسيط في مجال التعاون الثقافي بين الساحتين الثقافيتين. * في كل عام تقام معارض دولية للكتاب.. وللمملكة مشاركات متميزة فيها وخصوصاً في العام الماضي.. ما الدور الذي تقومون به في تلك المعارض؟ لنا دور كبير في معارض الكتاب سواء في الشارقة أو في أبوظبي حيث نتولى مهمة اشتراك أكثر من 16 جهة ثقافية في المملكة لتعرض اصداراتها مثل مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف ووزارة التعليم العالي والرئاسة العامة لرعاية الشباب ووزارة المعارف ودارة الملك عبدالعزيز وعدد من الجامعات السعودية وغيرها. وهي مشاركة متميزة وفي اطراد وتزايد عاماً بعد عام وما نقوم به في تلك المعارض يتمثل في التنسيق بين الجهات الحكومية في كل من المملكة والامارات وحجز الأجنحة والمواقع واستلام الكتب وترتيبها وعرضها في جناح واحد بالتعاون مع مندوبي الجهات الحكومية، وفي هذه السنة قامت الملحقية بطباعة دليل يشتمل على الكتب العلمية والثقافية والدينية ليسهل على زائر المعرض معرفة ما عرض من كتب في الجناح السعودي. كما تسعى الملحقية جاهدة للمشاركة في البرامج الثقافية المصاحبة لتلك المعارض من خلال المفكرين والمثقفين والأدباء السعوديين، وقد شارك في هذه السنة أثناء معرض الشارقة الدولي للكتاب فضيلة الشيخ الدكتور/ عبدالرحمن السديس امام وخطيب المسجد الحرام بمحاضرة عن «خصوصيتنا الثقافية والتحديات المعاصرة» كما شارك الشاعر الدكتور/ صالح الزهراني من جامعة أم القرى والشاعر/ أحمد الصالح من النادي الأدبي بالرياض في أمسية شعرية خلال المعرض. * اعتادت المملكة على اقامة أيام ثقافية سعودية في بعض الدول العربية.. فبحكم عملكم الحالي، ومشاركاتكم السابقة في تلك الأيام. ماذا حققت تلك الأيام؟ الأيام الثقافية السعودية لوحة فنية ثقافية سياحية تبرز تطور المملكة وتعرض ما لديها من تقدم في مختلف المجالات. وهي فرصة للاحتكاك الثقافي والتبادل المعرفي والتواصل بين الأكاديميين السعوديين واخوانهم في الدول العربية. فعلى سبيل المثال ومن خلال مشاركتي في الأيام الثقافية التي أقيمت في المغرب وجدت بأن هناك فجوة بين الثقافتين ونحن أبناء أمة واحدة وتاريخ مشترك لكن هذه الأيام تقلصت تلك الفجوة، وأزيل جزء كبير من الغربة الثقافية، اضافة إلى أن وزارة التعليم العالي تقيم في كل مرة معرضاً للكتاب السعودي وما أنتجه أدباؤها ومفكروها وعلماؤها وبعد ذلك وفي نهاية تلك الأيام يقدم ذلك المعرض هدية للجامعات في ذلك البلد. * قلت في بداية الحديث بأنكم تسعون جاهدين لأن تكون الملحقية منبر اشعاع ثقافي.. ماذا اعددتم للوصول لهذا الهدف؟ الطموح كبير.. والأفكار والمشاريع كثيرة.. فنحن الآن بصدد تنظيم موسم ثقافي يبدأ في سبتمبر وينتهي في يونيو من كل عام. حيث نسعى من خلال وزارة التعليم العالي بالمملكة لدعوة المفكرين والأدباء لإلقاء المحاضرات والمشاركة في الندوات التي ستقام كل شهر في مختلف المجالات التعليمية والثقافية. كما نسعى حالياً لاصدار نشرة ثقافية يساهم الطلاب السعوديون في تحريرها وإعداد مادتها، كما ان هناك مشروعاً آخر تعمل الملحقية على انجازه ويتمثل في اصدار كتيب يشتمل على أهم الاصدارات الحديثة في دولة الامارات والمؤتمرات والندوات التي عقدت أو ستعقد لاحقاً في الجامعات ومراكز البحوث في دولة الامارات. * ونحن الآن نحتفل بمرور عشرين عاماً على تولي خادم الحرمين الشريفين حفظه الله مقاليد الحكم. ماذا ستقدمون بهذه المناسبة الغالية؟ بهذه المناسبة الغالية على قلوبنا جميعاً احتفلت المملكة بمختلف قطاعاتها، ومنها وزارة التعليم العالي ونحن جزء منها وقد قمنا بإعداد نشاط ثقافي بدأ في 20/11/1423ه حتى نهاية شهر ذي الحجة وقد حصلنا على موافقة الجهات المعنية بدولة الامارات. ويضم هذا النشاط عدداً من المحاضرات والمعارض واللقاءات ومن أبرزها محاضرة لمعالي وزير التعليم العالي د.خالد العنقري وستكون في جامعة الشارقة ومحاضرة أخرى لوكيل الوزارة د.عبدالله المعجل وستكون في الجامعة الأمريكية وسيتحدث فيها عن «تقنين الحاسبات المتقدمة ودورها في التنمية». اضافة إلى معرض مصور لانجازات خادم الحرمين الشريفين سيعرض في الجامعة الأمريكية والمجمع الثقافي بأبوظبي . كما سيكون هناك لقاء لمعالي وزير التعليم العالي بأبنائه الطلاب السعوديين لمناقشتهم والتعرف على أحوالهم وحل ما يواجههم من مشاكل ومصاعب. ومن ضمن البرنامج ستقام محاضرة عن العلاقات السعودية الاماراتية في عهد خادم الحرمين الشريفين وصاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان رئيس دولة الامارات. وسيصاحب هذه المحاضرة معرض لإنجازات هاتين الشخصيتين اللتين لهما دور بارز في السياسة العربية الخليجية والدولية. كما سيكون هناك ندوة عن تطور تعليم المرأة السعودية والاماراتية وستعقد تلك الندوة في جامعة زايد للبنات. اضافة لذلك سيحتضن مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث محاضرة حول جهود المملكة في الحفاظ على التراث الإسلامي في عهد خادم الحرمين الشريفين، ومحاضرة أخرى في ندوة الثقافة والعلوم بدبي عن الانجازات الثقافية في عهد خادم الحرمين الشريفين. كما ستكون هناك محاضرة في نادي دبي للصحافة. بالاضافة لذلك سيكون هناك لقاء تلفزيوني في قناة الشارقة مع وكيل الوزارة للشؤون التعليمية د.خالد السلطان يتحدث فيه عن مستقبل التعليم العالي الخليجي. ومن جانب آخر ستقوم الملحقية بإصدار كتيب يشتمل على أبرز الانجازات والأحداث في عهد خادم الحرمين الشريفين مدعماً بالصور لكل مناسبة من المناسبات. ونحن بدأنا بالاستعداد لاقامة هذه الفعاليات لكي تظهر مناسبة للحدث الذي ستقام من أجله وهو مرور عشرين عاماً على تولى خادم الحرمين الشريفين حفظه الله مقاليد الحكم. ونأمل أن نوفق في هذا العمل وأن ينال الاعجاب والتقدير لنبرز جزءاً يسيراً مما قدمه مولاي الملك فهد لهذا الوطن ولهذا الشعب.