* لو لم يكن في مهرجان الجنادرية إلا اجتماع المثقفين في الوطن العربي في مكان واحد وتبادل الآراء في قضايا الثقافة والأدب لاستحق الثناء.. لكن هذا المهرجان يثبت في كل عام من خلال تطوره المستمر أنه كرنفال ثقافي تراثي يسترعي الانتباه ويستحق ما يبذل فيه من جهد ومال، فالثقافة هي عنوان حضارة الشعوب.. ودليل تقدمها في المجالات الإنسانية كافة. * كان بودي أن أستمر في الحديث عن المهرجان وتعديد سماته لكن «أهل القسم الشعبي» يطالبونني دائما بالاختصار والحديث عن الأدب والتراث الشعبي فقط.. ولأن المهرجان قد غطى كل جوانب الثقافة السعودية بما فيها الأدب الشعبي والتراث الشعبي بكل ألوانه وفنونه، فهنا أشيد بما حوته قرية الجنادرية من مشاركات جديدة وجيدة بمعنى الكلمة سواء من المنطقة الوسطى أو من مناطق المملكة الأخرى. وكذلك التنظيم المميز لشعر الرد.. والأمسيتين الرائعتين لشعراء الشعر الشعبي اللتين ختمت بهما فعاليات المهرجان وقد أحسن الشاعران راشد بن جعيثن ومتعب العنزي إدارتهما.. لكن الصحافة لم تفصل في تغطيتها ولم تنقل كل ما دار في القاعة ليلتي الجمعة والسبت الماضيين، فقد روى لي بعض حضور الأمسيتين أحداثاً لم تنقلها الصحافة ولو نقلت لبينت تميز بعض الشعراء عن البقية. * وفي شعر الرد قدمت الجزيرة تحقيقاً وافياً عن فعاليات القاعة المخصصة لشعراء الرد وقد ظهر اسمان جديدان هما الشاعر السعودي الهاب بن عوض الحربي وسعيد بن رحمة المري من دولة قطر الشقيقة وهذا انجاز يحسب للجنة شعر الرد برئاسة الشاعر عبدالله بن حمد السبر الذي ركَّز على النوعية المطلوبة في شعر وشاعر الرد وقد نجح هذا العام بشكل مميز. * التغطية الإعلامية لفعاليات مهرجان جنادرية (17) كانت أفضل بكثير من السنوات الماضية بالنسبة للتلفزيون والاذاعة.. أما الصحافة فكانت كذلك منذ عرف المهرجان لكن تغطية فعاليات لجنة الشعر الشعبي ما زالت أقل من المأمول وإن كانت الجزيرة قد تميّزت هذا العام بشكل ملموس في تغطية جميع الفعاليات بما فيها الشعر الشعبي. * حضور الشاعر الكبير رشيد الزلامي غطى غياب عدد غير قليل من رواد شعر الرد ولا يستغرب فأبوجميل مدرسة شعرية وحضوره يعتبر مكسباً كبيراً لكل احتفال يكون ضمن فعالياته شيء عن الشعر الشعبي عامة وشعر الرد على وجه الخصوص.