عاد ارييل شارون رئيس وزراء اسرائيل الى اسرائيل أمس الاحد بعد الحصول على تعهد امريكي بالضغط على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بشأن المتشددين ولكنه اخفق في الحصول على موافقة واشنطن بقطع العلاقات مع عرفات. ويعود شارون من زيارة استغرقت ثلاثة ايام للولايات المتحدة ليعالج بأسلوبه الدموي سلسلة من القضايا الامنية. وحصل شارون على وعد من الرئيس الامريكي جورج بوش خلال لقاء في البيت الابيض يوم الخميس على مواصلة الضغط على عرفات كي يقمع الناشطين على الرغم من ان بوش لم يصل الى حد قطع العلاقات مع عرفات مثلما كان يأمل شارون. في الوقت نفسه تزايد خلاف بين الاتحاد الاوروبي وواشنطن بشأن سياسة الشرق الاوسط عندما اعلن وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي بعد اجتماع استمر يومين في اسبانيا ضرورة تقليل التركيز على الجوانب الامنية وزيادة التركيز على النواحي السياسية من الصراع. وبدلا من ذلك اعطى الاتحاد الاوروبي قوة دفع لحملته الدبلوماسية لاستئناف مفاوضات السلام المتوقفة على الرغم من اعمال العنف المستمرة والتي ادت الى استشهاد اكثر من الف فلسطيني منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية ضد الاحتلال الاسرائيلي في سبتمبر ايلول عام 2000. وانتقد الوزراء الأوروبيون ايضا عزل اسرائيل لعرفات والذي تحاصره الدبابات الاسرائيلية في مقره برام الله منذ اوائل ديسمبر/ كانون الاول. وقال خوزيب بيكه وزير خارجية إسبانيا التي ترأس الدورة الحالية للاتحاد الاوروبي: من المهم جدا ان نعيد السياسة الى محور النقاشات بشأن الشرق الاوسط. وأضاف بيكه انه لا يمكن لاسرائيل ان تطلب من عرفات ان يبذل جهدا بنسبة مئة في المئة وفي نفس الوقت تحد من حركته وحريته وتضعفها. ويتباين رأي وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي عن آراء اسرائيل والولاياتالمتحدة التي دعت لوقف العنف في المنطقة قبل ان يكون بالامكان استئناف المفاوضات. وقال بوش خلال مؤتمر صحفي مشترك مع شارون في البيت الابيض يوم الخميس انه ما زال يضغط على عرفات كي يقلل ما اسماه النشاط الارهابي. وتجنب بوش الاجابة على سؤال بشأن ما اذا كانت الولاياتالمتحدة ستقطع علاقاتها مع عرفات بناء على دعوة شارون التي وجهها قبل زيارته لواشنطن. ورغم ان الاتحاد الاوروبي دعا عرفات مرارا الى قمع النشطاء فانه يرفض محاولات شارون لتهميش عرفات كما انه استاء من إحجام الولاياتالمتحدة عن إثناء رئيس الحكومة الاسرائيلية عن هذه السياسة. وقال وزير الخارجية البريطاني جاك سترو انه سيسافر ونظيره الالماني يوشكافيشر الى الشرق الاوسط كلاً على حدة في وقت لاحق هذا الاسبوع لتقييم الوضع. وتختلف فرنساوالولاياتالمتحدة ايضا بشأن دعوة فرنسية لاعلان اسرائيل بشكل واضح ضرورة قيام دولة فلسطينية واجراء انتخابات في الاراضي الفلسطينية تعطي الفائز تفويضا للتفاوض بشأن السلام. ورفضت واشنطن الخطة الفرنسية على أساس انها ستصرف الاهتمام عن اولويات الولاياتالمتحدة الخاصة بالشرق الاوسط.