بينما تتواصل الجهود الأوروبية والعربية للضغط باتجاه اعادة مسيرة السلام الى طريقها ومواجهة الصلف الاسرائيلي المتمثل في ضرب كل جهود السلام قال رئيس الوزراء الاسرائيلي أرييل شارون: ان اسرائيل مستعدة حسب قوله للقبول بإقامة دولة فلسطينية وان هذه ستقوم في نهاية المطاف بحيث تكون دولة منزوعة السلاح وتمتلك مجرد قوات شرطية مهمتها حفظ الأمن. وقال شارون الذي نقلت اوساط صحفية اسرائيلية عن حديث له ستنشره احدى الصحف الاسرائيلية غدا انه «مستعد» لتقديم ما وصفه بتنازلات عن «أراض اسرائيلية» مقابل تحقيق السلام. هذه هي أول مرة يعلن فيها شارون ذلك فقد سبق وأعلن عما وصفه بتنازلات مؤلمة يمكن ان تقدمها، اسرائيل اذا ما وجدت شريكا حقيقيا لإتمام عملية السلام. وذلك في معرض حرص شارون على اشاعة اجواء تدلل على ان ياسر عرفات ليس شريكا حقيقيا من اجل السلام وفق الرؤية الاسرائيلية، ونفى شارون بشدة انباء تحدثت عن تكليفه لوزير الخارجية شمعون بيريز باعداد صيغة اتفاق سلام مع الفلسطينيين. الا انه ألمح الى ان بيريز يمكنه القيام بذلك مستقبلا اذا ما تم التوصل الى التهدئة ووقف اطلاق نار شامل. وألمح شارون الى ان حكومته لا تنوي انهاء سلطة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، وذلك عندما أشار في حديثه الذي ينشر في اسرائيل اليوم الجمعة، الى ان القادة العسكريين الاسرائيليين اتفقوا ابان الغزو الاسرائيلي للبنان عام 1982م على عدم تصفية عرفات. من ناحية اخرى اعلن ناطق عسكري اسرائيلي ان عبوة ناسفة كبيرة انفجرت أمس الخميس على مقربة من حافلة اسرائيلية كانت تقل عمالاً تايلنديين في احدى المستوطنات الاسرائيلية في قطاع غزة، وقال المتحدث الاسرائيلي ان الانفجار أسفر عن وقوع اصابتين فيما هرعت قوات اسرائيلية الى المكان ونشب اشتباك مسلح مع واضعي العبوة. وكانت القوات الاسرائيلية قد اعتقلت صباح امس ثلاثة مواطنين من الضفة الغربية تتهمهم اسرائيل بالقيام بأعمال مقاومة للاحتلال. من جهة اخرى قصفت قوات الاحتلال عدة منازل في رفح كما اقتحمت وحدات منها المخيم الذي عاشت فيه الاستشهادية الفلسطينية وفاء ادريس بطلة عملية القدس التي حدثت الاسبوع الماضي وتعهدت نساء في المخيم باتباع خطا وفاء مبديات استعدادهن للقيام بعمليات مماثلة، وفي ذات الوقت استشهد فلسطينيان بعد ان فجرا عبوة ناسفة في مستعمرة يهودية بقطاع غزة، وتواصلت في غضون ذلك الانتقادات الدولية للانحياز الامريكي لاسرائيل وقالت فرنسا ان مواقف واشنطن تجردها من دورالوسيط النزيه. فقد أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الاسلامية «حماس» مسؤوليتها عن تفجير عبوة داخل محيط مجمع مستعمرات غوش قطيف جنوب قطاع غزة وقالت ان منفذي العملية محمد عبد ربه عماد من مخيم جباليا ومازن ربحي بدوي من منطقة الشيخ رضوان شمال غزة قد استشهدا، الى ذلك توغلت وحدة اسرائيلية ليل الاربعاء الخميس في داخل قطاع رام الله الفلسطيني وتوجهت الوحدة المؤلفة من دبابتين وآليتين مدرعتين وجرافة نحو مخيم الامعري للاجئين الذي كانت تعيش فيه الاستشهادية وفاء ادريس التي نفذت الاحد الماضي تفجيرا في القدس ادى الى مصرع اسرائيلي وجرح 150 آخرين. وقالت سيدات ونساء في المخيم انهن مستعدات لتنفيذ اعمال استشهادية مثل العمل البطولي للشهيدة وفاء. ومن جانب آخر أعرب رئيس الوزراء الاسرائيلي الارهابي أريل شارون عن أسفه لعدم قيام اسرائيل «بتصفية» الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أثناء عملية حصار بيروت منذ قرابة عقدين. وفي باريس انتقد وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين اول امس ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش لدعمها المتزايد لاسرائيل قائلا انه سيفقدها دورها كوسيط نزيه.
