عمدت اسرائيل امس الى تسخين الوضع على الارض بتنفيذها عملية هدم جماعية لمنازل فلسطينيين هي الاولى في حجمها منذ سنوات فيما انفجرت سيارة تحمل متفجرات بالقرب من موقع عسكري اسرائيلي في قطاع غزة وسط تصريحات لوزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز اكد فيها ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ابلغ رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية جورج تينيت نيته تنفيذ "سياسة جديدة" لمنع الهجمات الفلسطينية. أعلنت اسرائيل عن وجود "انذارات ساخنة" بتنفيذ عمليات هجومية ضد اهداف اسرائيلية بما في ذلك تفجير سيارات مفخخة وعمليات انتحارية وذلك غداة مقتل ضابط اسرائيلي كبير في وحدة "شمشون" الخاصة التي تعتبر من اهم وحدات النخبة في العمل الاستخباري الاسرائيلي داخل الاراضي الفلسطينية وفشل عملية تفجير في قطاع غزة، وذلك في الوقت الذي نسب فيه الى وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز قوله ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ابلغ الاسرائيليين والاميركيين بنيته انتهاج "سياسة جديدة" لمنع الهجمات الفلسطينية. وقالت مصادر اسرائيلية نقلاً عن رئيس الوزراء ارييل شارون قوله خلال الجلسة الاسبوعية لحكومته انه تم نقل معلومات استخبارية للسلطة الفلسطينية بشأن نية حركة "حماس" تفجير سيارة بالقرب من مستوطنة "كوسيفيم" في غزة وعملية أخرى في منطقة الخليل. وذكرت الاذاعة الاسرائيلية ان شارون قال لوزرائه ان السلطة لم تفعل شيئاً لمنع خروج السيارة من غزة الى مفترق الطرق المؤدي الى المستوطنات. واعلن في اسرائيل عن مقتل نائب قائد وحدة "شمشون" بعد ساعات قليلة من اصابة سيارة الجيب الذي كان يستقلها وجندي اسرائيلي آخر بالقرب من الخليل مساء اول من امس. وقالت المصادر ان الضابط شاي كوهين، وهو برتبة عميد، اصيب بجروح خطرة جراء تفجير عبوة ناسفة جانبية على الطريق الذي يصل بين مستوطنتين في المنطقة بعد دقائق عدة من خروجه من معسكر للجيش الاسرائيلي. ونقل عن مصادر عسكرية اسرائيلية ان العبوة التي تم تفجيرها تشابه في تركيبتها ونوعيتها العبوات التي استخدمها "حزب الله" اللبناني في الجنوب اللبناني اثناء الاحتلال الاسرائيلي. وربطت هذه المصادر بين الحادث و"القوة 17"، حرس الرئيس الفلسطيني. وفي قطاع غزة، اعلنت "كتائب عز الدين القسام" الجناح العسكري ل"حركة المقاومة الاسلامية" حماس هوية الفلسطيني الذي استشهد امس وهو في طريقه تنفيذ عملية ضد موقع عسكري اسرائيلي قرب مستوطنة "كوسيفيم" في قطاع غزة. وقالت مصادر اسرائيلية ان السيارة التي كان نافز الناصر 25 عاماً يقودها باتجاه برج عسكري في المنطقة انفجرت قبل الموعد المحدد لها ما اسفر عن مقتل الناصر وعدم وقوع اي اصابات في صفوف الجنود الاسرائيليين. وكانت "حماس" اعلنت عن وجود 10 من عناصرها الجاهزين لتنفيذ عمليات بانتظار "اللحظة المناسبة" وذلك رداً على قتل الجنود الاسرائيليين طفلاً في الحادية عشرة من العمر اثناء لعبه مع اقرانه قبل يومين. وقال الزعيم الروحي ل"حماس" الشيخ احمد ياسين ان عملية التفجير "تؤكد ان هناك الكثير من الاستشهاديين الذين ينتظرون دورهم للتضحية بانفسهم من اجل فلسطين". ووزعت "حماس" امس شريط فيديو يصور عملية تفجير سيارة جيب عسكرية اسرائيلية نفذت السبت الماضي بواسطة عبوة ناسفة فجرت عن بعد على جانب طريق بالقرب من نابلس. ونفذت الجرافات والبلدوزارات الاسرائيلية تحت حماية مئات الجنود وافراد الشرطة والوحدات الخاصة الاسرائيلية امس اوسع عملية لهدم منازل الفلسطينيين منذ سنوات في مخيم شعفاط للاجئين الفلسطينيين حيث تمت تسوية 14 منزلاً بالارض فيما اصدرت اخطارات هدم بأحد عشر منزلاً اخر. ووقعت مواجهات حامية بين المواطنين ومعهم افراد من حركة السلام الاسرائيلية وبين الجنود الاسرائيليين خلال عمليات الهدم التي اعترف رئيس بلدية القدس الاسرائيلي ايهود اولمرت انها نفذت من دون اعطاء الفلسطينيين مهلة 24 ساعة للتوجه الى المحاكم الاسرائيلية لمنع الهدم. وفي الوقت الذي انذرت فيه الاوضاع على الارض بمزيد من التسخين والتوتر في ظل تجديد وزراء حكومة شارون من اليمين المتطرف مطالبتهم بتوجيه "ضربة عسكرية" شاملة ضد الاراضي الفلسطينية خلال الجلسة الاسبوعية للحكومة الاسرائيلية، القى وزير الخارجية شمعون بيريز، الذي يعارض بشدة تنفيذ مثل هذه الضربة، الكرة في الملعب الاميركي عندما قال ان على الولاياتالمتحدة ان تعلن عن توقيت بدء "اسبوع التهدئة" الذي جرى الاتفاق عليه. وقال بيريز للصحافيين في ختام جلسة للكتلة البرلمانية لحزب العمل الذي يرأسه ان مهلة الاسبوع "اتفق عليها الفلسطينيون والاسرائيليون والاميركيون وحتى الآن لم تعلن الولاياتالمتحدة عن موعد بدء هذا الاسبوع". والقى بيريز "قنبلة" أخرى خلال اجتماع اعضاء الحزب عندما قال ان عرفات تعهد شخصياً امام رئيس وكالة الاستخبارات المركزية "سي اي ايه" جورج تينيت بأنه سيعمل على منع الهجمات. وقال بيريز ان "عرفات ابلغنا وابلغ الاميركيين خلال اجتماع مساء السبت الماضي بانتهاج سياسة جديدة". وذكرت الاذاعة الاسرائيلية نقلاً عن بيريز قوله ان "السياسة الجديدة تشمل تنفيذ اعتقالات ومنع دخول الفلسطينيين الى اسرائيل واوامر واضحة بشأن وقف النار". واضاف "ان عرفات تعهد شخصياً بانتهاج هذه السياسة وانها ستعطي نتائج خلال اسبوع". وكشف بيريز انه تلقى خلال رحلته الأخيرة الى لشبونة دعوة لزيارة مصر.