أود مشاركة إخواننا من أسرة الصيخان في مصابهم بفقد أحد أفراد أسرتهم الكريمة حسين محمد الصيخان أحد العاملين سابقًا في فرع صحيفة الجزيرة بالرس، الذي عُرف بإجراء المقابلات المطولة مع كبار السن من رجالات العقيلات وغيرهم من ذوي الرحلات داخل الجزيرة العربية وخارجها لجلب الأرزاق من الأحساءوالعراق. وأذكر من تلك المقابلات تلك التي أجراها الفقيد مع المرحوم فهد المزيد، وأنه كان ذات مرة في بلدة الزبير مع أحد مرافقيه يترقبون وصول أي من القادمين إلى العراق من بلاد نجد عامة، ومن الرس خاصة، وكان سرورهم بالغًا عندما وصل إليهم أصحاب مطيتين من أهل الرس، هما جدي سليمان الحزاب، ومرافقه صاحب المطية الأخرى الذي نسيت اسمه، وقد بشّرهم جدي بسقوط حائل في يد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- سنة 1340ه. ومعلوم أن جدي سليمان -رحمه الله- كان في حروب القصيم في صف حسين العساف حليف ابن رشيد، وعند انتصار الملك عبدالعزيز على ابن رشيد وقتله في معركة روضة مهنا سنة 1324 ه، وهي آخر معارك القصيم، عفا الملك عبدالعزيز عن ابن عساف ورفاقه محسنًا الظن بهم، وكانوا بالفعل عند حسن الظن بهم. والمرجو من إخوة الفقيد البحث عن الأعداد الخاصة بهذه المقابلات إن وُجدت في أرشيف مكتبة الفقيد، وتزويدي بنسخة منها. سائلاً الله أن يتغمد فقيدهم بواسع رحمته، وأن يجازيه بالحسنات أحسانًا، وبالسيئات عفوًا وغفرانًا، هو وجميع موتى المسلمين الذين رضوا بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد نبيًّا ورسولاً، وماتوا على ذلك. وعزاؤنا الخاص لإخوان الفقيد، وجميع أقاربه، وجميع أسرة الصيخان الكريمة من بني خالد القبيلة العربية المعروفة. والصيخان -بالمناسبة- هم أخوال الوالد، ومنهم سليمان الصيخان، وأخوه ناصر (أصبيح). وكان الصيخان يسكنون في حوطة الجوا التي أحاطها أمير الرس آنذاك هديب بن العويصي بن محمد بن علي بن راشد المحفوظي العجمي بذات السور الواسع الذي أحاط به الرس كلها، وأحاط به قصره ومزرعته لحماية الجميع من هجمات القبائل. وقد انتقلت إمارة الرس من هديب وإخوانه وأحفادهم في نحو عام 1150 إلى سلالة شارخ الأول إثر حادثة المفرق المعروفة. نكرر الترحم على الفقيد، والدعاء بأن يوفِّق المصابين في فقده إلى التحلي بالصبر والسلوان. وهذه حال الدنيا، تجمع وتفرّق الأهل والخلان والمعارف والجيران.. يقول الشاعر منصور المجيدل: والبقاء والخلود لخالق الوجود وحده القائل {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}. سائلاً الله أن يحفظ الجميع بحفظه، ولا يريهم أي مكروه في عزيز عليهم. والله خيرٌ حافظًا وهو أرحم الراحمين. ** **