اعلن وزير المالية الفلسطيني محمد زهدي النشاشيبي امس الجمعة ان السلطة الوطنية الفلسطينية شرعت باجراءات لالزام اسرائيل عبر المحاكم الدولية بدفع تعويضات عن جميع الخسائر التي لحقت بالاقتصاد الفلسطيني مطالبا الدول العربية بتقديم الاسناد والدعم المالي اللازم. وقال النشاشيبي لوكالة فرانس برس إن «السلطة الوطنية شرعت في اجراءات حثيثة لالزام اسرائيل عبر المحاكم الدولية بدفع تعويضات عن جميع الخسائرالتي لحقت بالقطاعات الاقتصادية الفلسطينية». واضاف ان «الدعوة القضائية ستقدم امام محكمة العدل العليا في بلجيكا فور الانتهاء من الترتيبات الخاصة بجمع الوثائق التي تثبت آثار الدمار والخسائرالتي لحقت بالاقتصاد الفلسطيني في جميع قطاعاته». واكد ان خسائر الاقتصاد الفلسطيني نتيجة الحصار والاغلاق الاسرائيلي بلغت «اكثر من خمس مليارات ومئتي مليون دولار وتصل الخسائر الى عشرة مليارات دولار اذا ما حسبت بالآثار المدمرة على المدى البعيد». وتابع النشاشيبي ان «السلطة الفلسطينية ليس بمقدورها ان تتحمل هذه الخسائرلانها تفوق في مجملها دخل السلطة الوطنية لمدة خمس سنوات مما يتطلب دعم ومساندةالدول العربية الشقيقة والمجتمع الدولي». الى ذلك ناشد النشاشيبي المجلس الاعلى العربي )من شأنه اقرار توصيات لجنة المتابعة العربية المنبثقة عن مؤتمر القمة العربية التي عقدت اجتماعها مؤخرا في عمان بالاردن بمنح مساعدات للسلطة الفلسطينية( اقرار هذه المساعدات وضمان تدفقها بسرعة خلال شهر تموز/يوليو القادم. واوضح النشاشيبي ان «الاستحقاقات المالية من عوائد الضرائب والجمارك التي تحتجزها اسرائيل تقدر بحوالي 190 مليون دولار». مشيرا الى «اتصالات مستمرة لاستعادة هذه الاموال ونتوقع اذا انفرجت الاوضاع ان يتم تحويل هذه الاموال خلال عشرة ايام». واكد ان «هناك عجزا في الموازنة الشهرية للسلطة الفلسطينية يبلغ خمسة واربعين مليون دولار مطلوب دفعها للموظفين العاملين في السلطة الفلسطينية». وقد فرضت اسرائيل حصارا واغلاقا مشددا على الاراضي الفلسطينية منذ ثمانيةاشهر ومنعت مئة وعشرين الف عامل فلسطيني من الضفة الغربية وقطاع غزة من التوجه الى اماكن عملهم داخل اسرائيل وفقا لوزارة المالية الفلسطينية. من ناحية اخرى اعلن نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات امس الجمعة ان عرفات التقى في مقره برام الله بالضفة الغربية ممثل الاتحاد الاوروبي الاعلى للسياسة الخارجية خافيير سولانا على ان يلتقي اليوم السبت المبعوث الامريكي الى الشرق الاوسط وليام بيرنز. وقال ابو ردينة لوكالة فرانس برس ان اللقاءين «يندرجان في اطار الجهود الدولية لتذليل العقبات امام وضع جدول زمني لتطبيق ورقة تينيت وتقرير ميتشل». واضاف «هناك فرصة سانحة لتحقيق انفراج لكن الحكومة الاسرائيلية لا تريدذلك على ما يبدو ونرجو ان تعمل على استغلالها». ويأتي لقاء سولانا بناء على طلب الاخير في حين يهدف لقاء بيرنز ايضا إلى ترتيب جولة وزير الخارجية الامريكي كولن باول المرتقبة الى المنطقة. ويزور رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون واشنطن ابتداء من الاثنين المقبل حيث سيجتمع بالرئيس الامريكي جورج بوش وباول. ويجري وزير التخطيط والتعاون الدولي الفلسطيني نبيل شعث محادثات في واشنطن مع باول ومع مسؤولين امريكين اخرين. واعتبر ابو ردينة ان الادارة الامريكية والاسرة الدولية «تسعيان الى اغتنام الفرصة المتاحة والتدخل لمنع تفاقم الامور». ولم تنجح المحادثات الامنية الاسرائيلية التي جرت خلال العشرة الايام الماضية برعاية امريكية بوضع جدول زمني لتطبيق ورقة تينيت الخاصة بتثبيت وقف اطلاق النار في الاراضي المحتلة. وتعالج ورقة تينيت التي وضعها جورج تينيت رئيس وكالة الاستخبارات الامريكية )سي.اي.ايه( الشق الامني من توصيات لجنة ميتشل حول انهاء المواجهات الاسرائيلية الفلسطينية. على صعيد آخر ايضا حاول دبلوماسيون امريكيون واوروبيون مجدداامس الجمعة انقاذ وقف اطلاق النار بين الاسرائيليين والفلسطينيين الذي تعرض لخروقات عدة قبل جولة وزير الخارجيةالامريكي كولن باول الى المنطقة الاسبوع المقبل.