في هذه الأيام المباركة من شهر الله الحرام أثلج صدور المسلمين المؤمنين صدور الأمر الملكي الكريم القاضي بتعيين معالي فضيلة الشيخ الدكتور/ صالح بن عبدالله بن حميد إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة والرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي وذلك بتعيينه رئيساً لمجلس الشورى خلفاً للفقيد الراحل فضيلة الشيخ/ محمد بن إبراهيم بن جبير رحمه اللهرحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وألهم ذويه الأجر والصبر . ولا شك أن وفاته ورحيله أحدثا صدمة للمسلمين عامة في أقطار العالم وللقيادة السعودية خاصة التي فقدت رجلاً قاد مجلس الشورى بكل قدرةٍ واقتدار تحت التوجيهات الكريمة من لدن ولاة أمورنا.. وفقهم الله.. ولكن في نفس الوقت فقده يجبره بإذن الله تعالى الشيخ صالح بن عبدالله بن حميد الذي هو غني عن الإشادة به وبأعماله ومكانته العلمية ونشاطاته الدعوية المختلفة.. فمن هنا يتبين لنا بحمد الله تعالى أننا ملأى من الرجال المخلصين الذين يقودون أعمالهم إخلاصاً لله عز وجل والذين يقولون الحق وبه يعملون ويعدلون فاختيار ولي امرنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين معالي شيخنا رئيساً لمجلس الشورى إنما جاء بتوفيق الله تعالى لهذه القيادة المباركة وثقتها به بأنه أهل لها وهو القادر على حمل راية الشورى وهذا هو سر إخلاصها وحبها أن تكون أعمالها وأمورها شورى بينهم في ظل الكتاب الكريم والسنة النبوية الكريمة. فالشيخ صالح بن حميد ليس غريباً على مجلس الشورى بل هو أحد الكوكبة الدرية الذين خرّجهم هذا المجلس الشوري. فعمل به عضواً لمدة ثماني سنوات قضاها في خدمة الإسلام والمسلمين ثم تخرج منه إلى رئاسة الحرمين الشريفين وها هو يعود إلى رئاسة المجلس ليقود زمام الأمور ويقود السفينة ورجالها بإيمانه القوي وعقليته المتزنة وحكمته السديدة وسياسته المحنكة حاملاً معه العمل الجاد والتطلع إلى تحقيق كل ما فيه رضا الله عز وجل ورضا نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ثم رضا القيادة المباركة وذلك لما فيه مصلحة الإسلام والمسلمين ومصلحة الوطن والمواطن والنظر المتعمق لخير العباد والبلاد. ولعلي في هذا المقام أذكر شيئاً من سيرة شيخنا صالح بن حميد وأهم أعماله الداخلية والخارجية، فالشيخ صالح تلقى تعليمه النظامي في بريدة في منطقة القصيم وكان ملازماً لوالده الشيخ عبدالله بن محمد بن حميد رحمه الله رحمة واسعة مفتي البلاد وقاضيها سابقاً. فهو ملازم له في التعليم وذلك بفنونه المختلفة كالتوحيد والفقه واللغة العربية إلى جانب حفظه للمتون المتعددة مثل كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبدالوهاب والعقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمهم الله تعالى والعقيدة السفارينية ومتون الفقه العديدة ومتون اللغة وغيرها، حفظ القرآن الكريم مجوداً وذلك في بيت الله الحرام في السادسة عشرة من عمره ويعد من أوائل خريجي جمعيات تحفيظ القرآن الكريم بمكة المكرمة، وله نشاطات دعوية في الجمعيات والهيئات والندوات الداخلية والخارجية وله نشاطات ومشاركات ثقافية وأدبية وسياسية داخل المملكة وخارجها إلى قيامه بالرحلات الدعوية الداخلية منها والخارجية ومشاركته في العديد من الملتقيات الإسلامية في بقاع العالم تحت التوجيهات الحكيمة، إلى العديد من نشاطاته الدعوية والإرشادية كالمحاضرات والدروس العلمية في المسجد الحرام وغيره إلى مساهمته في بعض الوسائل الإعلامية من خلال الدروس المكية والمقالات والكتابات العلمية ومساهمته في المؤلفات العلمية المختلفة. صدر التوجيه الكريم بتعيينه إماماً وخطيباً للمسجد الحرام وذلك في عام«1404ه وفي عام«1411ه» صدر الأمر الكريم بتعيينه نائباً للرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي وفي عام«1414ه» عين عضواً في مجلس الشورى وعمل فيه لمدة ثماني سنوات ثم صدر الأمر الملكي الكريم في عام«1421ه» بتعيينه رئيساً عاماً لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي كذلك صدر الأمر الملكي الكريم لعام «1421ه» القاضي بتعيينه عضوا في الإفتاء. وفي الأيام المباركة من شهر ذي القعدة لعام«1422ه» عين رئيساً لمجلس الشورى. نسأل الله أن يوفق شيخنا وأن يرزقه السداد والثبات في الدارين وأن يجعله خيراً وذخراً للإسلام والمسلمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.