تأهبت الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي لبدء جهود جديدة لتهدئة الأوضاع بالشرق الأوسط في الوقت الذي هددت فيه أعمال العنف بين الفلسطينيين والإسرائيليين بالخروج عن نطاق السيطرة في الوقت الذي تعتزم فيه إسرائيل رفع الحصار عن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات المحتجز في رام الله لما يقرب من الثلاثة أشهر. وقال كولن باول وزير الخارجية الأمريكي يوم الجمعة إن الولاياتالمتحدة تشعر بقلق بشأن «التصعيد الخطير» في الانتفاضة التي بدأت قبل نحو 17 شهرا ضد الاحتلال الإسرائيلي. وأردف قائلا للصحفيين على متن طائرة الرئاسة حيث رافق الرئيس الأمريكي جورج بوش في جولته الآسيوية «نشعر بقلق.. بمجرد أن أعود إلى واشنطن.. سأمضي جانبا كبيرا من عطلة نهاية الاسبوع في إعادة الارتباط بين الجانبين». وقال باول إن كلا من الطرفين «يحاول التحرك إلى الأمام» في عملية السلام بعد أن شنت القوات الإسرائيلية هجمات انتقامية شرسة ردا على هجوم فلسطيني أدى إلى قتل ستة جنود يوم الثلاثاء. وتعرضت إدارة بوش لانتقادات بسبب نأيها بنفسها عن الصراع في الشرق الأوسط رغم أنها تريد الحصول على الدعم العربي لحملتها ضد الإرهاب. ومن المقرر أن يصل خافيير سولانا منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي إلى المنطقة اليوم الاحد للاجتماع مع الزعماء الفلسطينيين والإسرائيليين قبل زيارة مصر والأردن. وقال سولانا للصحفيين «لا تتوقعوا معجزات». وساد هدوء في الغارات الإسرائيلية يوم الجمعة بعد ان اجتمع مسؤولون أمنيون فلسطينيون وإسرائيليون في اليوم السابق لبحث سبل وقف العنف. وقال جبريل الرجوب رئيس جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني في الضفة الغربية إن الفلسطينيين فهموا أثناء الاجتماع أن إسرائيل مستعدة لوقف الغارات على الأراضي الفلسطينية في محاولة لتشجيع الهدوء. وأضاف أن من المزمع عقد اجتماع آخر اليوم الاحد، ولم يصدر تعليق إسرائيلي على الفور على تصريحات الرجوب. لكن من المتوقع أن يناقش أعضاء مجلس الوزراء الإسرائيلي اليوم أو غدا رفع الحصار عن عرفات في مقره برام الله. وتصر إسرائيل على أن ينهي عرفات أعمال العنف ويقضي على الجماعات المتشددة قبل المضي قدما في عملية صنع السلام. ويقول الفلسطينيون إن حصار إسرائيل لعرفات وتطويقها لأراضيهم يمنعان قوات الأمن من التحرك ضد الجماعات المتشددة ويثيران أعمال عنف جديدة.