انتقل من هذه الدار الفانية إلى الدار الباقية زميلي في العمل في مستشفى الرس العام صالح محمد الحريقي وصديقي منذ أكثر من 60 سنة وشريكي فيما تحتاجه الرس من الخدمات، حيث كنا نقوم بطبع المطالب بالآلة الكاتبة وتوقيعها من المتعاونين طوال السنوات الماضية ونخص بالذكر حمد المالك ومحمد الحسين الفريحي وعبدالرحمن الصيخان وخليفة حماد الشايع وعبدالله البطاح وسليمان العايد وعبدالله الخربوش -أبو ندى- وحسن الهندي وغيرهم ولم نواجه بحمد الله أي معارضة لما عرف عنا من سلامة التوجه والإخلاص في خدمة بلدتنا الغالية. نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يتغمد الجميع بواسع رحمته وأن يجزيهم بالحسنات إحساناً وبالسيئات عفواً وغفراناً هم ووالدينا وجميع اخواننا المسلمين الذين آمنوا بالله رباً وبالاسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً وماتوا على ذلك. وهذه حال الدنيا تجمع وتفرق الأهل والخلان والأقارب والجيران والبقاء والخلود لخالق الوجود سبحانه القائل {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ. وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} سورة الرحمن (26 - 27). يذكر أن أسرة الحريقي هم من الهزازنة من البدور من عنزة سكان الحريق وأن أحد أفراد هذه الأسرة كان ضمن أهل الرس الذي حاصرهم إبراهيم باشا في حملته الغاشمة على الدولة السعودية الأولى عام 1232 وتحديداً كان حسن المزروع والهزاني على رأس الحامية السعودية التي ساعد بها الإمام عبدالله بن سعود أهل الرس في مواجهة الحصار. وفي رثاء من فقدناهم من الغالين علينا يقول الشاعر منصور المجيدل: أكرر العزاء لأبناء الفقيد وأهله وجميع أقاربه بالنسب والمصاهرة وإلى عموم أسرة الحريقي الكريمة، سائلا الله ألا يري الجميع أي مكروه في عزيز عليهم وأن يلهم الجميع الصبر والرضاء بقضاء الله وقدره القائل {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}. ولا يفوتني أن أذكر أبناء الفقيد بكثرة الدعاء له والترحم عليه حتى لا ينقطع عمله الصالح بوفاته أخذاً من قول المصطفى عليه الصلاة والسلام: « إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث وذكر أو ولد صالح يدعو له». سائلاً الله أن يجزل الأجر والمثوبة لكل من شهد الصلاة عليه واتبع جنازته واتصل يعزي في وفاته ويدعو له بحسن الخاتمة. ** **